الأربعاء 8 مايو / مايو 2024

صواريخ ومسيرات وكتيبة الرضوان.. ترسانة حزب الله تثير مخاوف إسرائيل

شهدت قدرات حزب الله اللبناني تطورًا ملحوظًا على مدار 17 عامًا
شهدت قدرات حزب الله اللبناني تطورًا ملحوظًا على مدار 17 عامًا - غيتي
صواريخ ومسيرات وكتيبة الرضوان.. ترسانة حزب الله تثير مخاوف إسرائيل
صواريخ ومسيرات وكتيبة الرضوان.. ترسانة حزب الله تثير مخاوف إسرائيل
الجمعة 8 ديسمبر 2023

شارك

يحدق بإسرائيل خطر من الشمال، في ظل وجود مئة ألف جندي ووحدات قتالية خاصة لدى حزب الله اللبناني، فضلًا عن ترسانة صواريخ تقدر بنحو 200 ألف قطعة مداها الأقصى يصل إلى نحو 700 كيلومتر، ومسيرات وصواريخ مضادة للطائرات والسفن والدبابات.

فبين حزب الله وإسرائيل تاريخ طويل من المواجهات والمناوشات منذ تأسيس الحزب عام 1985، أبرزها كانت حرب تموز/ يوليو 2006 التي استمرت 34 يومًا.

ومنذ ذلك الحين برزت قدرات حزب الله العسكرية، وشهدت تطورًا ملحوظًا على مدار 17 عامًا.

وكان الأمين العام للحزب حسن نصر الله قد صرح بأن عدد مقاتليه يبلغ 100 ألف، من بينهم وحدة قتالية تحمل اسم "الرضوان"، وهي وحدة كوماندوس ذات خبرة قتالية عالية يبلغ عدد مقاتليها نحو 2500.

ما هي كتيبة الرضوان المقاتلة في حزب الله؟

وفي هذا الإطار، أوضح رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط والعلاقات العامة العميد هاشم جابر، أن كتيبة الرضوان تتألف من مجموعة سرايا، وكل سرية تضم تقريبًا 80 أو 100 عنصر.

وأردف جابر أن كتيبة الرضوان أسسها عماد مغنية، أحد قادة حزب الله الذي قتل في ظروف إلى حد ما غامضة.

وأشار إلى أن هذه الكتيبة هي من النخبة، وتضم مقاتلين أشداء كوماندوس يعرفون الأرض جيدًا، ومسلحون جيدًا، ولديهم عقيدة قتالية، ومهمتها الأساسية هي الانتقال إلى الجليل الأعلى سواء الشرقي أو الغربي.

ولفت جابر إلى أن الكتيبة لديها أسلحة متطورة جدًا منها فردية وتحمل أيضًا أسلحة مضادة للدروع، مشيرًا إلى أن أفرادها يتعاملون مع مختلف أنواع الأسلحة باستثناء الصواريخ.

كتيبة الرضوان في حزب الله هي وحدة كوماندوس ذات خبرة قتالية عالية
كتيبة الرضوان في حزب الله هي وحدة كوماندوس ذات خبرة قتالية عالية - وسائل التواصل

من جانبه، أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي ناجي ملاعب أن كتيبة الرضوان أنشئت بعد عام 2006، وعديدها هو 2500 إلى 3000، وهي مدربة وتمتلك أسلحة هامة كالكلاشنكوف المعد للمظليين، والمسدس "أتش أي 9".

وأضاف أن هناك جزءًا من عناصرها يتعاملون مع المسيرات، وتدربوا على القتال في الأماكن وفي الظروف الصعبة، كما أنهم عملوا مع الروس بسوريا وتدربوا على القيادة والسيطرة مع غرف العمليات الروسية.

وأردف أن الكتيبة قريبة كثيرًا لجيش نظامي وأن عناصرها يشبهون من حيث تنظيمهم لوحدة من وحدات القوات الخاصة الإسرائيلية.

ترسانة حزب الله العسكرية

وبينما، لم يكشف حزب الله عن ترسانته العسكرية بصورة واضحة وصريحة، إلا أن تقديرات لمراكز أبحاث ودراسات كشفت جزءًا مهما من تلك الترسانة.

ويمتلك الحزب ترسانة ضخمة من الصواريخ يقدر عددها بين 100 و200 ألف صاروخ، وقذائف هاون وقذائف صاروخية، منها مئات الصواريخ عالية الدقة والتدمير.

وأطول صواريخ الحزب مدى هي صواريخ "سكود سي" و"سكود دي" التي يصل مداها إلى نحو 700 كيلومتر، ويمتلك الحزب منها عددًا محدودًا.

يمتلك حزب الله ترسانة ضخمة من الصواريخ يقدر عددها بين 100 و200 ألف صاروخ
يمتلك حزب الله ترسانة ضخمة من الصواريخ يقدر عددها بين 100 و200 ألف صاروخ - غيتي

وفي هذا الصدد، قال العميد هاشم جابر: إن "حزب الله يمتلك مجموعة كبيرة من الصواريخ، ومختلف أنواع الأسلحة بدءًا من الكاتيوشا ثم انتقالًا إلى الغراد".

وتابع: "أما صواريخ سكود ومجموعة كبيرة من صواريخ "أرض أرض" هي أساسًا من أصل إيراني، منها قصيرة المدى ومتوسطة وبعيدة المدى"، موضحًا أن مدى الصواريخ بعيدة المدى يصل إلى 250 كيلومترًا.

