الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

مئة عام على مجزرة تولسا في أميركا.. الأهالي يشكون فصلًا عنصريًا

مئة عام على مجزرة تولسا في أميركا.. الأهالي يشكون فصلًا عنصريًا

Changed

خلّف الدمار نحو 10 آلاف مشرّد بدون أن تتم إدانة أي أبيض
لم يبقَ حينها من حي غرينوود سوى أنقاض ورماد فيما قُتل ما يقرب من 300 شخص (غيتي)
في 31 مايو 1921، أثار توقيف شاب أسود في تولسا اتُّهم بالاعتداء على امرأة بيضاء موجة عنف على أساس عنصري كانت الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية.

ينتظر الأميركيون المنحدّرون من أصول إفريقية الرئيس جو بايدن اليوم الثلاثاء في تولسا، المدينة التي شهدت مجزرة عنصرية عام 1921، على أمل "أن يشعر بألم" السكان ويستمع إلى مطلبهم بالحصول على تعويضات مالية.

ويشارك الرئيس الديموقراطي الذي يحظى بدعم واسع في صفوف الأميركيين السود، الثلاثاء في إحياء ذكرى مرور مئة سنة على أحد أسوأ فصول العنف العنصري في تاريخ الولايات المتحدة.

وترغب الناشطة كريستي وليامز، وهي من أحفاد الضحايا في أن يحقق جو بايدن "العدالة"، قائلة: "قبل مئة سنة توقف تطورنا الاقتصادي، وأُخذت أراضينا".

اليوم أمام البلاد "فرصة إصلاح هذا الضرر"، كما تضيف لوكالة "فرانس برس". 

ما الذي حصل قبل قرن؟

في 31 مايو/ أيار 1921، أثار توقيف شاب أسود اتُّهم بالاعتداء على امرأة بيضاء موجة عنف على أساس عنصري كانت الأسوأ في تاريخ البلاد.

بعد توقيف ديك رولاند، تجمّع مئات البيض الغاضبين خارج مقر محكمة تولسا وتواجهوا مع رجال من السود أتوا للدفاع عنه، بعد تصميم على إعدامه خارج نطاق القانون، وهي ممارسة كانت معهودة حينها واستمرت حتى ستينيات القرن الماضي.

وتحرّكت مجموعة من الجنود السابقين السود الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى، كان بعضهم يحمل السلاح، لحماية رولاند.

وارتفع مستوى التوتر وحصل إطلاق نار. وتراجع السكان ذوو الأصول الإفريقية الذين كانوا أقل عددًا إلى حيّ غرينوود، الذي كان يحوي العديد من المحلات التجارية.

ومع طلوع فجر اليوم التالي، كان رجال من البيض نهبوا وأحرقوا العديد من المتاجر والمنازل وطاردوا السكان السود وضربوهم، وعلى مدى يوم كامل، عاثوا خرابًا في الحي المعروف بـ "وول ستريت الأسود" بسبب ازدهاره الاقتصادي. 

أما الشرطة فشاركت في التدمير بدلًا من التدخل لمنعهم، فلم يبقَ من الحي سوى أنقاض ورماد، فيما قُتل ما يقرب من 300 شخص. وخلّف الدمار نحو 10 آلاف مشرّد بدون أن تتم إدانة أي أبيض.

والإثنين، اعتبر جو بايدن أن على الحكومة الأميركية "الاعتراف بالدور الذي لعبته في انتزاع الثروات والفرص من أحياء السود" وبينها غرينوود.

"فصل عنصري"

واعتذر رئيس بلدية تولسا رسميًا الإثنين عن "عجز البلدية عن حماية مجتمعنا عام 1921".

وقال جي تي باينوم في بيان: "الضحايا ـ رجال ونساء وأطفال ـ كانوا يستحقون ما هو أفضل من قبل مدينتهم".

في هذه البلدة الواقعة في أوكلاهوما، الولاية الجنوبية التي كانت تمارس العبودية وتُعرف بأنها أحد معاقل منظمة كو كلاكس كلان، لا تزال آثار هذا الدمار تظهر حتى اليوم.

فالتفاوت يظهر بوضوح بين شمال تولسا حيث غالبية السكان من السود، والجنوب حيث تقيم غالبية من البيض.

تقول ميشيل براون مسؤولة البرامج التعليمية في مركز ثقافي محلي: "حين يزور السياح تولسا، لا يمكنهم أن يصدقوا إلى أي مدى لا يزال الفصل العنصري حاضرًا، وإلى أي مدى العنصرية واضحة".

وتشير بيلي باركر، وهي سوداء خمسينية نشأت في تولسا، إلى أن "هذا الأمر لم يتغير، نحن لا نزال في حالة فصل".

وتضيف أن الأميركيين السود لا تزال حقوقهم منتهكة مقارنة مع البيض في المدينة. وهي تعتقد أن دفع تعويضات يمكن أن يساعد غرينوود على تحسين مدارسها.

في الحي، يقول كثيرون إن الوقت حان لكي تساعد الدولة غرينوود على استعادة ازدهاره، الذي فقده عام 1921.

"آن الأوان للشفاء"

وتشير النائبة الديموقراطية عن تكساس شيلا جاكسون لي إلى أنه "لا يوجد هنا سوى العشب، لكن كانت هناك استثمارات وثروة وكانت هناك حياة"، معبّرة عن تأييدها لدفع تعويضات.

في 19 أبريل/ نيسان، انتقل بعض آخر الناجين إلى واشنطن للإدلاء بشهادتهم أمام الكونغرس والمطالبة بأن تعترف الدولة بمعاناتهم.

اعتبارًا من العام 2001، أوصت لجنة بأن يتلقى سكان غرينوود تعويضات، غير أن هذه الدعوات بقيت حتى الآن بدون نتيجة.

وإلى جانب التعويضات المالية، يراهن السكان على مجيء جو بايدن وإحياء الذكرى المئوية للمجزرة للتوعية أكثر على هذه المأساة، التي بقيت لفترة طويلة من المسائل المحظور طرحها.

تقول لاشوندرا هوتون (51 عامًا)، وهي ابنة حفيد ناج من المجزرة: "آن الأوان للشفاء ولقول الحقيقة، آن الأوان لإلقاء الضوء على كل شيء".

وظهرت هذه الرغبة في الشفافية حول ماضي المدينة القاتم بشكل جلي في الآونة الأخيرة، مع عمليات النبش التي جرت بحثًا عن المقابر الجماعية التي دُفن فيها الضحايا السود.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close