Skip to main content

رغم وحدة الهدف والقضية.. لماذا تفشل المصالحات الفلسطينية؟

الخميس 14 يوليو 2022

لم يضعف الخلاف بين حركتي حماس وفتح في فلسطين وحدة الصف الفلسطيني في مقاومة الاحتلال فقط، لكنه أضعف صورة هذه المقاومة وأثر على تاريخها.

ففي يناير/ كانون الثاني 1996، أعلنت حركة حماس في فلسطين مقاطعة الانتخابات التشريعية بدعوى أنها تجري تحت سقف اتفاق أوسلو الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة حركة فتح عام 1993 مع الكيان الصهيوني.

وفي سبتمبر/ أيلول عام 2000 اندلعت شرارة الانتفاضة الثانية وطرأ تحسن في العلاقة بين حماس وفتح بفعل التنسيق في ظروف الانتفاضة وإعلان شارون الانسحاب الأحادي من قطاع غزة.

وبعد اغتيال أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي عام 2004، أعلن القيادي في حماس سعيد صيام أن من حق الحركة أن تكون شريكة في صوغ وصناعة القرار السياسي وفي كل الأمور الحياتية في قطاع غزة.

وفي عام 2005 اجتمعت الفصائل الفلسطينية في القاهرة من أجل ضم حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني. وجرت محادثات لإجراء انتخابات محلية وتشريعية من دون تأخير بشراكة جميع الأطياف.

وفي عام 2006 أعلنت حماس عن برنامجها الانتخابي وشاركت في قائمة التغيير والإصلاح وحققت الأغلبية حيث حصدت 76% من مقاعد المجلس التشريعي ولم تقم حركة فتح بتسليم مؤسسات الحكم لحماس.

وعلى الإثر، جرت اشتباكات عدة بين عناصر من الشرطة الفلسطينية ومقاتلين من حماس تحولت في النهاية إلى اقتتال داخلي في أواسط يونيو/ حزيران 2007 حيث نفذت حماس عملية عسكرية للسيطرة على المواقع والمراكز الحكومية في قطاع غزة، ونتج عن ذلك مئات القتلى والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني.

قبل وقوع هذه الأحداث الدامية، وقعت حركتا حماس وفتح اتفاقية مكة المكرمة لوقف الاشتباكات العسكرية في القطاع وتشكيل حكومة وحدة وطنية، لكنها باءت بالفشل، وتمكنت حماس من السيطرة على غزة ما أدى إلى حدوث انقسام جغرافي وسياسي بين الضفة الغربية والقطاع وشكل تهديدًا لوحدة الشعب الفلسطيني وانقسامًا يضعف نضاله الوطني التحرري وفق عصام نصار وماهر شريف في كتابهما "تاريخ الفلسطينيين وحركتهم الوطنية".

اختلاف بين برنامجين

وفي هذا الإطار، يرى أستاذ النزاعات الدولية في جامعة الدوحة للدراسات العليا إبراهيم فرحات أن بداية الصراع بين فتح وحماس كانت بسبب اختلاف البرنامج السياسي بعد تبني منظمة التحرير الفلسطينية رسميًا لمشروع حل الدولتين عام 1993 والدخول في المفاوضات مع إسرائيل من أجل إقامة دولة فلسطينية على حدود حرب عام 1967.

ويلفت في حديث إلى "العربي" من رام الله إلى أن هذا البرنامج اعتراف من منظمة التحرير رسميًا بإسرائيل على الأراضي التي احتلت عام 1948، مشيرًا إلى أن المنظمة نبذت الكفاح المسلح وعدلت الميثاق الوطني الفلسطيني عام 1994 من خلال إزالة الجزء الذي يتعلق بالقضاء على دولة إسرائيل في دورة المجلس الوطني في غزة والتي حضرها الرئيس الأميركي بيل كلينتون آنذاك.

ويشرح أن حركة حماس لم تكن جزءًا من هذا البرنامج السياسي الذي تبنته حركة فتح ومنظمة التحرير، بحيث كان لديها برنامج مختلف ينص على مواصلة العمل المسلح ضد إسرائيل في تلك الفترة.

ويؤكد أن اختلافًا حادًا كان موجودًا بين البرنامجين، وعلى الإثر بدأت الخلافات تنمو وصولًا إلى عام 2006 حيث جرت الانتخابات التي حققت فيها حماس الأغلبية.

خلاف سياسي لا إيديولوجي

من جهته، يعتبر الكاتب والأكاديمي الفلسطيني خالد الحروب أن الاختلاف الإيديولوجي بين حركتي فتح وحماس في حال اعتبار فتح حركة علمانية، ومرجعية حماس إسلامية، أمر كان له أثر ما في السنوات الأولى لتأسيس حماس.

ويضيف في حديث إلى "العربي" من بريطانيا أنه في المراحل اللاحقة تبين أن الخلاف الحقيقي هو سياسي وليس إيديولوجيًا.

ويشير إلى أن الدليل على ذلك هو أن حماس تحالفت مع فصائل يسارية وعلمانية وشيوعية من بينها الجبهة الشعبية والحزب الشيوعي الفلسطيني وغيرها.

ويشدد على أن الحركتين لا تلعبان في ملعب فارغ وفي ظل تنافس طبيعي مثل أي صراع بين حزبين وحركتين حول العالم، مذكرًا بأن "ما يحصل من صراع وتنافس يتم ضمن إطار احتلالي استعماري إسرائيلي يلعب فيه المحتل دورًا أساسيًا في كل المعادلة".

ويخلص إلى أن "الصراع الفلسطيني قبل فتح وحماس مع المشروع الصهيوني تجاوز قرنًا من الزمن ما يشكل أطول عملية تحرر وطني في التاريخ الحديث من القرن 19 على الأقل، ولذلك عندما تطول مرحلة أي تحرر وطني، يصيبها الترهل والانشقاقات".

المصادر:
العربي
شارك القصة