Skip to main content

عالم مختلف تمامًا.. خطة غربية "طويلة الأمد" لعزل روسيا

الإثنين 18 أبريل 2022

بعد أكثر من 50 يومًا على الهجوم الروسي على أوكرانيا، بدأت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون بالتخطيط "لعالم مختلف تمامًا"، لا يتعايشون فيه مع روسيا، واتباع إستراتيجية طويلة الأمد لعزل روسيا وإضعافها.

 وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ووزارات الخارجية والدفاع الأميركية، تبحث مخططات لتكريس سياسات جديدة تتعلق بالمجالات المختلفة: الدفاع، والتمويل، والتجارة، والدبلوماسية.

وتتخطّى الاستراتيجية الجديدة التي سيتمّ تقديمها في الأشهر المقبلة، ما هو أبعد من زعيم الكرميلن فلاديمير بوتين نفسه، والذي قال الرئيس الأميركي جو بايدن "إنه لا يمكن أن يظل في السلطة". فيما قال أحد كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي: "لا نقول تغيير النظام.. ولكن من الصعب تخيل سيناريو مستقر حيث يتصرف بوتين بالطريقة التي هو عليها".

ومن المتوقّع أن يتم تغيير إستراتيجية الأمن القومي لبايدن، والتي كانت مطلوبة منذ العام الماضي ولكنها لم تكتمل بعد.

كما سيكشف حلف "الناتو" عن وثيقة المفهوم الإستراتيجي للحلف في قمته التي ستجري في يونيو المقبل"، فيما وضع الاتحاد الأوروبي خططًا لتقليص اعتماده على الغاز الروسي بمقدار الثلثين بحلول نهاية العام الحالي، وإنهاء جميع وارادات الوقود الأحفوري من روسيا قبل عام 2030.

وأعلن حلفاء الولايات المتحدة عن زيادات كبيرة في ميزانيات الدفاع، فيما يتوقع أن تتقدم فنلندا والسويد بطلب للحصول على عضوية الناتو قبل قمة يونيو، وهو تحول مهم في ميزان الأمن الأوروبي من شأنه أيضًا أن يزيد الوجود العسكري للحلف بالقرب من روسيا.

عدم العودة إلى سياسة الاحتواء

ونقلت الصحيفة عن ثمانية من كبار المسؤولين الأميركيين والأجانب، قولهم إن الاستراتيجية الغربية الجديدة ستتضمّن أن يستمر مفعول تصعيد العقوبات على موسكو، وتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا، ونشر عشرات الآلاف من القوات على الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي.

وتحدث عدد من المراقبين عن حكمة الخطط وضرورة عدم العودة إلى سياسة "الاحتواء" التي تحكم العلاقات مع الاتحاد السوفيتي.

وقال مسؤول أوروبي رفيع المستوى للصحيفة إن "الدرس الوحيد الذي نتعلمه من العدوان الروسي، هو أن هناك بلدًا مستعدًا للإقدام على فعل، لا يمكن أن يضمن أي اتفاق أمني عدم تكراره مرة أخرى".

وأضاف المسؤول: كنا نظن أن الترابط  من شأنه أن يؤدي إلى الاستقرار. لكن هذا ليس هو الحال. فالاعتماد المتبادل، كما رأينا في الحرب على أوكرانيا، يمكن أن ينطوي على مخاطر جسيمة"، مضيفًا أنه "إذا كان البلد قاسيًا بما فيه الكفاية، علينا التكيف مع وضع جديد تمامًا".

عاملان رئيسيان

من جهته، قال العديد من صانعي السياسة الأوروبيين إن حساباتهم الحالية تتشكل من خلال عاملين رئيسيين: الأول هو أن تكون أي هدنة في أوكرانيا مؤقتة على الأرجح؛ إذ حتى لو وافق بوتين على إلقاء السلاح في الوقت الحالي، يعتقد العديد من الأوروبيين أنه سيسعى إلى إعادة تجميع صفوفه وإعادة بناء الجيش الروسي والهجوم مرة أخرى بمجرد أن يشعر أنه مستعد.

والعامل الثاني: هو المخاوف من الفظائع التي ارتكبها الجيش الروسي ضد المدنيين، والتي ظهرت منذ انسحاب قواته باتجاه شرق أوكرانيا في الأسبوعين الماضيين. ويعتقد الكثيرون أن بوتين نفسه قد يحتاج إلى مواجهة اتهامات بارتكاب جرائم حرب أمام المحاكم الدولية.

وهذا المزيج يعني أن العديد من الأوروبيين يشعرون بأن قارتهم ستكون غير مستقرة وغير آمنة طالما ظل بوتين في الكرملين. وإذا لم يكونوا مستعدين بعد لتبني خطة نشطة للإطاحة بنظامه، فإن الدعم يتزايد في أوروبا، وكذلك في الولايات المتحدة، لعزل موسكو بشكل دائم.

وقال وزير خارجية لاتفيا ادجارز رينكيفيكس:"هناك إدراك متزايد بأن هذا وضع طويل الأمد، وأن هناك استراتيجية احتواء ودفاع تتشكل، من خلال دعم أوكرانيا قدر المستطاع، وفرض عقوبات على روسيا، وتقليل الاعتماد على روسيا، والتركيز بشكل أكبر على الدفاع العسكري".

وأضاف رينكيفيكس: "عندما يتعلّق الأمر بالتحقيق في جميع جرائم الحرب، لا يمكن أن يتوقف الأمر عند القائد الميداني. وفي روسيا، القائد الأعلى للقوات المسلحة هو الرئيس الروسي. وبعد مجزرة بوتشا، سيكون من الصعب للغاية التحدث مع بوتين أو أي شخص في الحكومة الروسية دون أن نتذكر ما حدث".

من جهته، قال نائب وزير الدفاع الليتواني مارجريس أبوكيفيسيوس إن الدعم القوي للحرب بين الروس قد تسبب أيضًا في إعادة الحساب بين صانعي السياسة المتحالفين حول جهد طويل الأمد للتمييز بين سكان البلاد وقيادتها.

وقال أبوكيفيسيوي: "يبدو أن الروس يؤيدون قادتهم، وهذا سبب آخر للاستعداد لمواجهة طويلة".

وأضاف: "هناك مسؤولية جماعية. في البداية، كنا نقول إنها حرب بوتين. أما الآن، بتنا نقول إنها حرب روسيا".

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة