الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

قمة أميركية أوكرانية.. بايدن يَعِد زيلينسكي بـ"دعمه" في وجه روسيا

قمة أميركية أوكرانية.. بايدن يَعِد زيلينسكي بـ"دعمه" في وجه روسيا

Changed

جو بايدن مع فولوديمير زيلينسكي
أكد الرئيس الأميركي أن بلاده ما تزال متمسكة بموقفها المساند لأوكرانيا في مواجهة روسيا (غيتي)
تهرّب الرئيس الأميركي من الإدلاء بموقف حاسم بشأن المسألة البالغة الحساسية المتمثّلة برغبة كييف في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن لدى استقباله نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض أنّ "الولايات المتّحدة لا تزال مصمّمة على دعم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها في مواجهة العدوان الروسي".

وخلال قمة عقدت الأربعاء، وعد بايدن زيلينسكي بدعمه في مواجهة روسيا، لكنّه مع ذلك تهرّب من الإدلاء بموقف حاسم بشأن المسألة البالغة الحساسية المتمثّلة برغبة كييف في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. 

وكان مقرّرًا عقد هذه القمّة الإثنين لكنّها أرجئت مرّتين بسبب التطورات المتلاحقة في أفغانستان والطريقة التي انسحبت بها الولايات المتّحدة من هذا البلد.

إشكالية خط أنابيب الغاز

من جهته اعتبر زيلينسكي أنّ الولايات المتحدة وأوكرانيا لديهما "عدد كبير جدًا" من المواضيع لمناقشتها، في مقدّمها الحرب بين القوات الحكومية والانفصاليين في شرق البلاد وشبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

لكن بالإضافة إلى الملف العسكري هناك قضية شائكة أخرى بين كييف وواشنطن هي قضية الطاقة، وتحديدًا مشروع خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" والقرار الذي اتّخذه بايدن مؤخرًا ورفع بموجبه معظم العقوبات المتعلّقة بهذا المشروع.

وخطّ الأنابيب هذا الذي أوشك بناؤه على الانتهاء يمرّ عبر بحر البلطيق ويربط بين روسيا وألمانيا مباشرة، الأمر الذي سيحرم أوكرانيا من 1,5 مليار دولار على الأقلّ سنويًا من العائدات التي تجنيها لقاء مرور الغاز الروسي عبر أراضيها، وسينتزع منها أيضًا أداة ضغط دبلوماسية في مواجهة موسكو.

وعزا بايدن قرار رفع العقوبات إلى أنّ المشروع ذهب بعيدًا جدًا بحيث لم يعد ممكنًا إيقافه، وانتزع من ألمانيا التزامًا بدعم أمن الطاقة في أوكرانيا، الأمر الذي لم يطمئن زيلينسكي تمامًا.

وتمثّل زيارة الرئيس الأوكراني إلى واشنطن نصرًا معنويًا كبيرًا له، إذ إنّه ثاني زعيم أوروبي يستقبله بايدن في البيت الأبيض، بعد أنغيلا ميركل.

وعمليًا فإنّ الرئيس الأوكراني سيغادر واشنطن وقد حصل منها على الأقلّ على وعد بمساعدات عسكرية إضافية بقيمة 60 مليون دولار تتألف بصورة أساسية من صواريخ جافلين المحمولة المضادة للدروع.

وعود حلف شمال الأطلسي 

لكنّ الآمال التي عقدها زيلينسكي على بايدن للحصول منه على شيء ما بخصوص الموضوع البالغ الحساسية المتمثّل برغبة بلاده في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ذهبت أدراج الرياح.

وقال الرئيس الأوكراني: "أودّ أن أتحدّث مع الرئيس بايدن عن رأيه بشأن فرص أوكرانيا في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والجدول الزمني" لهذا الأمر.

ويعني انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، الذي لا يحظى أساسًا بإجماع في أوروبا، في حال حصوله، أنّ بقية أعضاء الحلف العسكري سيضطرون للتدخّل لنصرتها إذا ما تعرّضت لأي هجوم. والأربعاء، اكتفى بايدن أمام الصحافيين بتكرار "دعمه للتطلّعات الأطلسية والأوروبية" لأوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسمه جين ساكي خلال مؤتمر صحافي: إنّ الولايات المتحدة تريد بالتأكيد "إبقاء باب الحلف الأطلسي مفتوحًا أمام الدول المرشّحة، عندما تكون الأخيرة جاهزة وقادرة على الوفاء بالشروط" المحدّدة.

وأضافت: "يجب على أوكرانيا أن تتّخذ خطوات" بهذا الاتجاه و"هي تعرفها جيدًا: بذل جهود لإجراء إصلاحات قضائية، تحديث قطاعها الدفاعي وتعزيز نموّها الاقتصادي". وسبق لبايدن أن دعا علنًا نظيره الأوكراني إلى مكافحة الفساد.

وبعد انسحابها من أفغانستان وما حصل في هذا البلد، يتوقّع أن تكون الولايات المتحدة الآن أكثر تشدّدًا في مطالبة الحكومات التي تدعمها بالنزاهة والحوكمة.

ومنذ أسابيع يتعرّض البيت الأبيض لوابل من الأسئلة المتعلّقة بمليارات الدولارات التي أنفقت على الجيش والحكومة الأفغانيين اللذين تخلّيا عن البلاد لطالبان من دون أي مقاومة تذكر.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close