السبت 4 مايو / مايو 2024

بعد هجوم "مطار كابل".. كيف ستتعامل طالبان مع تنظيم الدولة؟

بعد هجوم "مطار كابل".. كيف ستتعامل طالبان مع تنظيم الدولة؟

Changed

أعاد هجوم مطار كابل تذكير طالبان وواشنطن بخطر تنظيم الدولة الإسلامية، في وقت يبدي فيه الجانبان استعدادًا للتعاون لتجاوز مرحلة الانسحاب الصعبة.

لم تهز التفجيرات محيط كابل فحسب، بل هزت اليقين في قدرة حركة طالبان على إحكام السيطرة الأمنية على أفغانستان، وأربكت عمليات الإجلاء المتعثرة والمحاصرة بموعد الـ 31 أغسطس/آب الجاري، موعد رحيل كل القوات الأجنبية عن الأراضي الأفغانية.

وأعاد الهجوم تذكير حركة طالبان والولايات المتحدة بخطر تنظيم الدولة الإسلامية، في وقت يبدي الجانبان استعدادًا للتعاون لتجاوز مرحلة الانسحاب الصعبة.

وتقف سلطة مسلحي حركة طالبان على أرض مهددة بالفوضى، وبالمزيد من المفاجآت والتفجيرات، في وقت يصر قادة الحركة في تصريحاتهم أن رغم هذا الاختراق فإن طالبان تحكم السيطرة وهي من توفر الأمان للأفغان، إلا أن عواصم كثيرة لا تثق في قدرة الحركة على الضبط.

فمن قبضتها انفلتت قبل سنوات وتنفلت الآن جماعات مسلحة، وكان تنظيم الدولة أخطرها.

ولأول مرة تقف طالبان وواشنطن على جبهة واحدة ضد الإرهاب، كان ذلك تعهدًا من الحركة ومطلب الأميركيين وشرطهم.

لكن في واشنطن يصر الرئيس جو بايدن أن لا انتقام يجبر خاطر خسارة 13 جنديًا أميركيًا في الهجوم إلا القصاص من الفاعلين.

وما زالت واشنطن تلاحق الإرهاب لكنها هذه المرة مصممة على سرعة المغادرة، حيث يقول منتقدو بايدن إنها كانت مغامرة، ولم يقرر الديمقراطيون الرحيل، بل قرر الرئيس السابق دونالد ترمب قبلهم إلا أنهم أساؤوا التخطيط، حسبما ما يقول الجمهوريون.

انفجار "ثقيل جداً"

في هذا السياق، يرى الباحث السياسي روح الله عمر أن الانفجار كان "ثقيلًا جدًا" على مسؤولية حركة طالبان التي قامت بتأمين العاصمة الأفغانية.

ويلفت في حديث لـ "العربي" من كابل إلى أنه لا يمكن تحميل مسلحي حركة طالبان المسؤولية، لأن الجزء المستهدف من المطار لم يكن تحت سيطرة الحركة، بل كان تحت سيطرة القوات الأميركية، بالإضافة إلى أن البلاد تمر بحكومة انتقالية.

ويشير إلى أن أفكار تنظيم الدولة الإسلامية المنتشرة عند البعض ستنتهي لعدة أسباب: منها أن الاحتلال سينتهي ولن يبقى لأفكارها موطئ قدم، بالإضافة لوجود حكومة تتبنى الشريعة ستنهي أفكارهم، كما أن انتهاء الخلافات بين الأطراف السياسية والجهادية سيقضي على فكر تنظيم الدولة.

وحول تعامل طالبان مع تهديدات ولاية خراسان، يعتقد روح الله أن حركة طالبان ستواجه تنظيم الدولة عسكريًا لأن التنظيم لا يمكن التفاهم معه لا سياسيًا ولا فكريًا، مؤكدًا أن الحركة ليست بحاجة لمساعدة أحد وستقاتل وحدها التنظيم.

ويرجح أن تطلب الحركة  العون من القوات التركية أو القطرية لتشغيل مطار العاصمة كابل.

خرق أمني كبير

من جهته، لا يعتقد مدير وحدة تحرير السياسات في المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسيات مروان قبلان أن طالبان كسبت شيئًا من انفجار مطار كابل الذي يعد خرقًا أمنيًا كبيرًا في الوقت الذي تقدم الحركة نفسها على أنها الحكومة القادرة على فرض الأمن والاستقرار في هذه المنطقة.

ويضيف في حديثه مع "العربي" من الدوحة أن التفجير يعد أيضًا فشلًا للأميركيين الذين كان لديهم تقديرات عسكرية واضحة قبل ساعات من وقوع الانفجار ولم يتمكنوا من إيقافه.

ويرى قبلان أن واشنطن بانتظار تشكيل حكومة طالبان لتطور مصالحها مع الحركة، لأنها ستعتمد بشكل كبير على الحكومة التي ستشكلها الحركة لمواجهة تنظيم الدولة.

ويرى أن هناك تغييرًا على مستوى الخطاب لدى حركة طالبان، وإذا استطاعت أن تترجم الحركة أقوالها إلى أفعال، فإنها ستتجه نحو حكومة أفغانية يقبلها العالم، لافتًا إلى أن الغرب يريد من طالبان مواجهة تنظيم الدولة.

ومن ناحية جيوسياسية، يرى قبلان أن واشنطن لا تريد من طالبان أن تبدأ بعلاقات وثيقة مع الصين، لأن أفغانستان تعد كنزًا ومنجم معادن نادرة في العالم، والصين تريد من أفغانستان أن تصبح جسرًا لإيران لتزويد الصين بالغاز والنفط لمدة 25 عام في مقابل استثمارات صينية في الجمهورية الإسلامية.

هل ستتعاون واشنطن مع طالبان؟

وحول علاقة طالبان بواشنطن، يؤكد المستشار الاستراتيجي في الحزب الديمقراطي الأميركي ريتشارد غودستين أن الظروف الآن مختلفة وتتطلب ظروفًا وإجراءات مختلفة.

ويبدي غودستين اعتقاده في حديث لـ"العربي" من واشنطن أنه سيكون من الصعب على الولايات المتحدة مستقبلًا أن تستخدم وجودًا عسكريًا على الأرض من أجل ملاحقة تنظيم الدولة، مشيرًا إلى ضرورة الانتظار لمعرفة ما إذا كانت واشنطن ستتعاون مع الحركة، إضافة لمعرفة كيفية تعامل طالبان مع البلاد خاصة مع النساء.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close