رصاص وحصار.. اقتحامات الاحتلال لمقام يوسف تثير غضب الفلسطينيين

يثير اقتحام المستوطنين الإسرائيليين لمقام يوسف شرقي مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة مخاوف الفلسطينيين، في ظل دعم وتسهيل قوات الاحتلال، وعادة ما يترافق اقتحام المقام مع مواجهات وإطلاق الرصاص المطاطي من قبل جنود الاحتلال على الفلسطينيين.

وتوقد الشموع في طقس يزعم أنه للعبادة، لكنها تشعل معها غضبًا فلسطينيًا حين يؤديها المستوطنون، حول قبر يختلف الباحثون حول مَن فيه.

لكنّ الفلسطينيين يقولون بما يشبه اليقين أنه مقام يوسف في نابلس، وفق تاريخهم ومعتقداتهم، ولا يستطيع المحتل فرض غير ذلك عليهم بقوة السلاح.

وفي هذا الإطار، يوضح مدير محافظات الشمال في وزارة السياحة الفلسطينية ضرغام الفارس لـ"العربي"، أن مقام قبر يوسف وغيره من المواقع الدينية سواء كانت يهودية أو مسيحية أو إسلامية أو سامرية هي ملك للشعب الفلسطيني، وهذا ينطبق على جميع المواقع في فلسطين التاريخية.

ويقع المقام في بلدة بلاطة التي ارتبطت جغرافيًا اليوم مع مدينة نابلس من جانبها الشرقي، حيث يراقب الاحتلال المقام على مدار الساعة نهارًا ليسهل اقتحامات مستوطنيه إليه بالليل.

وينشر مئات من جنود الاحتلال وسط التجمع الفلسطيني المزدحم، ليؤمن اقتحام عشرات من المستوطنين للمقام، ما يعني احتكاكًا ومواجهات تقتل الفلسطينيين وتجرحهم.

من جهته، يقول رئيس تحرير موقع "أصداء" أمين أبو وردة لـ"العربي": إن هناك "أكثر من 5 محاور يتم من خلالها اقتحام مقر قبر يوسف، ما يعني وجود أعداد كبيرة من القوات في هذا المكان"، مشيرًا إلى أن أعداد القوات الإسرائيلية يفوق أعداد المستوطنين في كل اقتحام.

رقابة أمنية فلسطينية على المقام الذي من المفترض أنه يقع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية الكاملة، بصفتها منطقة مصنفة "أ" وفق اتفاق أوسلو، لكن المقام نفسه في منطقة مصنفة "ج"، أي أنه تحت السيادة الأمنية الإسرائيلية، وينظر كثير من الفلسطينيين إلى أنه لم يتبق من الاتفاق إلا ما يخدم الاحتلال ومستوطنيه.

ومن أجل تأمين اقتحام المستوطنين لمقام قبر يوسف يستنفر جيش الاحتلال قواته على امتداد المنطقة الشرقية في مدينة نابلس، في اقتحام يجعل قرابة 40% من سكان المدينة أشبه بالرهائن وتحت رصاص الجنود، حتى ينهي المستوطنون اقتحامهم الذي يستمر أحيانًا قرابة 5 ساعات متواصلة.