الإثنين 6 مايو / مايو 2024

"أقوى سلاح في العالم"... كوريا الشمالية تستعرض صاروخًا جديدًا

"أقوى سلاح في العالم"... كوريا الشمالية تستعرض صاروخًا جديدًا

Changed

عرض عسكري كوريا الشمالية
أربعة صواريخ على الأقل مزودة برؤوس سوداء وبيضاء مرّت خلال العرض بين حشد يلوّح بالأعلام (تويتر)
كيم جونغ أون وعد خلال مؤتمر حزبه بتدعيم ترسانته النووية في تحدٍ للولايات المتحدة التي تستعد لتنصيب بايدن رئيساً جديداً، والتي وصفها الزعيم الكوري الشمالي بالعدو الأكبر.

عرضت كوريا الشمالية صاروخاً بالستيّاً يُمكن إطلاقه من غوّاصة خلال عرض عسكري نظم الجمعة في بيونغ يانغ في ختام مؤتمر الحزب الحاكم، وقبل أيام من تسلم الرئيس الأميركي جو بايدن السلطة.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية عن وزير الدفاع الكوري الشمالي كيم جونغ غوان قوله قبل العرض، إنّ "وحدات النخبة التي ستعبر بفخر ميدان كيم إيل سونغ، تُمثّل قوّتنا المطلقة".

وقالت الوكالة "أقوى سلاح في العالم، ألا وهو الصواريخ البالستية التي تُطلَق من غوّاصات دخلت الساحة الواحدة بعد الأخرى، لتظهر قوة القوّات المسلّحة الثورية". وأظهرت صور أربعة صواريخ على الأقل مزودة برؤوس سوداء وبيضاء تمر بين حشد يلوّح بالأعلام.

وقال الخبير أنكيت باندا من مركز "كارنيغي إندومنت" الذي يتخذ من واشنطن مقرًا، إن طراز الصواريخ هذا غير معروف من قبل. ووصف الخبير بارك وون غون من جامعة هاندونغ غلوبال في كوريا الجنوبية الصواريخ على أنها "السلاح النووي الأقوى للشمال".

وتم في الماضي عرض صواريخ مماثلة أصغر حجمًا. ونشرت صور أخيرًا لتجارب إطلاقها، لكن لم يكن من الممكن الجزم إن كانت أطلقت من غواصة. ويمكن لصاروخ بالستي يطلق من غواصة أن يتيح لبيونغ يانغ تغيير استراتيجيتها، مع احتمال شن هجوم مفاجئ قرب الولايات المتحدة، أو حتى تنفيذ ضربة من دون الاستعانة بقواتها البرية.

وأعلن كيم، خلال المؤتمر، أن بلاده أنجزت خططًا لغواصة نووية، إلا أن مثل هذه القطعة لن تكون جاهزة للعمل قبل سنوات. وشاركت في العرض قوات من المشاة والمدفعية فضلاً عن دبابات. وحصل استعراض جوي بطائرات قامت بتشكيل الرقم 8 احتفالاً بالمؤتمر الثامن، وفق وكالة الأنباء الكورية الشمالية.

كوريا الشمالية
قدمت بيونغ يانغ خلال العرض صواريخ جديدة يمكنها على الأقل الوصول إلى اليابان (تويتر)

القوة الضاربة 

وقالت الوكالة إن العرض الذي أشرف عليه كيم، قدّم أيضا صواريخ ذات "قوة ضاربة كبيرة للقضاء التام على الأعداء بشكل استباقي خارج الحدود".

ويعني هذا أن مدى الأسلحة يمتد أبعد من شبه الجزيرة الكورية، ويمكنها على الأقل الوصول إلى اليابان. إلا أن وصف الوكالة الكورية لا يشير الى أي صاروخ عابر للقارات، مثل تلك التي تضمنها العرض العسكري في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وعرض يومها صاروخ بالستي جديد بحجم كبير عابر للقارات. وقال خبراء إنه أكبر صاروخ بالوقود السائل في العالم يمكن نقله برّا. ويوجد 28500 جندي أميركي في كوريا الجنوبية المجاورة. كما هناك تواجد عسكري مهم في اليابان.

ويأتي استعراض القوة هذا قبل أيام من تنصيب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة، وفي أعقاب مؤتمر الحزب الحاكم الذي وصف فيه الزعيم كيم جونغ أون الولايات المتحدة بأنها "العدو الأول" لبلاده. وتبادل كيم جونغ أون والرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب الشتائم والتهديدات، قبل أن يحصل بينهما تقارب غير متوقع تخللته لقاءات رمزية وتاريخية.

لكن لم يسجل أي تقدم في المحادثات على صعيد برنامجي بيونغ يانغ النووي والبالستي. وتوقفت المفاوضات منذ فشل القمة الثانية بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي في نهاية فبراير/شباط 2019 في هانوي. وكان أحد أسباب الفشل غياب التوافق على التنازلات التي يفترض أن تقوم بها كوريا الشمالية مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها.

كوريا الشمالية
ساحة كيم ايل سونغ كما بدت أمس خلال العرض العسكري (تويتر)

المارق

وتمثل رئاسة بايدن الذي وصف كيم خلال حملته الانتخابية بأنه "مارق"، تحديا لبيونغ يانغ. وهي مرتبطة بنهج الرئيس الأميركي الديموقراطي الأسبق باراك أوباما الداعي إلى "صبر استراتيجي" مع كوريا الشمالية.

ويسود الاعتقاد على نطاق واسع بأن الإدارة الأميركية ستعود إلى سياسة أكثر تشددا تدعو إلى إحراز تقدم ملحوظ على مستوى محادثات فرق العمل قبل أي لقاء جديد بين مسؤولين من البلدين. ويرى محللون أن بيونغ يانغ تحاول استخدام مؤتمر الحزب الحاكم الثامن لتوجيه رسائل قوة الى الإدارة الأميركية المقبلة بهدف الحصول منها على تنازلات. وتخضع بيونغ يانغ لعقوبات دولية عدة بسبب برنامجيها للسلاح النووي وللصواريخ البالستية.

وفي الوقت الحالي، تفرض تدابير مشددة لحماية نفسها من وباء كوفيد-19. وقد أقفلت حدودها منذ بداية العام الماضي بعد أن تفشى فيروس كورونا المستجد في الصين المجاورة للمرة الأولى، ما يزيد من الضغط على اقتصادها المنهك.

وأقر كيم جونغ أون مرارا خلال المؤتمر بارتكاب أخطاء في إدارة الاقتصاد ووعد بازدهار أكبر في المستقبل. وخلال المؤتمر، تم تعيين كيم أمينا عاما للحزب، وهو لقب كان مخصصا في السابق لوالده وسلفه كيم جونغ إيل، في خطوة رأى المحللون أنها تهدف لتعزيز سلطته. كما تعهّد أون خلال المؤتمر  الذي استمر ثمانية أيام، بتعزيز ترسانة بلاده النووية.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة