الجمعة 10 مايو / مايو 2024

فلسطينية تحمي شاهد قبر ابنها من الإسرائيليين: لن يجرفوه إلا على جثتي

فلسطينية تحمي شاهد قبر ابنها من الإسرائيليين: لن يجرفوه إلا على جثتي

Changed

شرطة الاحتلال تحاول إبعاد المقدسية علا نبابتة عن قبر ابنها
شرطة الاحتلال تحاول إبعاد المقدسية علا نبابتة عن قبر ابنها (وكالة وفا)
جددت السلطات الإسرائيلية أعمال تجريف في المقبرة اليوسفية، الملاصقة لأسوار البلدة القديمة في القدس الشرقية، رغم احتجاجات السكان الفلسطينيين.

فور سماعها خبر إقدام الاحتلال على نبش المقبرة اليوسفية في القدس المحتلة اليوم الإثنين وجرفها، سارعت الفلسطينية علا نبابتة إلى المقبرة لاحتضان شاهِد قبر ابنها "علاء"، وهي تجهش بالبكاء.

وعندما حاول عناصر من الشرطة الإسرائيلية إبعادها، ألقت نبابتة (54 عامًا)، بجسدها على الأرض قرب قبر ابنها، وقالت: "ادفنوني هنا".

وكانت نبابتة قد وصلت إلى المقبرة اليوسفية، بعد أن علمت أن طواقم إسرائيلية وصلت إليها لنبش القبور.

وشقّت نبابتة طريقها إلى قبر ابنها الذي توفي في العام 2017، بقوة بين عدد من عناصر الشرطة الإسرائيلية، الذين حاولوا دون جدوى منعها من المرور. وقالت نبابتة: "قبر ابني هنا.. على جثتي فقط سيجرفوه".

وكانت طواقم البلدية الإسرائيلية في القدس، وسلطة الطبيعة الإسرائيلية قد جددوا الإثنين أعمال تجريف في جزء من المقبرة اليوسفية لإقامة حديقة قومية يهودية.

وعلى الفور، وصل العديد من الفلسطينيين الذين لهم مقابر في الجزء الجاري تجريفه من المقبرة، التي يعود تاريخها إلى مئات السنوات.

ويخشى الفلسطينيون من أن يتم تجريف قبور أقاربهم، بعد أن تم مؤخرًا اكتشاف عظام لرفات أموات، دفنوا في المقبرة.

وفي حينه، أعاد الفلسطينيون دفن العظام من جديد في المقبرة، بعد أداء الصلاة عليها، لكنّ تجدُد أعمال التجريف المترافقة مع إقامة سياج حديدي في المقبرة، يُثير مخاوف الفلسطينيين.

وتقول نبابتة إن السلطات الإسرائيلية تلاحق الفلسطينيين في المدينة "سواء أكانوا أحياء أو أمواتًا".

وقالت نبابتة في إشارة إلى ابنها: "لا نرتاح، لا وهو على قيد الحياة ولا وهو ميت، عندما كانوا على قيد الحياة كانوا معتقلين (لدى السلطات الإسرائيلية) وعندما يموتون يلاحقون جثثهم".

وأضافت: "كل يوم نأتي إلى هنا، نخشى أن يتم تجريف القبر، واليوم وصلوا إلى قرب قبر ابني، ولكن، على جثتي، لن أسمح لهم بتجريف قبره".

وتابعت نبابتة: "لم أرَ هكذا وحشية، نسمع عن الوحشية ولكننا نشاهدها هنا، هل وصلت بهم الأمور إلى جرف قبور الفلسطينيين سكان القدس؟ هذه قمة الوحشية".

وذكرت السيدة الفلسطينية أنها ستتواجد على مدار الساعة عند قبر ابنها، مضيفة: "لن أغادره حتى لو قتلوني".

وليست نبابتة وحدها من جاءت لحماية قبر ابنها، إذ تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لرجل مقدسي يجلس على قبر ليحميه من الاحتلال الإسرائيلي.

وفي فيديو آخر، تقول سيدة مقدسية إنها ستأتي إلى قبر ابنها يوميًا، ولن تسمح لأحد بجرفه،

حديقة توراتية

وكانت شرطة الاحتلال قد أبعدت رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية بالقدس مصطفى أبو زهرة عن مقبرة اليوسفية لمدة 10 أيام، وسلمته خريطة تحدد له المسار الذي يمر به بجوار المقابر في باب الأسباط، أثناء ذهابه إلى المسجد الأقصى.

بدوره، قال أبو زهرة،: إن "البلدية الإسرائيلية في القدس أدخلت الإثنين جرافات إلى المقبرة اليوسفية وشرعت بتجريف جزء من أرضها.

وأضاف: "لقد أدخلوا معدات تمهيدًا لطمس جزء من المقبرة، وتحويلها إلى حديقة توراتية".

والحدائق التوراتية، هي أماكن تزعم إسرائيل، أن وجودًا يهوديًا كان في مكانها، في الأزمان القديمة.

وأشار أبو زهرة إلى أن أعمال التجريف "تتضمن نبش قبور لشهداء وموتى مسلمين، ويجب وقفها فورًا".

وكان فلسطينيون قد أعادوا في وقت سابق من الشهر الجاري دفن رفات شهداء وموتى، في المقبرة، إثر ظهور عظامهم بعد أعمال التجريف.

وقال أبو زهرة: "نريد من السلطات الإسرائيلية احترام حرمة الموتى والشهداء ووقف أعمال التجريف للقبور".

وحشية الاحتلال

ودعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيان اليوم الإثنين أهالي القدس إلى الاحتشاد عند المقبرة اليوسفية لمجابهة التجريف، وردع الاحتلال عن مواصلة جريمته.

وقال البيان: إن "هذه الجريمة دليل صارخ على وحشية الاحتلال الذي طالت اعتداءاته على الأحياء والأموات من أبناء الشعب الفلسطيني، في سبيل تهويد القدس والسيطرة على المسجد الأقصى المبارك.

وتُعد مقبرة "اليوسفية" إحدى أبرز المقابر الإسلامية في القدس؛ ومن بينها: مقبرة النبي داود، ومقبرة المجاهدين، ومقبرة مأمن الله، التي قامت آليات الاحتلال بأعمال تجريف داخلها لإقامة "متحف التسامح".

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close