الإثنين 6 مايو / مايو 2024

بلينكن في باريس.. هل ترأب الزيارة الصدع بين فرنسا والولايات المتحدة؟

بلينكن في باريس.. هل ترأب الزيارة الصدع بين فرنسا والولايات المتحدة؟

Changed

بلينكن وماكرون
التوتر بين باريس وواشنطن بدأ منتصف سبتمبر الماضي (أرشيف - غيتي)
بدأ التوتر بين باريس وواشنطن منتصف سبتمبر عندما أعلن جو بايدن اتفاقًا جديدًا مع أستراليا والمملكة المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

التقى وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركي أنتوني بلينكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الثلاثاء، في زيارة قام بها إلى باريس ويُنظر إليها على أنها لتهدئة الأوضاع بين البلدين.

وكان التوتر بين باريس وواشنطن قد بدأ منتصف سبتمبر/ أيلول عندما أعلن جو بايدن اتفاقًا جديدًا مع أستراليا والمملكة المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في إطار أولويته الدولية القصوى: مواجهة الصين.

والشهر الماضي، أعربت فرنسا عن غضبها إثر فسخ أستراليا عقدًا لشراء 12 غواصة فرنسية بقيمة 55 مليار يورو لشراء غواصات أميركية ذات دفع نووي.

"تتمة لمحاولات التهدئة" 

في هذا الصدد، يصف أستاذ الفلسفة السياسية خلدون النبواني الزيارة بأنها "متوقعة"،بعد التوتر الحاد الذي بدأ بعد صفقة الغواصات التي تم إلغاؤها مع فرنسا وإقامة أخرى بديلة مع الولايات المتحدة.

ويقول في حديث إلى "العربي" من باريس: إن ما حصل "أضرّ بشكل كبير بسمعة فرنسا العسكرية وصناعتها، وشكّل ضربة اقتصادية لها".

ويردف: "منذ ذلك الوقت حاولت واشنطن تهدئة الأجواء وتلطيفها والتأكيد على أن فرنسا حليف قوي ودائم وثابت"، مشيرًا إلى أن الاتصال الهاتفي بين ماكرون وبايدن "كان فيه شيء من التبرير إن لم يكن اعتذارًا من جانب الرئيس الأميركي على الطريقة التي تم التصرّف بها إزاء حليف قديم".

ويعتبر أن زيارة بلينكن إلى فرنسا تأتي على ما يبدو بوصفها تتمة.

ويلفت إلى أن "الصفعة التي تلقتها فرنسا من جانب الولايات المتحدة وكذلك بريطانيا وأستراليا وضعتها في حجمها الطبيعي؛ بلد صغير لا يمكن أن يأخذ مكانه على المستوى العالمي دون الاتحاد الأوروبي المضعضع أصلًا".

ويؤكد أن باريس لا يمكنها من الناحية العامة التخلي عن تحالفها مع واشنطن في القضايا الدفاعية، لافتًا في الوقت عينه إلى أن لديها هامشًا من المناورة.

التوتر مع بريطانيا

على صعيد آخر، يتوقف النبواني عند حالة التوتر ما بين باريس ولندن منذ ما قبل أزمة الغواصات كما في موضوع التشدّد الفرنسي حيال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأزمة اللقاحات والجبهة التي قادتها فرنسا وما أسمته بالـ"لا عدالة في توزيع لقاحات أسترازينيكا"، والآن موضوعَي الغواصات والصيد.

وكانت فرنسا قد صعّدت لهجتها أخيرًا في الخلاف مع بريطانيا بشأن مسألة الصيد، مطالبة المفوضية الأوروبية باتخاذ موقف أكثر حزمًا. وهدّدت بإعادة النظر بالتعاون الثنائي مع لندن.

وجاء ذلك على لسان رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس أمام النواب في جلسة الجمعية الوطنية، حيث قال إنه لجأ إلى رئاسة المفوضية الأوروبية مطالبًا بروكسل بالتحرك الفعلي إزاء لندن واحترام أحكام اتفاق بركسيت.

وأشار كاستيكس إلى أن بلاده ستعيد النظر في كافة الشروط المدرجة في الاتفاق المبرم برعاية الاتفاق الأوروبي في حال عدم احترام البريطانيين تعهداتهم.

المصادر:
العربي، أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close