يزور وزير الخارجية المصري سامح شكري بروكسل، في إطار التحركات المصرية الدبلوماسية في القارة الأوروبية، لتسليم رسالة لرئيس المجلس الأوروبي، ولقاء وزراء خارجية دول الاتحاد بهدف مناقشة قضايا إقليمية.
وتأتي زيارة شكري بعد يومين من إخفاق القاهرة والخرطوم في استصدار قرار في مجلس الأمن، يدعو إثيوبيا إلى التوقف عن ملء سد النهضة.
في هذا السياق، يعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة صقاريا التركية خيري عمر، أن مصر تسعى من خلال تحركاتها الدولية للدفع قدمًا باتجاه مواقف دولية حاسمة في ملف سد النهضة، سواء عبر تحالفاتها الخارجية أو الإقليمية.
ويرى عمر، في حديث إلى "العربي" من إسطنبول، أن الزيارة تأتي في إطار تعريف الأوروبيين بالمضار التي قد يتسبب بها ملء سد النهضة وتخزينه المستمر للمياه على مدى السنوات المقبلة، حيث ستتعرض البلاد لأزمة فقر مائي حادة.
الداخل الإثيوبي
ولا يعتقد أستاذ العلوم السياسية المصري بأن المواقف الأوروبية قد تكون حاسمة لملف سد النهضة، انطلاقًا من نتائج الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن التي انحسرت إيجابياتها في قراءة مصر للخارطة الدولية تجاه مشاكل القرن الإفريقي وملف سد النهضة.
ويضيف: "إن تلك المواقف لا تعني بالضرورة الانحياز لإثيوبيا على حساب أطراف النزاع في مسألة السد".
ويوضح أنه على مدى القرن العشرين كانت السلطة الإثيوبية تتشكل عن طريق تدخل الولايات المتحدة، لكن هذا الوضع اختلف ابتداءً من عام 2015، حيث باتت هناك تدخلات صينية وروسية.
ويشير عمر إلى أن هناك مشاريع ممولة أوروبيًا في أديس أبابا، وتلك المصالح ترتبط ببناء النظام السياسي الداخلي للدولة الإفريقية، رغم أن ذلك لم يمنع من وقوع الحرب الأهلية في البلاد؛ وبالتالي على مصر تقديم عرض يجنب المنطقة توترًا أمنيًا وسياسيًا أكبر.