الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

"طور بدو".. كهف يشهد على مقاومة الفلسطيني للغزو الروماني

"طور بدو".. كهف يشهد على مقاومة الفلسطيني للغزو الروماني

Changed

يعد "طور بدو" من أقدم كهوف المنطقة، حيث بنيت أجزاء منه في عصور مختلفة، كما تؤدي باحاته الواسعة إلى مرافق متعددة بينها غرف وسراديب.

على بعد مئات الأمتار من الجدار الإسرائيلي الفاصل، غربي مدينة الخليل، يقع كهف ''طور بدو''، وهو جزء من قرية "بيت لبان" الأثرية جنوبي الضفة الغربية.

وتتعدد الروايات بشأن استخداماته عبر التاريخ؛ إذ تقول إحدى تلك الروايات: إن الكهف الواقع ضمن المنطقة المصنفة "ج"، الخاضعة لسيطرة الاحتلال، كان منطلقًا للفلسطيني في مقاومته الغزو الروماني خلال الفترة ما بين 63 قبل الميلاد و324 ميلادية.

ولا يزال الكهف حتى الآن ملاذًا آمنًا للفلسطينيين من الهجمات الإسرائيلية.

ما هو كهف "طور بدو"؟

يعد "طور بدو" من أقدم الكهوف في المنطقة الممتدة على مساحة 1000 متر مربع، حيث بنيت أجزاء منه في عصور مختلفة، أقدمها اليوناني. وهو يبدأ من فوهات علوية تتّسع في الأسفل، وأخرى استُحدِثت في جوانبه.

ويوضح الباحث في الآثار جبر محيسن أن الفترة اليونانية تمثلت في الكهف بوجود فوهات أشبه بنوافذ حفرت في جدرانه، حيث ساق علماء الآثار أكثر من نظرية حول وظيفتها.

ويضيف: "إحدى تلك الوظائف أنها كانت تستخدم لتربية الحمام للاستفادة من لحومها وسمادها، والثانية للاحتفاظ برفات الموتى داخل قوارير توضع فيها".

وتؤدي باحات الكهف الواسعة إلى مرافق متعددة بينها غرف وسراديب للتصدي للحاميات الرومانية.

على قائمة التراث العالمي

وفي عام 2014، أدرجت اليونسكو كهوف قرية بيت جبرين على قائمة التراث العالمي، كما تتميز القرية بموقعها الاستراتيجي على الطرق القديمة المؤدية إلى القدس وبيت لحم والبحر المتوسط.

ويوضح سامي أبو عرقوب، ممثل وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، بمحافظات جنوبي الضفة، أن الاحتلال هو التحدي الأكبر أمام جهود رعاية وحماية المعالم الأثرية في فلسطين.

وقد دمّر الجدار الإسرائيلي عشرة آلاف معلم أثري من كهوف وقبور وغيرها دمرها الجدار الإسرائيلي منذ بدء بنائه عام 2002 بعد تهجير سكان بيت جبرين منذ عام النكبة 1948.

قصة فلسطينية عمرها 2500 عام

وحول كهف "طور بدو"، يوضح جبر الرجوب رئيس قسم المواقع في وزارة السياحة والآثار من الخليل أن وزارة السياحة الآثار منذ عام 1994، دأبت على الاهتمام بالعديد منن المواقع الأثرية في محافظة الخليل وكامل محافظات فلسطين.

ويشير الرجوب، في حديث إلى "العربي"، إلى أن العديد من الفلسطينيين من القرى المجاورة للكهف لجؤوا إلى هذا الكف في عام 1948 وعام 1967 هربًا من اعتداءات الاحتلال، مضيفًا أن هذا الكهف يمثل قصة فلسطينية عمرها 2500 عام.

ويؤكد أن الكهف شاهد على الأسلوب الذي اتبعه الفلسطيني قبل 2000 عام خلال نضاله ضد الغازي الروماني الذي أراد أن يفرض قوانينه على هذه المنطقة؛ ما دفع الفلسطيني لحفر أنفاق ينطلق منها لثورته وقتاله.

ويقول الرجوب: على الرغم من وجود الكهف تحت السيادة الإسرائيلية، إلا أن طواقم وزارة السياحة والآثار تتابع المناطق الأثرية، مشيرًا إلى أن الوزارة ربطت هذه المواقع بمسار فلسطين التراثي.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close