السبت 4 مايو / مايو 2024

سجن موظف بالاستخبارات الأميركية لتسريبه وثائق اغتيالات بطائرات مسيّرة

سجن موظف بالاستخبارات الأميركية لتسريبه وثائق اغتيالات بطائرات مسيّرة

Changed

المحلل الاستخباراتي السابق بالقوات الجوية الأميركية دانيال إيفريت هيل (غيتي)
المحلل الاستخباراتي السابق بالقوات الجوية الأميركية دانيال إيفريت هيل (غيتي)
قال المتّهم للمحكمة: "ما زلت أتذكر العديد من هذه المشاهد العنيفة التي تم تنفيذها من قبل أشخاص يجلسون براحة على كرسي الكمبيوتر".

حكم على محلل استخباراتي سابق بالقوات الجوية الأميركية، قام بتسريب وثائق سرية للغاية حول برنامج طائرات مسيرة، لمدة أربع سنوات تقريبًا.

وقضت محكمة في الولايات المتّحدة، أمس الثلاثاء، بسجن المحلّل السابق في الاستخبارات الأميركية دانيال إيفريت هيل لمدة 45 شهرًا، بعدما أقرّ بأنّه سرّب للصحافة معلومات عن برنامج عسكري سرّي لتنفيذ عمليات اغتيال محدّدة الأهداف بواسطة طائرات بدون طيّار في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما.

وفي العامين 2012 و2013 عمل دانيال إيفريت هيل (34 عامًا) لحساب وكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية في انتقاء أهداف في أفغانستان، لاستهدافها بضربات جوية بواسطة طائرات بدون طيار.

وبعد هذه التجربة ترك هيل الجيش وعمل عام 2014 في وكالة الاستخبارات الجغرافية المكانية الوطنية، المسؤولة عن جمع معلومات استخبارية جغرافية مكانية انطلاقًا من صور ملتقطة من أقمار صناعية، وقد أتاحت له هذه الوظيفة الوصول إلى وثائق سرية للغاية حول برنامج اغتيالات محدّدة الأهداف بواسطة طائرات بدون طيار في اليمن وأفغانستان والصومال.

سرقة الوثائق السرية

وأقرّ المدان بأنّه سرق وثائق تتعلّق بهذا البرنامج وسلّمها لصحافي يعمل في موقع "ذي إنترسبت" الإخباري الإلكتروني الذي نشر هذه المعلومات عام 2015، في إطار تحقيق كبير أطلق عليه اسم "أوراق المسيّرات" وتسبّب يومها بفضيحة.

وكان هيل يواجه عقوبة السجن لمدة 50 عامًا.

وخلال محاكمته التي تأخّرت بسبب قيود تتعلّق بسريّة الدفاع وكذلك أيضًا بسبب جائحة كوفيد-19، أقرّ المتّهم بأنّه مذنب "بحيازة ونقل معلومات تتعلّق بالدفاع الوطني"، لكنّه عزا السبب فيما قام به إلى مشاكل في صحّته العقلية مردّها إلى طفولته الصعبة، وطلب من المحكمة تاليًا فرض عقوبة مخفّفة عليه تتراوح مدّتها بين 12 و18 شهرًا خلف القضبان.

وفي وثيقة قدّموها إلى المحكمة أكّد وكلاء الدفاع عن هيل أنّ موكّلهم لم يكن يريد من وراء إفشاء هذه المعلومات السرية إلحاق أي ضرر بالولايات المتحدة.

وقال المحامون: إنّ موكّلهم "أراد أن يريح ضميره وأن يُعلم مواطنيه على أمل أن تحترم أميركا مُثلها". 

وأوضح هيل أنه قدم الوثائق إلى الصحافي على أمل أن "يبددوا الكذبة القائلة بأن حرب الطائرات بدون طيار تحافظ على سلامتنا"، وأن يُظهر للجمهور الأميركي أن الضربات كانت أقل دقة بكثير مما قادته حكومتهم إلى التصديق.

وكانت النيابة العامة طلبت من المحكمة سجن المتّهم لفترة تتراوح بين 9 و11 سنة، معتبرة أنّه التحق بوكالة الاستخبارات الجغرافية المكانية الوطنية لسبب وحيد هو سرقة هذه المعلومات السرية وإفشاؤها مع علمه بأنّ من شأن هذا الأمر أن يلحق ضررًا بالغًا بالأمن القومي الأميركي.

الحادثة التي غيّرت هيل

وفي رسالته إلى المحكمة يوم 18 يوليو/ تموز ، قال هيل: إن المرة الأولى التي شهد فيها عملية اغتيال بطائرة بدون طيار كانت بعد أيام من وصوله إلى باغرام خلال مارس 2012.

ويشرح كيف أنه قبل الفجر، كما كتب، شاهد مجموعة من الرجال يتجمعون حول نيران كبيرة في المخيم في سلاسل الجبال في مقاطعة بكتيكا.

لكن كان بينهم عضو يشتبه في أنه من طالبان تم التعرف عليه من خلال هاتف محمول في جيبه. وقال: "هذا كان كافيًا لجعل جميع الرجال مشتبه بهم وتنفيذ غارة عليهم".

وتابع: "منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا، ما زلت أتذكر العديد من هذه المشاهد العنيفة التي تم تنفيذها من قبل أشخاص يجلسون براحة على كرسي الكمبيوتر. لا يمر يوم ولا أشكك في تبرير أفعالي".

التسريبات الاستخباراتية الأميركية

وهذه ليست أول إدانة لشخص سرّب معلومات عسكرية سريّة لموقع ذي إنترسبت.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2018، حُكم على عميل في مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" بالسجن لمدة أربع سنوات لإفشائه معلومات سرية حول أساليب التوظيف المتّبعة في الشرطة الفدرالية.

وقبل ذلك، حُكم على رجل كان يعمل مقاولًا من الباطن في وكالة الأمن القومي بالسجن لأكثر من خمس سنوات بسبب إفشائه تقريرًا سريًا للغاية عن عمليات قرصنة روسية جرت خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close