Skip to main content

عكار اللبنانية.. لا اتصالات ولا كهرباء وعدد ضحايا انفجار المحروقات يرتفع

الثلاثاء 17 أغسطس 2021
وقع انفجار تليل أثناء تجمع أهالي المنطقة للحصول على القليل من البنزين من خزان صادره الجيش

ما زال شمال لبنان يلملم جراحه بعد يومين من انفجار خزان وقود أودى بحياة أكثر من 30 شخصًا فيها، على وقع أزمة محروقات حادة تشهدها البلاد.

فقد ارتفع عدد ضحايا الانفجار في منطقة تليل بمحافظة عكار ليتجاوز الثلاثين، في وقت ما زالت فرق الإنقاذ تنتشل مزيدًا من الأشلاء، تزامنًا مع وصول وفد طبي مصري لإسعاف المصابين.

أما المنطقة ككل، فتشهد اليوم الثلاثاء انقطاعًا في الاتصالات والإنترنت والكهرباء جراء فقدان مادة المازوت في عكار كلها.

ارتفاع عدد الضحايا في تليل

وأفادت وسائل إعلام لبنانية عن وفاة العسكري ناجي العبدلله إثر انفجار صهريج المحروقات في بلدة تليل – عكار.

وينضم العبدلله إلى قافلة الضحايا الذين ارتفع عددهم في حصيلة غير نهائية إلى 31 شخصًا وعشرات الجرحى.

وتنتشر فرق الإنقاذ في موقع الحادثة، فيما تواصل السلطات تحقيقاتها لمعرفة حقيقة الحادث، بينما تشير مصادر عسكرية إلى أن فرضية العمل المتعمّد غير مستبعدة.

ووقع انفجار تليل، أثناء تجمع أهالي المنطقة للحصول على القليل من البنزين من خزان صادره الجيش، في إطار حملة أطلقها لمصادرة البضائع المخزنة وتوزيعها على المواطنين، الذين يخشون ارتفاعًا هائلًا في الأسعار بعد قرار للمصرف المركزي الأسبوع الماضي برفع الدعم عن المحروقات.

وفد مصري طبي لمساعدة عكار

وفي وقت يترقب أهالي جرحى الانفجار أي خبر يطمئن قلوبهم، يناشدون الجهات المعنية لنقل الجرحى إلى الخارج في ظلّ الأوضاع الصحية الصعبة الراهنة.

ووصل وفد طبي مصري إلى لبنان لتقديم المساعدة لأهالي عكار، وصرّح رئيس الوفد أحمد خشبة أن الوفد حمل معه مساعدات خاصة بالإسعافات الأولية، بالإضافة إلى بعض الأدوية والمضادات الحيوية المستعجلة.

انفجار ولدّته ضائقة غير مسبوقة

ويسلّط انفجار عكّار الضوء على تداعيات أزمة المحروقات في لبنان، فإذا كان الاحتكار دافعًا لتدخل الجيش اللبناني للحدّ من آثاره إلا أن التهريب إلى سوريا لا يزال يقضّ مضاجع اللبنانيين ويدميهم في انفجارات لم تعد مستبعدة.

وتعد منطقة عكار الأكثر فقرًا في لبنان، وطالما اشتكى أهلها من إهمال مؤسسات الدولة كافة وغياب الخدمات عنها. وفاقم الوضع المعيشي في المنطقة الانهيار الاقتصادي الذي يشهده لبنان منذ عامين، وصنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ 1850.

وعلى وقع الانهيار الاقتصادي، يشهد لبنان منذ أشهر أزمة محروقات متفاقمة تنعكس بشكل كبير على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية.

وفاقم الانفجار الضغط على المستشفيات المرهقة، والتي حذرت مرارًا من نقص المازوت والشح في الأدوية والمستلزمات الطبية.

وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام، اليوم الثلاثاء، أن فقدان مادة المازوت أدى إلى "انقطاع شبه تام للاتصالات الهاتفية الأرضية والخلوية في العديد من المناطق العكارية، ومعها خدمة شبكات الإنترنت، التي أحدثت إرباكًا كبيرًا لدى كل القطاعات المصرفية والمالية والإنتاجية، والمؤسسات العامة والخاصة".

وتراجعت تدريجيًا خلال الأشهر الماضية قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التغذية، ما أدى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يوميًا. ولم تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء، ما اضطرها إلى التقنين أيضا. 

وقال مدير مستشفى رحال في حلبا رياض رحال: "لدينا 700 ليتر تكفينا ليوم غد فقط".

وأضاف: "منذ الصباح أجري اتصالات لتأمين المازوت، وتواصلت مع منشآت الوقود في الشمال لكنهم أبلغوني أنهم يريدون تأمين المازوت لسنترالات الاتصالات".

من جهته، قال مدير عام هيئة "أوجيرو" للاتصالات عماد كريدية: "توقفت سنترالات عدة في منطقة عكار عن العمل، بينها سنترالات حلبا والقبيات، لعدم توفر المازوت.. فتوقفت خطوط الاتصالات الأرضية والإنترنت".

وأضاف "إذا استمرت أزمة المحروقات كما هي، فإن ما يحصل في عكار سيتوسع إلى مناطق أخرى".

المصادر:
العربي، وكالات
شارك القصة