طالبت منظمة "لجنة حماية الصحافيين" التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها، حركة طالبان، بالتوقف عن الاعتداء على الصحافيين الذين يغطون عملية سيطرة الحركة على كابل في أفغانستان والسماح لهم بالعمل بحرية.
ونقلت هذه المنظمة عن مراسلين وممثلين لوسائل إعلام، أمس الأربعاء، أن مسلحي طالبان داهموا منازل أربعة على الأقل من العاملين في مجال الإعلام في أفغانستان، بمن فيهم ثلاثة موظفين في الإذاعة العامة الألمانية "دويتشه فيله".
كما أعلنت أنها تحقق في تقارير تفيد بأن مقاتلي طالبان ضربوا صحافيَين على الأقل في مدينة جلال آباد في شرق البلاد، أثناء تغطيتهما احتجاجًا نُظّم اعتراضًا على استيلاء الحركة على السلطة.
#Taliban firing on protesters in Jalalabad city and beaten some video journalists. #Afghanidtan pic.twitter.com/AbM2JHg9I2
— Pajhwok Afghan News (@pajhwok) August 18, 2021
وقال منسق برنامج آسيا في المنظمة، ستيفن باتلر: "ينبغي على طالبان أن تلتزم بتعهداتها العلنية بالسماح بوجود وسائل إعلام حرة ومستقلة، في وقت يحتاج فيه الشعب الأفغاني إلى أخبار ومعلومات صحيحة".
وأضاف: "على طالبان الكفّ عن دهم منازل الصحافيين والتزام إنهاء استخدام العنف ضدهم، والسماح لهم بالعمل بحرية ودون تدخل".
“The Taliban needs to stand by its public commitment to allow a free and independent media," said @CPJAsia's @StevenBButler. “The Taliban must cease searching the homes of journalists, commit to ending the use of violence against them, and allow them to operate freely." pic.twitter.com/qA9x2CcpMV
— Committee to Protect Journalists (@pressfreedom) August 18, 2021
ويتزامن هذا النداء مع مطالبة وسائل إعلام أميركية إدارة الرئيس جو بايدن بالمساعدة في حماية الصحافيين الأفغان الذين يسعون إلى الفرار، في حين تشدد طالبان قبضتها على البلاد.
والإثنين، أرسل ناشرو صحف "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" رسالة إلى بايدن، يطلبون فيها المساعدة التي تشمل الخروج الآمن من البلاد للصحافيين الأفغان وعائلاتهم الذين كانوا يعملون لصالح المؤسسات الإعلامية الأميركية.
وتأتي هذه التقارير حول الاعتداءات في أعقاب أول مؤتمر صحافي رسمي للحركة في كابُل، الثلاثاء الماضي، قال فيه الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد: إن وسائل الإعلام الخاصة يمكن أن تستمر في العمل بشكل حر ومستقل. لكنه شدد على أنه يتعين على الصحافيين الامتناع عن العمل "ضد القيم الوطنية".
وتضمن المؤتمر الصحافي سلسلة من رسائل الطمأنة الموجهة إلى الداخل والخارج، ما عكس صورة مختلفة عن الحركة، بحسب أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة إبراهيم فريحات.
ورأى فريحات، في حديث إلى "العربي" من الدوحة، أن حركة طالبان تتمتع اليوم بنضج سياسي كبير، مضيفًا أن المطلوب منها هو أن ترافق تصريحاتها بالأفعال.