السبت 27 أبريل / أبريل 2024

لقاء بايدن - بوتين.. ماذا بعد القمة التاريخية؟

لقاء بايدن - بوتين.. ماذا بعد القمة التاريخية؟

Changed

شدد بوتين على أن المحادثات التي أجراها مع نظيره الأميركي في اجتماعهما، "كانت بناءة للغاية"، فيما وصف بايدن القمة بأنها "إيجابية".

قبل الوقت الذي كان متوقعًا، انتهت قمة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في جنيف، وفتحت الباب على بدء حوار ثنائي شامل حول الاستقرار الإستراتيجي والأمن السيبراني واستئناف المسار الدبلوماسي، مع الاتفاق على عودة السفراء إلى واشنطن وموسكو، فيما عبر الرئيسان عن استمرار بعد النقاط الخلافية، وأبرزها حقوق الإنسان.

وشدد بوتين على أن المحادثات التي أجراها مع نظيره الأميركي في اجتماعهما المباشر الأول، "كانت بناءة للغاية".

وأضاف أن روسيا والولايات المتحدة تتشاطران المسؤولية في ما خص الاستقرار النووي، وستجريان محادثات بشأن التغييرات المحتملة لمعاهدة "ستارت" الجديدة للحد من التسلح، التي جرى تمديدها في الآونة الأخيرة.

من ناحيته، وصف بايدن في مؤتمر صحافي منفصل عقب القمة النقاشات التي جمعته مع بوتين بأنها "إيجابية".

ولفت الى أن "نبرة اللقاء برمته... كانت جيدة وايجابية"، وقال: "أوضحت أننا لن نتسامح مع محاولات انتهاك سيادتنا الديمقراطية، أو زعزعة انتخاباتنا الديمقراطية وسنرّد" في حال حصل ذلك".

بايدن لن يستخدم القوة مع بوتين

وحول ما حققه الرئيس الأميركي جو بايدن بعد تصريحاته التي قال فيها إن لا ضمانات بأن يتغير سلوك روسيا، تؤكد رنا شاه الباحثة السياسية من واشنطن، أن بايدن أنجز الكثير من اللقاء، معتبرة أن لديه "حالة من الحنين إلى الماضي".

وفي حديث لـ "العربي"، استبعدت شاه إمكانية استخدام بايدن للقوة مع بوتين. وقالت:"كان على الرئيس ألا يستغرق 3 ساعات لكي يقنع بوتين، بل كان عليه أن يقول له بوضوح "أنت قاتل"، تعامل شعبك بسوء، وتحاول أن تهاجمنا في بلادنا ولن نقبل منك هذا.

ولفتت شاه الى أن هذه القمة أعطت مجالًا لبوتين لكي يتحدث للعالم كله، ويصدر وعوده، مؤكدة أن المطلوب منه المجيئ إلى طاولات المفاوضات بشكل جدي، وتغيير سلوكه حيال عدة ملفات شائكة بينها قصية المعارض الروسي أليكسي نافالني والهجمات السيبرانية.

السلوك السياسي لروسيا لن يتغير

وحول الخطوط الحمراء التي تمت الإشارة إليها في اللقاء، يؤكد إيفان كونوفالوف مدير مركز الدراسات الاستراتيجية من موسكو، أن ما يهم الطرفين هو عقد اللقاء، وأن الاتهامات بين الطرفين معروفة لدى الجميع، ومعتبرًا أن الوقت حان لإعادة بناء العلاقات بين البدين.

ويضيف أن "السلوك السياسي لروسيا لن يتغير، وهذا اللقاء يثبت بأن موسكو على الطريق الصحيح، وأنها دافعت عن مواقفها بصورة مقنعة، وبمجرد انعقاد القمة فهذا نصر لموسكو وواشنطن".

وعن الضغط الذي يتعرض له بايدن في الولايات المتحدة بشأن موسكو، يقول كونوفالوف إن موسكو تود أن يكون موقف الرئيس الأميركي واضحًا لكي تحل كل المشاكل بينهما.

ويأمل كونوفالوف أن تكون الولايات المتحدة قد أدركت موقف الرئيس الروسي بأن لا أحد يريد العودة الى الحرب الباردة.

القمة لم تحقق المأمول

وردًا على سؤال إمكانية استئناف الحوار الدبلوماسي بين الطرفين وبدء الحوار الاستراتيجي، يقول نصر زهير مستشار العلاقات الدولية في مركز جنيف للدراسات، إن القمة لم تحقق المأمول منها بشكل كبير، لكنها على الأقل حققت الحد الأدنى وهو التوافق على الملفات الرئيسية، وبأن يكون هناك آلية لحوار ديبلوماسي، وعدم الذهاب إلى التصعيد.

ويشير إلى أن الملفات الأساسية بين الجانبين تمت مناقشتها، لكن من دون الوصول إلى رؤية مشتركة، لأنه لم يكن هناك خطط للبدء بالحوار في الوقت الحالي.

ويعتقد زهير أن بايدن حاول تلميع صورته، بأنه حقق ما يريده من هذه القمة، لأنه قال لبوتين وحدد له الخطوط الحمراء.

وحول شكل العلاقة بين البلدين، يستبعد زهير أن يكون هناك صدام كبير بين البلدين، لكن لن يكون هناك توافق، لافتًا الى أن الملفات الساخنة ستبقى "صدامية" لكن بالحد المسيطر عليه بينهما.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close