Skip to main content

رغم التطمينات.. غضب وإحباط من الطوابير الطويلة أمام محطات البنزين في تونس

الثلاثاء 11 أكتوبر 2022

واصل سائقو السيارات "المحبطون" في تونس الوقوف في طوابير طويلة خارج محطات البنزين اليوم الثلاثاء، على الرغم من التطمينات الحكومية بأنّ النقص سينتهي مع تسلّم شحنة جديدة من الوقود.

وبدأ الوقود في العديد من محطات التزود به، ينفد خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، مع تباطؤ الواردات وتراجع الإمدادات الوطنية؛ مما أدى إلى تكدس السيارات في صفوف لمسافة كيلومترات في بعض الأماكن؛ وهو ما خلق اكتظاظًا مروريًا في عدة مناطق.

انقطاع متكرر للوقود

وقال محمد ناجي الذي كان ينتظر لمدة ساعة ونصف في منطقة أريانة في تونس العاصمة: "لم أذهب إلى العمل اليوم".

وقال: "لقد أصبحنا مثل اللاجئين في بلدنا"، في إشارة إلى النقص الذي أصاب تونس في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك الدقيق والسكر والزبدة والحليب وزيت الطهي.

ويوم أمس، قال سلوان السميري كاتب عام الجامعة العامة للنفط التابعة لاتحاد الشغل لراديو "شمس إف.إم"، إن ناقلة البنزين التي يجري تفريغها الآن في بنزرت ستمنح تونس إمدادات تكفي لما بين عشرة أيام وأسبوعين، انخفاضًا من 60 يومًا المعتادة للاحتياطي الإستراتيجي.

وفي هذا الإطار، قال مراسل "العربي" خليل كلاعي من تونس، إن نقص التزود بالوقود في البلاد ظهر هذا العام أكثر من مرة فيما بدا أنها أزمة مركبة ومتكررة، لكن اللافت هذه المرة أن الطوابير كانت أطول وكذلك فترة الانتظار للحصول على الوقود.

وأضاف المراسل، أن وزيرة الطاقة قالت إن الأزمة ستتلاشى وتختفي مع نهاية اليوم الثلاثاء، لأن هناك 3 بواخر راسية وتنتظر تفريغ حمولتها، نافية بذلك الادعاء القائل بأن الدولة في حالة عجز مالي لمن يطالبون بسداد مستحقاتهم.

مخاطر تمويل متزايدة

وسبق أن ذكرت وكالة التصنيف الائتماني "موديز"، الأسبوع الماضي، أن تونس واجهت اختلالات كبيرة في المالية العامة والخارجية ومخاطر تمويل متزايدة تمثل ضعفًا ائتمانيًا كبيرًا.

وتواجه تونس أزمة حادة في المالية العامة، ويقول اتحاد الشغل، إن سبب الأزمة هو شح السيولة والأزمة المالية التي تسببت في نقص واردات العديد من السلع الحيوية.

وألقى الرئيس قيس سعيّد، الذي انتقل للحكم بمراسيم بعد تجميد عمل البرلمان العام الماضي، وتوسيع سلطاته بدستور جديد، باللوم على المضاربين في نقص السلع.

لكن رغم ذلك، فإن اتحاد الشغل يرفض هذا السبب، ويقول إن على السلطات مصارحة الشعب بحقيقة الوضع المالي الحرج والكف عن تزييف الحقائق.

أمل في صندوق النقد

وتأمل تونس في القريب العاجل إبرام اتفاق على مستوى الخبراء مع صندوق النقد الدولي لبرنامج إنقاذ يمكن أن يوفر أيضًا مليارات الدولارات من الدعم الثنائي من دول أخرى.

ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان بإمكانها المضي قدمًا في الإصلاحات التي يريدها صندوق النقد الدولي، بما في ذلك خفض الدعم على سلع غذائية في ظل معارضة قوية من اتحاد الشغل.

وبالقرب من محطات الوقود في تونس العاصمة، اليوم الثلاثاء، أطلق السائقون أبواق السيارات تعبيرًا عن غضبهم وأغلقت طوابير السيارات المنتظرة الممرات المرورية، مع ازدحام العربات في الأماكن المحيطة.

وفي عدد من محطات الوقود، كان يُسمح للسيارات بتعبئة ما تصل قيمته إلى 30 دينارًا أي ما يقارب تسعة دولارات فقط من البنزين، أو ما يعادل 13 لترًا فقط.

وفي بعض الحالات، كان عمال محطات الوقود يوزعون البنزين من الزجاجات البلاستيكية لتخفيف الازدحام في المضخات.

المصادر:
العربي - رويترز
شارك القصة