رسالة مطمئنة لأوروبا.. الجزائر تتعهد بضخ 100 مليار متر مكعب من الغاز

أعلنت الجزائر أنها تعتزم ضخ أكثر من 100 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا خلال الأعوام الخمس المقبلة.

وقال المدير العام لشركة سونطراك الوطنية توفيق حكار: "إن بلاده ستواصل تزويد شركائها بإمدادات مستقرة ومستدامة على المديين المتوسط والطويل".

وبعثت الجزائر برسالة مطمئنة للأسواق التي تعتمد على غازها الطبيعي، ولا سيما الأوروبيين الذين هرعوا إلى البلد العضو بمنظمة أوبك أملًا في تعويضهم عن الغاز الروسي الذي توقف تدفقه إلى بلادهم في أعقاب اندلاع الحرب على أوكرانيا.

وأكّد حكار أن مجمع الشركة ينوي مواصلة تطوير مؤهلاته الغازية بغية ضخ كميات إضافية في الأسواق.

واردات منطقة اليورو

وخلال السنة الماضية، استحوذت الجزائر على 12% من واردات منطقة اليورو من الغاز الطبيعي، وهي نسبة مرشحة للنمو خلال هذا العام، خاصة مع إيطاليا بعد زيارة رئيس وزرائها السابق ماريو دراغي وخليفته جورجيا ميلوني إلى الجزائر، سعيًا وراء ضمان أمن الطاقة لصاحبة سابع أكبر اقتصاد في العالم.

وتراهن أكبر الدول العربية مساحة على نمو الطلب العالمي على الغاز المتوقع وصوله إلى 36% مع حلول العام 2050.

كما تريد الجزائر استثمار الواقع الجيو-سياسي الجديد في أوروبا لتحسين قدراتها الإنتاجية من الطاقة، بما يعود بالنفع على خزينتها، وبالتالي قدرتها على دفع اقتصادها خطوات إضافية إلى الأمام.

دولة موثوقة

في هذا السياق، يوضح الخبير الاقتصادي هواري تغريسي أن العقود التي تبرمها الجزائر تتم بعد إعادة النظر في الأسعار في ظل معاناة أوروبا من أزمة طاقة.

ويعتبر في حديث إلى "العربي" من الجزائر أن هذا البلد العربي أصبح دولة ذات موثوقية، بعد أن وفت بكل تعهداتها.

ويتوقع تغريسي تخطي واردات الغاز من الجزائر الـ100 مليار متر مكعب سنويًا، حيث أنها تملك رابع أكبر احتياطي في العالم.

ويلفت الخبير الاقتصادي إلى رغبة أوروبية كبيرة في الاستثمار في الجزائر سواء في الغاز أو البترول، حيث تتمتع البلاد بقدرات كبيرة على صعيد الهيدروجين الأخضر.

وحول توقيت إعلان الجزائر، يشير تغريسي إلى أنها تحترم جميع تعهداتها بشأن توريد الغاز، كما تسعى لتحقيق استثمارات حقيقية في أوروبا.