برجلٍ واحدة، لا يزال محمد مصاروة يواصل تعليم المتدربين على الفنون القتالية، على الرغم من فقدانه قدمه اليسرى وخضوعه لعمليات جراحية، بعد أن نزح من مدينته دوما في ريف دمشق خلال معارك بين النظام السوري والمعارضة عام 2018.
وبإصراره وأمله، يحمل مصاروة أسلوبه الخاص في تدريب الكاراتيه بسبب حبه الشديد لهذه الرياضة القتالية، فحتى عند نزوحه ترك المدرب كل أمتعته باستثناء ميدالياته ودروعه، قبل أن يستقر في مدينة الباب شمالي سوري ليبدأ حياة جديدة.
وعن الحادث الذي تعرض له والذي تسبب بفقدانه رجله يشرح محمد مصاروة أنه "أثناء أحداث الثورة السورية في مدينة دوما بريف دمشق تعرضت لعدة إصابات منها إصابة أخيرة أدت إلى بتر القدم اليسرى".
وأضاف المدرب السوري أنه يعاني أيضًا من تفتت في الرجل اليمنى، إلى جانب إصابة في الرأس والعين والأذن اليسرى نتيجة طلق ناري على الجانب الأيسر.
ورغم كل هذه التحديات الصحية، افتتح المدرب محمد صالة تدريب لتعليم الأطفال على الكاراتيه في مدينة الباب، وصالة مماثلة في تركيا حيث يدرس الطب.
من جهة ثانية، دعا مصاروة المسؤولين في الشمال السوري إلى النظر في تجهيز الأماكن الرياضية، كما إعطاء الاهتمام اللازم للألعاب الفردية، فاليوم يتمنى المدرب محمد أن تتوافر له التجهيزات والإمكانيات ليدرب مزيدًا من أبطال الكاراتيه.
وقال: "نحن مستعدون لتخريج أبطال من سوريا.. خلال عامين فقط من التدريب في تركيا خرجت أبطالًا لمعوا في العالم".
فقد فاز بعض من يدربهم محمد بميداليات مرموقة، الأمر الذي جعل مهاراته تتركت بصمة في عالم الكاراتيه بشهادة طلابه وزملائه، حيث أكّد المتدرب محمد نور عنتر أنه رغم إصابته "يبذل المدرب جهدًا كبيرًا لكي نحصد نحن أعلى المراكز برياضة الكاراتيه".