أطلقت تطورات الأوضاع في أفغانستان عقب سيطرة حركة طالبان على البلاد حراكًا دبلوماسيًا في عدد من العواصم.
ومن بين هذه العواصم موسكو، حيث أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّه سيعقد اجتماعًا بقادة دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي يوم الإثنين المقبل بشأن الوضع في أفغانستان.
واتفق بوتين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تعزيز التنسيق بشأن أفغانستان، فيما حضر الملف الأفغاني أيضًا خلال محادثات بين أردوغان والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
وفي سياق متّصل، استعرض نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري مع مبعوث رئيس الوزراء البريطاني إلى أفغانستان، آخر التطورات الميدانية في أفغانستان بشقيها الأمني والسياسي.
أردوغان يحثّ ميركل على منع حدوث مأساة إنسانية
وخلال اتصال هاتفي جرى بينهما، قال أردوغان للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل: إن تركيا تتابع التطورات في أفغانستان عن كثب، ويمكنها مواصلة مسؤولية تأمين وتشغيل مطار العاصمة كابل إذا تهيأت الظروف المناسبة.
وبحسب بيان نشرته دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، أكد أردوغان أن هذا الأمر سيسهم في إزالة مخاوف جميع الأطراف، لا سيما المجتمع الدولي والشعب الأفغاني.
وأشار إلى ضرورة احتضان الحكومة المقرر تشكيلها جميع أفراد الشعب الأفغاني، وتمثيله.
وشدّد على أهمية بدء المحادثات بين "طالبان" وقادة الجمهورية في كابل حول قضايا السلام والأمن.
كما أوضح أردوغان أنه من الضروري منع حدوث مأساة إنسانية في مواجهة هجرة الأفغان وتقديم المساعدة العاجلة لهم في بلدهم والدول المجاورة.
وذكر أنه من أجل تخفيف الضغط في هذا الصدد، يجب زيادة المساهمات المالية لمؤسسات الأمم المتحدة ذات الصلة، ولا سيما المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أجل القيام بدور أكثر فعالية.
ولفت أردوغان إلى أنه لا مفر من اندلاع موجة هجرة جديدة إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة في أفغانستان وإيران.
President @RTErdogan spoke by phone with Chancellor Angela Merkel of Germany. pic.twitter.com/2FVM5VfmK6
— Turkish Presidency (@trpresidency) August 21, 2021
أردوغان لبوتين: من المهم ألا تتكرر أخطاء حركة "طالبان"
كما بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي جرى بينهما السبت، المستجدات بأفغانستان.
وقال أردوغان إن تركيا يمكنها تحمل مسؤولية تأمين وتشغيل مطار العاصمة كابل مستقبلًا إذا تهيأت الظروف المناسبة.
وأوضح أن هذه المسؤولية التي ستواصلها تركيا ستسهم في إزالة مخاوف جميع الأطراف، لا سيما المجتمع الدولي والشعب الأفغاني.
وأعرب أردوغان عن أمله أن يكون هناك انتقال سلس للسلطة في أفغانستان.
وأكد أنه من المهم ألا تتكرر أخطاء حركة "طالبان" السابقة، وأن تتحرك الأخيرة وفق فهم يحتضن كافة الجماعات العرقية، وتفي بوعودها.
وشدّد أردوغان على ضرورة أن تكون الحكومة المزمع تشكيلها شاملة وتمثل تنوع الشعب الأفغاني.
وصرح أن بدء المحادثات بين "طالبان" وقادة الجمهورية في كابل حول قضايا السلام والأمن، يبعث على الأمل.
وأشار الرئيس التركي إلى ضرورة إبقاء قنوات الحوار مع "طالبان" مفتوحة، واتباع نهج تدريجي بدلًا من نهج قائم على شروط صارمة.
وبيّن أن تركيا ترحب مبدئيًا بالرسائل المعتدلة التي صدرت عن "طالبان"، لكن أفعال الأخيرة هي التي ستشكل المسار القادم، وليس أقوالها.
واتفق الرئيسان على التنسيق بشأن العلاقات المزمع إقامتها مع الحكومة التي ستشكل في أفغانستان خلال الفترة الجديدة.
President @RTErdogan spoke by phone with President Vladimir Putin of Russia. pic.twitter.com/X5Btj9P9xb
— Turkish Presidency (@trpresidency) August 21, 2021
وزير الخارجية القطري: يجب تحقيق المصالحة الوطنية
واليوم السبت أيضًا، اجتمع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع سايمون غاس، مبعوث رئيس الوزراء البريطاني إلى أفغانستان، الذي يزور البلاد حاليًا.
وجرى خلال الاجتماع، استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، وآخر التطورات الميدانية في أفغانستان بشقيها الأمني والسياسي.
وأكد وزير الخارجية القطري، خلال الاجتماع، على أهمية حماية المدنيين وضرورة تكثيف الجهود اللازمة لتحقيق المصالحة الوطنية، والسعي نحو تسوية سياسية شاملة تضمن انتقالًا وتداولًا سلميًا للسلطة في أفغانستان، تماشيًا مع المكتسبات التي حققها الشعب الأفغاني.
#عاجل | وزير الخارجية القطري يؤكد لمبعوث رئيس الوزراء البريطاني أهمية السعي إلى تسوية سياسية تضمن انتقالا سلميا للسلطة في #أفغانستان
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 21, 2021
من جانبه، شكر غاس دولة قطر على مساهمتها الفعالة في عمليات إجلاء المدنيين في أفغانستان، وجهودها الحثيثة في عملية السلام في أفغانستان والمنطقة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء القطرية "قنا".
المسار السياسي في أفغانستان مع وصول "طالبان" للحكم
وفي وقت سابق من اليوم السبت، وصل رئيس المكتب السياسي لحركة "طالبان" الملا عبد الغني برادر، إلى كابل تمهيدًا لبدء محادثات تشكيل حكومة جديدة.
ومنذ مايو/ أيار الماضي، بدأت "طالبان" بتوسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامنًا مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأميركية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/ آب الجاري.
والأحد الماضي، سيطرت "طالبان" على كابل، خلال أقل من 10 أيام، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" طوال 20 عامًا لبناء قوات الأمن الأفغانية.
تعطي دورًا للمرأة حسب الشريعة الإسلامية.. مصادر في #طالبان تكشف للتلفزيون العربي ملامح الحكومة المقبلة👇 pic.twitter.com/2yxze3wYhb
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 21, 2021