الإثنين 6 مايو / مايو 2024

أميركا في زمن بايدن.. التحرك شرقًا لمواجهة الصين

أميركا في زمن بايدن.. التحرك شرقًا لمواجهة الصين

Changed

تدخل علاقات واشنطن مع بكين منعطفًا جديدًا في ظل إدارة بايدن، لا سيما مع بدء التحرك شرقًا عبر زيارة لوزيري الدفاع والخارجية إلى آسيا.

يتوجه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى آسيا لمناقشة سبل إرساء "ردع موثوق به" في مواجهة الصين. 

وينظر إلى هذه الزيارة على أنها اختبار لسياسة الإدارة الجديدة تجاه بكين، بعد ما بدا أنه فشَل لمقاربة إدارة ترمب السابقة لمواجهة المد الصيني.

وستقود الجولة التي تستمر أسبوعًا الوزير الأميركي إلى طوكيو وسيول ونيودلهي، على أن يرافقه وزير الخارجية أنتوني بلينكن في وقت لاحق من الزيارة. 

وبذلك تدخل علاقات واشنطن منعطفًا جديدًا مع بكين، التي تمضي بخطى ثابتة على طريق المنافسة على الريادة العالمية مع الولايات المتحدة وتعزيز نفوذها وقوتها الاقتصادية والعسكرية.

سياسة أكثر واقعية

تعليقًا على التطورات، يقول الأستاذ في الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونس هوبكنز دانيال سيروير، عبر برنامج "للخبر بقية" على شاشة "العربي"، إن الحرب على الإرهاب لم تكن مفيدة كثيرًا بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، شارحًا: "ربما كانت مفيدة على مستوى السياسة الخارجية، إلا أن ذلك لم ينعكس على المواطنين الأميركيين". 

ويلفت إلى أن هؤلاء "يتطلعون إلى سياسة خارجية أكثر واقعية تركز على أهداف حقيقية تثمر عن نتائج اقتصادية ملموسة"، معتبرًا أن "منطقة آسيا تشكل في هذا الصدد عاملًا مهمًا".

وينفي أن تكون الولايات المتحدة بعيدة جدًا من الصين على المستوى الاقتصادي أو التكنولوجي. 

وينوّه إلى أن "لدى الصين، بالنظر إلى الأرقام التي تعكسها "جي بي مورغن"، مشاكل جسيمة في المستقبل بشأن الابقاء على مستوى معدل نمو اجمالي يتعدى 6%".

ويضيف: "تواجه الصين انفجارًا سكانيًا وأزمة ديموغرافية في السنوات المقبلة، لا سيما في ظل تطبيق سياسة المولود الواحد، وبالتالي عليها أن تتحوّط بصورة متسارعة لمواجهة هذه الأخطار"، مشيرًا في المقابل إلى أن "بإمكان الولايات المتحدة أن تحقق معدل نمو إجمالي يفوق الـ 6%، وأن لديها معدلات نمو سكاني أكثر استقرارًا لا سيما في صفوف الفئة الشبابية".

الصين تستعد

عامر تمام، الباحث في الشؤون الآسيوية، يأسف لأن بايدن يكمل سياسة ترمب تجاه الصين، ولم ينتهج سياسة جديدة سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي، بالاضافة إلى استغلال ملفات أخرى مثل ملفات حقوق الانسان.

ويلفت إلى أن الصين تنظر بكل قلق تجاه هذه الاستراتيجية التي ينتهجها بايدن، لكنها في الوقت نفسه تستعد. 

ويشرح أن "بكين كانت تتوقع أن يتم في الفترة الأولى من حكم بايدن التعامل مع ملفات بسيطة مثل النزاع التجاري، وحلها كبادرة حسن نية والانطلاق منها إلى إدارة الخلافات، التي تدرك عدم قابليتها للحل مثل خلافات بحر الصين الجنوبي أو سياسات واشنطن تجاه ملفات داخلية كتايوان وهونغ كونغ والتيبيت..".

وإذ يعتبر أن محاولة بايدن إحياء الرباعية الدولية (مع اليابان والهند واستراليا) استكمال لما بدأه ترمب، لناحية إيجاد مجموعة من الدول تناصب الصين العداء، يؤكد أن بكين ترحب بالتعاون بين كافة الدول وترفض أن يكون هذا التعاون موجه ضد دولة ما.

إيجاد مكانة 

من ناحيته، يرى الباحث في الشؤون الآسيوية وائل عوّاد أن "الولايات المتحدة تعود إلى منطقة آسيا الباسيفيك، لكنها لم تعد القوة العظمى الوحيدة في هذا العالم، وبالتالي فهي تأتي الآن لتجد مكانتها ضمن عالم متعدد الأقطاب لم يكتمل بعد".

ويعتبر أن "واشنطن تبحث عن حلفائها في هذه المنطقة، لتعيد هيبتها إليها باعتبار أن وجودها العسكري فيها حافظ على الامن والاستقرار بحسب التقارير الأميركية". 

ويشير إلى أن الولايات المتحدة تسعى من خلال هذه السياسة إلى تحجيم دور الصين المتنامي في هذه المنطقة".

ويلفت إلى أن "الصين تدرك تمامًا أن الولايات المتحدة تحتاجها للنقاش والتباحث في قيادة العالم، وليس للتوجه نحو الحروب"، موضحًا أن "واشنطن في سياستها لا تريد المواجهة العسكرية المباشرة مع بكين، بل تبحث عن تحالفات في هذه المنطقة، ربما لمواجهة في المستقبل".  

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close