لا تزال محاولات تحرير سفينة الحاويات الضخمة العالقة بقناة السويس مستمرة منذ الثلاثاء، باستخدام القاطرات والجرافات الثقيلة.
ولليوم الرابع على التوالي، ظلّت الملاحة متوقفة في واحد من أهمّ الممرات المائية على صعيد حركة التجارة البحرية العالمية.
وأعلنت شركة "برنارد شولته شيبمانجمنت" (بي أس أم) التي تشرف على الإدارة التقنية للسفينة في بيان، فشل محاولة اليوم الجمعة لتعويم السفينة البالغ طولها 400 متر، قائلة إنّ تعويم السفينة في 26 مارس/ آذار لم تنجح.
وأضافت أن "قاطرتين إضافيتين بقوة تراوح بين 220 و240 طناً" ستصلان بحلول 28 آمارس/ آذار للمساعدة في عملية التعويم، في حين لا تعد الشركة المالكة للسفينة "شوي كيسن كايشا" بحلّ قريب لصعوبة العملية.
وكانت هيئة قناة السويس أشارت في بيان صباح الجمعة، إلى أنه تم الانتهاء من تجريف الرمال المحيطة بالسفينة الجانحة بنسبة 87% تقريبًا، وبمعدلات تجريف تقترب من 17 ألف متر مكعب من الرمال"، إذ سبق أن أعلنت عن الاستعانة بجرافة للقيام بأعمال التجريف في منطقة جنوح السفينة.
200 سفينة عالقة
تدرس كبرى شركات الشحن الدولية مثل "ميرسك" و"هاباج لويد"، البدائل الممكنة لتخطي أزمة تكدس السفن في القناة.
وأكّدت شركة أخبار وبيانات الشحن العالمية "لويدز ليست"، أنّ 200 سفينة ما زالت عالقة حتى الآن.
وأشارت "لويدز ليست" إلى أن الحسابات التقريبية تفيد بأن حركة السفن اليومية من آسيا إلى أوروبا تُقّدر قيمتها بحوالي 5,1 مليار دولار، ومن أوروبا إلى آسيا تُقّدر بنحو 4,5 مليار دولار.
واعتبر السفير الروسي المتجول نيكولاي كورتشونوف في حديثه مع "وكالة إنترفاكس" للأنباء، أن تعطل الملاحة في قناة السويس يبرز أهمية تطوير الممر البحري عبر القطب الشمالي، الذي بات يمكن استخدامه بشكل متزايد بسبب التغير المناخي، مشيرًا إلى ضرورة التفكير في تطوير طرق بديلة لقناة السويس قائلاً: " أولاً وقبل كل شيء الممر البحري الشمالي".
ويتوقع أن يبطئ الحادث النقل البحري لأيام، إلا أن التبعات الاقتصادية ستبقى محدودة مبدئياً في حال لم تطل الأزمة، وفقًا لما أفاد به خبراء.
وتؤمن قناة السويس عبور 10% من حركة التجارة البحرية الدولية، وتشكّل صلة وصل بين أوروبا وآسيا.
تأثير على أسواق الطاقة
أشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي اليوم الجمعة إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن تتوقع بعض التأثير للسفينة الجانحة في قناة السويس على أسواق الطاقة، وأنها ستستجيب للأمر إذا اقتضت الحاجة.
خسائر بالمليارات
وخلصت دراسة أجرتها شركة التأمين الألمانية أليانز إلى أن سفينة الحاويات التي توقف حركة المرور في قناة السويس؛ قد تكلف التجارة العالمية ما بين ستة مليارات وعشرة مليارات دولار أسبوعيًا.
وخلصت الدراسة التي أجرتها أكبر شركة تأمين في أوروبا أيضًا إلى أن كل أسبوع يمر على هذه الحالة من التوقف يقتطع نحو 0.2 بالمئة إلى 0.4 بالمئة نقطة مئوية من النمو السنوي للتجارة.
وكتب معدو الدراسة أن "المشكلة تكمن في أن التكدس في قناة السويس هو القشة التي تقصم ظهر التجارة العالمية.
وقالت الدراسة إن الأثر السلبي على طول فترات التسليم يتضاعف في الولايات المتحدة، إذ تُستنزف المخزونات، بفعل توقعات بأن حزمة بايدن الضخمة للتحفيز ستدعم الطلب.