عمقت حالة التوتر بين بيلاروسيا وبولندا أزمة المهاجرين الحالمين بالهجرة إلى أوروبا، حيث يجد آلاف المهاجرين أنفسهم عالقين على الحدود دون أي مساعدات.
ويواجه اللاجئون في تلك الحدود رحلة "رعب مميتة" في العبور من بيلاروسيا إلى بولندا، في ظل حالة التشدد التي تبديها الأخيرة تجاه قضيتهم.
"نعيش حربًا أخرى"
وفي هذا الإطار، تقول المهاجرة السورية بشرى المعلم، تعليقًا على التعامل القاسي الذي تعرضت له عند الحدود: لم نتوقع أبدًا ما يحدث لنا.
وتضيف: "قالوا لنا إن الذهاب إلى أوروبا سهل جدًا للهرب من الحرب في بلدي، لكن لم أتخيل أنني سأعيش حربًا أخرى بين الحدود".
ووقعت بشرى كغيرها من آلاف الهاربين من الحرب ضحية أخبار عن فتح طريق جديدة للهجرة إلى أوروبا عبر بيلاروسيا.
وافترش المئات من المهاجرين الأرض في منطقة مستنقعات قرب حدود بولندا في ظل ظروف إنسانية صعبة، بانتظار عبورهم إلى تحقيق حلمهم بالذهاب إلى أوروبا.
وتنقل بشرى عن ضابطة حرس حدود في حديث مباشر معها قولها إنّه "لا يمكنك العبور إلى بولندا، حيث تجري بيننا حرب كبيرة مع بيلاروسيا"، مشيرة إلى أن اللاجئين هم ضحايا تلك الحرب بين البلدين.
وبينما تتعافى بشرى حاليًا في مركز للاجئين في شرق بولندا، تقوم شقيقتها رنا بتوثيق ما عايشته عند الحدود.
وتشرح رنا اللحظة الصعبة التي عاشتها مع شقيقتها في الغابة، وشعورهما بـ"الخوف والرعب" الشديدين بعد التعامل القاسي من الأمن في تلك المنطقة الحدودية، واصفة الأمر بـ"الكابوس الأكثر رعبًا".
أوراق ضغط
وأصبح اللاجئون السوريون والعراقيون مرة أخرى أوراق ضغط في مهب الصراع على الحدود بين المطرقة البيلاروسية والسندان البولندي.
وفي هذا الإطار، يؤكد الناشط في مجال الهجرة زياد المسالمة أن موضوع اللاجئين عند الحدود بين بيلاروسيا وبولندا "مقلق جدًا" حيث المشاهد الآتية من تلك الحدود "صادمة".
ويشير في حديث إلى "العربي" إلى أن تلك المشاهد "تتنافى مع الأعراف الأخلاقية وحقوق الإنسان".
ويقول في هذا السياق: إنّ سلطات بولندا تعاملت بشكل غير إنساني مع اللاجئين القادمين من بيلاروسيا.
"معسكرات اعتقال"
ولفت المسالمة في حديثه إلى "العربي" إلى أن معضلة اللاجئين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا "يجب أن يكون لها حلول ضمن الاتحاد الأوروبي".
ويعتبر أن ملف اللاجئين يتم استخدامه ورقة ضغط من قبل بيلاروسيا ضد الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى منع بولندا لمنظمات حقوقية للوصول إلى معسكرات اللجوء، التي وصفها بأنها بمثابة "معسكرات اعتقال".
كما يرى أن الإعلام الغربي في تغطيته لمسألة اللاجئين "وقف صامتًا" أمام معضلة اللاجئين.