السبت 27 أبريل / أبريل 2024

حماس تدعو إلى بناء رؤية إستراتيجية فلسطينية مستقبلية.. ماذا تضمنت؟

حماس تدعو إلى بناء رؤية إستراتيجية فلسطينية مستقبلية.. ماذا تضمنت؟

Changed

تقرير لـ"العربي" يسلط الضوء على التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة (الصورة: وسائل التواصل)
أكد هنية أن المقاومة الفلسطينية في كافة أماكن تواجدها، تقف على رأس الأولويات الإستراتيجية التي يجب أن تحظى بالدعم والإسناد من الشعب الفلسطيني وأحرار العالم.

دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، الأحد، إلى بناء رؤية إستراتيجية فلسطينية مستقبلية.

وقال رئيس الحركة خلال كلمته في مؤتمر "السيادة الفلسطينية، المتغيرات الإستراتيجية والمسارات المستقبلية" الذي تنظمه جامعة الأمة بغزة: إن "أُولى المتغيرات على صعيدنا الفلسطيني تتمثل في نتائج معركة سيف القدس التي شكلت نقلة نوعية وتحولًا إستراتيجيًا في إدارة الصراع مع العدو الصهيوني".

وأضاف أن هذه النتائج كانت واضحة جدًا، سواء في إطار توحيد الأرض والشعب وربط معادلة القوة التي تمثلها المقاومة مع القداسة التي تمثلها القدس والمسجد الأقصى، لافتًا إلى أن القضية أيضًا استعادت مكانتها الاعتبارية على صعيد الأمة والاهتمام العالمي، وأن القدس والأقصى عادت من جديد تشكل محور الصراع مع العدو.

وأشار رئيس الحركة إلى أن المتغير الثاني يتعلق بالانكفاء الأميركي عن المنطقة في أكثر من ساحة، وبخاصة الانسحاب الأميركي من أفغانستان، منوهًا إلى أنه "لا شك في أن القوة الأميركية المهيمنة على العالم لم تعد بهذه القدرة على بسط نفوذها العسكري والأمني والسياسي على مناطق مختلفة من العالم بما فيها منطقتنا العربية والإسلامية".

وقال: "الانكشاف الإسرائيلي في معركة سيف القدس والانكفاء الأميركي في سياق إعادة تموضع الولايات المتحدة واهتمامها بملفات جديدة من قبيل مواجهة الصين وروسيا والقوى الصاعدة في العالم يشكل ذلك تغيرًا مهمًا جدًا وله تأثيرات وأبعاد إستراتيجية يجب أن نقرأها قراءة دقيقة وواعية".

وتابع: "المتغير الثالث والمهم هو الحرب بين روسيا وأوكرانيا، المعركة تبدو أنها بين روسيا وأوكرانيا، لكن هي بين روسيا ومعسكرها وبين الغرب بشكل عام بقيادة الولايات المتحدة، هذه الحرب هي الحرب الأوسع والأبرز في صراع المعسكرات العالمية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية".

وأكد هنية أن "العالم بعد الحرب لن يكون هو ذاته قبلها، وبالتأكيد أننا سنكون أمام عالم متعدد الأقطاب، وستنتهي حقبة القطب الواحد المتحكم في السياسات الدولية والعالمية، وهذا لا شك سيشكل متغيرًا مهمًا جدًا سيكون له تأثيراته على منطقتنا العربية والإسلامية، وأيضًا على قضيتنا وعلى الصراع مع الاحتلال".

وبيّن أن المتغير الرابع هو أن "منطقتنا العربية والإسلامية تموج بالتناقضات ما بين التطبيع ومحاولات الاختراق الإسرائيلي للمنطقة وبناء التحالفات العسكرية والأمنية مع بعض الحكومات العربية، وبشكل بدا أن الموضوع تخطى قضية التطبيع إلى إدماج الكيان في المنطقة وإعادة تشكيلها وترتيبها".

وتأتي كلمة رئيس المكتب السياسي لحماس، بعد تصعيد شهدته الأراضي الفلسطينية في الآونة الأخيرة، من تصعيد إسرائيلي في غزة إلى استشهاد فلسطينيين في الضفة فضلًا عن الاعتداء على ممتلكات الفلسطينيين ومقدساته.

أبعاد الرؤية الإستراتيجية

وأشار إلى وجود أولويات إستراتيجية على المستوى الفلسطيني، مُرتكزة على عدة أبعاد منها "المقاومة، وبناء التحالفات الإستراتيجية، والانتقال بالشعوب من إستراتيجية الإسناد إلى إستراتيجية الشراكة في التحرير، والانفتاح على المجتمع الدولي والدول الكبيرة والوازنة".

وأكد أن "المقاومة الفلسطينية في كافة أماكن تواجدها، تقف على رأس الأولويات الإستراتيجية التي يجب أن تحظى بالدعم والإسناد من شعبنا وأحرار العالم".

وجدّد هنية تأكيد استعداد حركته "لتحقيق الوحدة وتجاوز حالة الانقسام الداخلي"، قائلًا: "حتى لو تطلب ذلك بناء جبهة وطنية فلسطينية تحمي الثوابت وترعى المقاومة، وتشكل مرجعية على طريق إعادة بناء منظمة التحرير إذا ما تعثرت الوحدة العامة".

وتعاني الساحة الفلسطينية من انقسام إداري وسياسي، منذ عام 2007، حيث تسيطر "حماس" على قطاع غزة، بينما تدير الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة "فتح"، بزعامة الرئيس عباس، الضفة الغربية.

ومنذ سنوات، عُقدت العديد من اللقاءات والاجتماعات بين الفصائل الفلسطينية من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، من دون أن تُسفر عن خطوات عملية جادة.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close