أما قصيرة المدى، حسب العميد جابر فيصل مداها إلى ما بين 3 و5 كيلومترات، فيما يصل مدى الصواريخ المتوسطة تقريبًا إلى 15 أو 20 كيلومترًا.

وأوضح أنه عندما نقول إن الحزب يملك حوالي 7 آلاف صاروخ موجه، فهذا  يعني أن هذه الصواريخ ستحقق إصابات.

ويمتلك الحزب أيضًا صواريخ بعيدة المدى، مثل صاروخ "زلزال" أو النسخة المطورة منه التي تعرف باسم "فاتح 110" بعدد يصل إلى 30 ألف صاروخ.

وتحمل النسخ المطورة من صواريخ "فاتح 110" نحو خمسمئة كيلوغرام من المواد المتفجرة، ويمتد مداها بين 200 إلى 300 كيلومتر، وهي مجهزة أيضًا بآليات ملاحية دقيقة تعتمد على نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي أس" وتتمتع بقدر كبير من الدقة والتدمير.

أما عن الصواريخ متوسطة المدى، ففي ترسانة حزب الله نحو 80 ألف صاروخ من طراز فجر 3 و5 و"خيبر" أو "رعد 2 و3"، وهي صواريخ تصل إلى بعد 100 كيلومتر، بينما يمتلك الحزب نحو 40 ألف صاروخ من نوع "غراد" بمدى يمتد بين 15 إلى 20 كيلومترًا، إضافة إلى صواريخ كاتيوشا الروسية التي يصل مداها إلى 30 كيلومترًا.

مواصفات صواريخ حزب الله

وبالنسبة لصواريخ زلزال، يوضح ملاعب أن "زلزال 2" يصل مداه 210 كيلومترات ولديه قدرة تدميرية بقوة 600 كيلوغرام، أما "زلزال 1" فهو لمسافة 100 كيلومتر فقط، ولديه القدرة التدميرية نفسها بنحو 600 كيلوغرام.

أما صاروخ خيبر حسب ملاعب فمداه 100 كيلومتر وقدرته التدميرية 150 كيلوغرامًا، فيما يبلغ مدى صواريخ فجر ورعد ما بين 50 و70 كيلومترًا، وتحمل متفجرات أقل ولكنها دقيقة الإصابة، ويمكن توجيهها.

صاروخ فاتح 110

أما الصواريخ الثابتة أرض أرض، حسب ملاعب فهي صواريخ الفاتح وهي بالستية تخرج من مدى الأرض، ومداها 75 كيلومترًا ولديها قدرة كبيرة على التفجير.

من ناحيته، قال جابر إن صواريخ زلزال وبركان وسكود يمكن أن تصبح موجهة، ويمكن أن تكون غير موجهة، وهذا كله يتعلق بتجهيز الصاروخ ورأسه وتأمين التواصل بين الصاروخ وقاعدة الانطلاق، مشيرًا إلى أن هذه الصواريخ هي إيرانية الأصل ومنها صواريخ روسية طورها الإيرانيون.

مسيرات وصواريخ مضادة للسفن

كما يمتلك حزب الله صواريخ مضادة للسفن من طراز "سي 802" صينية الصنع، وقد نجح عام 2006 باستخدامها لإصابة سفينة حربية إسرائيلية كانت على بعد 16 كيلومترًا قبالة سواحل لبنان.

ومن بين الصواريخ المضادة للسفن، يمتلك الحزب صواريخ "ياخنوت" الروسية المطورة من صواريخ "كورنيت" المضادة للدبابات، إذ يبلغ مداها بين 120 و300 كيلومتر.

ومن الأرض والبحر إلى الجو، يمتلك الحزب قدرات عسكرية تستطيع التصدي للطائرات عبر صواريخ "إس إي 17" و"إس إي 22" التي تستطيع ضرب الطائرات المسيرة والمروحيات، إذ أعلن الحزب إسقاطه مسيرة إسرائيلية لأول مرة جنوب لبنان بصاروخ أرض جو في 29 أكتوبر/ تشرين الأول.

وقال جابر: إن "حزب الله يظهر ما لديه أحيانًا من صواريخ وأسلحة، لكنه يخفي الكثير، موضحًا أن الغاية من إظهاره بعض الأسلحة يندرج تحت إطار الحرب النفسية، والردع، أما الهدف من إخفائه بعض الأسلحة فهو ليترك الحيرة لدى الاستخبارات الإسرائيلية.

ويقدر جابر عدد الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله بأكثر من 7000 أو 8000 صاروخ، مشيرًا إلى  أن هذه الصواريخ الدقيقة موجهة بشكل أساسي إلى البنى التحتية خاصة في المنطقة التي تقع بين حيفا وتل أبيب.

ومنذ عام 2006 طور حزب الله منظومة طائرات مسيرة، إذ أصبح يمتلك القدرة على تنفيذ مهمات استخبارية على مدى يصل إلى 400 كيلومتر عبر طائرات أيوب ومرصاد التي يمكنها أيضًا نقل حمولة صغيرة من الذخائر.

وبالعودة إلى ساحة المعارك، كانت الدبابات الإسرائيلية أمام اختبار صعب، ففي حرب تموز/ يوليو 2006 استطاع حزب الله استهداف دبابات عديدة منها دبابة ميركافا الشهيرة وإلحاق الضرر بها من خلال الصواريخ المضادة للدبابات.

وأبرز الصواريخ المضادة للدروع التي يملكها حزب الله هي صواريخ كورنيت الروسية الموجهة، والتي يصل مداها إلى نحو 5 كيلومترات، وتمتلك قدرة تدميرية هائلة.

المصادر:
العربي

شارك

Close