يُعرف ضعف تقدير الذات بأنه شعور ينتاب الإنسان ويعطيه انطباعًا بأنه عديم القيمة مقارنة مع غيره، وأنه لا يستطيع إنجاز أي مهمة بنجاح.
ويأتي هذا الشعور بأشكال عدة، كأن يشعر الإنسان بأن جسدَه غير متناسق أو أن قدراته الذهنية متدنية مقارنة مع الآخرين.
وأصبح مفهوم ضُعف تقدير الذات شائعًا في المصطلحات النفسية، لكن كثيرًا منا قد يعانون منه من دون إدراك الأمر.
وفي هذا الصدد توضح نانسي سميدة المستشارة النفسية المُعتمدة من جامعة سيغموند فرويد في فيينا، أن الشخص الذي يشعر بتدنٍ في تقدير الذات، هو الشخص الذي يشكّك في قدرته على إكمال أسلوب حياته بعد مروره بأزمة معينة.
وأشارت المستشارة النفسية إلى أن هذا الفرد غالبًا ما يشعر أن حياته مليئة بالمشاكل والصدمات، ويعتقد أنه لا يستحق أن يعيش حياة عادية.
عوارض عدم تقدير الذات
وتلفت سميدة عبر "التلفزيون العربي" إلى أن ثقة المرء الذي يعاني من تدنٍ في تقدير الذات منخفضة لأنه يشعر بأن قيمته أقل من الآخرين، ودائمًا ما يلوم ذاته.
ويعتبر المصاب أن أي كلمة توجّه له هي انتقاد، كما أنه يجد صعوبة في تقبّل المدح والإطراء، معتقدًا أن الآخرين يجاملونه، بسحب المستشارة النفسية.
وبينت سميدة أن هذا الشخص دائمًا ما يهرب من نفسه، وأن حياته تخلو من الصراعات؛ إذ يقوم بالهروب منها أو كتمها ما يؤثر على نفسيته بشكل سلبي.
أسباب عدم تقدير الذات
وتؤكد المستشارة النفسية أن الطفولة هي المصنع الذي يكوّن الشخصية، مشيرة إلى أن التعنيف الدائم للطفل، والإيذاء اللفظي والبدني، والتشكيك في قدراته، وعدم تشجيعه في أمر معين، بالإضافة إلى حياته وسط الخلافات الزوجية خاصة تلك التي يتخللها الصوت المرتفع، كلها عوامل تؤدي به إلى الشعور بعدم تقدير الذات في المستقبل.
وتوضح سميدة أنه عندما يجد هذا الانسان بيئة مشابة لطفولته وعند البلوغ، فإنها تُفاقم من عدم تقديره لذاته.
وتؤكد أنه في حال كانت البيئية أفضل عن تلك التي في طفولته، فيمكن للإنسان تعديل سلوكه، وتغيير نظرته لذاته.
وتشير الى أن الفرد الذي يشعر بعدم تقدير الذات هو شخص مسالِم، لكنه في بعض الأحيان يكون عدوانيًا لا سيّما في هروبه من بعض المواقف.
وتلفت الى أن عدم تقدير الذات عند النساء أكثر من الرجال، وهذا يعود للتربية منذ الطفولة خاصة في المجتمعات الشرقية التي تعامل الأنثى بطريقة مختلفة.
نصائح للتخلص من مرض عدم تقدير الذات
وتنصح المتخصصة نانسي سميدة الشخص الذين يشعر بتدني الذات في تدوين الأشياء التي أنجزها في حياته، وأن يكون فخورًا بها، وألا يستمع لكلام الآخرين، وأن يكون راضيًا عن نفسه وإنجازاته وأن يسامح نفسه في حال ارتكابه أي خطأ في حياته.