يعاني الواقع اللبناني مصاعب متشابكة على جبهات عدة على وقع الاهتزازات المتلاحقة.
فالحكومة التي ما لبثت أن تعطلت بعدما دخلت في تفاعلات تحقيق انفجار مرفأ بيروت وتفاعلاته، تواجه اليوم قطيعة خليجية بعد تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي حول الحرب في اليمن.
وفيما أعلن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي من القصر الرئاسي بعد لقائه الرئيس ميشال عون أمس عن خارطة طريق للخروج من الأزمة داعيًا الوزير قرداحي إلى تحكيم ضميره، نُقل عن أوساط الأخير أن أي استقالة لا تبدل الموقف الخليجي تبقى دون جدوى.
قرداحي مصرّ على موقفه
وتشير مراسلة "العربي" في بيروت جويس الحاج خوري إلى أن قرداحي مصرّ على موقفه بأن لا استقالة، خصوصًا أنه يعتبر أن استقالته من الحكومة لن تعيد العلاقات بين لبنان ودول الخليج إلى ما كانت عليه.
وبحسب خوري فإن قرداحي يقول إنه ينتظر من رئيس الحكومة أن يدعوه إلى لقاء يتم خلاله مناقشة نتائج لقاءات ميقاتي في غلاسكو حول الأزمة وبعدها يمكن البحث بمسألة الاستقالة.
وتلفت مراسلة "العربي" إلى مواقف مستجدة للتيار الوطني الحر وهو حزب رئيس الجمهورية التي تطالب بضرورة استقالة قرداحي.
وزير الإعلام اللبناني ثابت على موقفه ومتمسك بعدم الاستقالة.. تفاصيل أكثر مع مراسلتنا في #بيروت#لبنان@JoyceElHajj @sarmad8080 pic.twitter.com/pVpVjVibfR
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 5, 2021
وكانت كتلة "الوفاء للمقاومة" (الكتلة البرلمانية لحزب الله) جددت أمس الخميس دعمها لقرداحي.
وقال عضو الكتلة النائب حسن عز الدين، خلال تلاوته بيان الكتلة بعد اجتماعها الأسبوعي: "إننا نجدّد عهدنا في المضي بنهج المقاومة حتى تحرير أرضنا".
وأوضح "أننا نحمّل السعودية مسؤولية افتعال الأزمة الأخيرة في لبنان".
ولفت إلى أن "كتلة "الوفاء للمقاومة" ترفض وتدين الإملاءات الخارجية في عمل الحكومة".
أزمة متفاقمة
وفي هذا الإطار، يؤكد الكاتب الصحفي جورج علم أن الأزمة الداخلية متفاقمة قبل ملف الأزمة مع دول الخليج، مذكرًّا بأن الحكومة كانت معطلة على خلفية اشتراط حزب الله وحركة أمل إقالة المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار.
ويعتبر علم في حديث إلى "العربي" من بيروت أن الأزمة الخليجية اللبنانية زادت التوترات والانقسام في الشارع اللبناني بين فريقين، الأول يناصر الوزير قرداحي، والثاني يطالب بإعادة ترميم العلاقات مع دول الخليج بأسرع وقت، الأمر الذي تحول إلى سجال وأزمة داخلية.
ويشير إلى أن ميقاتي الذي كانت له جولة واسعة من الاتصالات على هامش مؤتمر المناخ في غلاسكو مع قيادات بارزة، ربما جاء بضمانات وخارطة طريق عرضها على الرئيس عون الذي وافق عليها.
وحول إمكان وجود ضمانات بحل الأزمة إذا استقال قرداحي يقول علم: "الأجندة السعودية رفعت سقوفًا عالية وقالت إن المشكلة ليست مرتبطة مباشرة بقرداحي بل تعود إلى الهجوم الإعلامي الذي يشنه حزب الله باستمرار عليها، واتهام الحزب بتدريب الحوثيين، إضافة إلى مسألة تهريب المخدرات".