Skip to main content

علاقات استثنائية.. ما دلالات الحوار الإستراتيجي بين الدوحة وواشنطن؟

الثلاثاء 22 نوفمبر 2022

وسط أجواء مونديالية، انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة الجولة الخامسة من الحوار الإستراتيجي السنوي بين الولايات المتحدة وقطر، حيث كان العنوان الأبرز: تطوير التعاون لتحقيق المصالح المشتركة، والارتقاء بالعلاقات الاستثنائية، والاحترام المتبادل.

فقد انطلقت فصول الحوار الإستراتيجي في الدوحة، وعلى طاولة المباحثات والنقاشات 12 ملفًا، تتقدمها ملفات السياسة، والاقتصاد، والأمن، ومكافحة الإرهاب. إضافة إلى استعراض قضايا تغيّر المناخ، والطاقة، والمساعدات الإنسانية. فضلًا عن بحث الاستثمار الإستراتيجي، والتعاون الاقتصادي، والتبادلات الثقافية والتعليمية، وحقوق الإنسان.

"ذروة العلاقات الأميركية القطرية"

وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره القطري في الدوحة، وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن العلاقة بين البلدين في هذه الأوقات، بأنها "ذروة العلاقات الأميركية القطرية"، مؤكدًا وجود تعاونٍ وثيق في المنطقة وخارجها "لحلّ الخلافات، وإنهاء الصراعات، وتعميق العلاقات الاقتصادية".

كما أكّد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن الحوار الإستراتيجي هو منصّة مهمة في العلاقات بين البلدين تناولت أيضًا تطورات الاتفاق النووي الإيراني، وقضايا العراق، وليبيا، وأفغانستان، والقضية الفلسطينية.

مخرجات دورة الحوار الإستراتيجي

وفي ختام الدورة الخامسة للحوار الإستراتيجي القطري – الأميركي، وقّعت كل من الدوحة وواشنطن مذكرات تفاهم، وخطابات نيات، وإعلان مجموعةٍ من الشراكات، بالإضافة إلى توقيع اتفاقٍ للتعاون بشأن الإرث الذي سيتركه مونديال قطر 2022.

كذلك، جرى توقيع مذكرة تفاهمٍ بشأن مكافحة الاتجار بالبشر، والاتفاق على عمل البلدان على توثيق العلاقات العسكرية، والأمنية، والاقتصادية، في وقتٍ تتحدث فيه لغة الأرقام أن حجم التبادل التجاري بلغ العام المنصرم أكثر من 18 مليار ريال قطري.

وزيرا خارجية قطر والولايات المتحدة خلال لقائهما في الدوحة - رويترز

 "جولات تراكمية"

ومتابعة لهذا الملف، يشرح الإعلامي القطري عبد العزيز آل إسحاق أن كل جولة من جولات الحوار الإستراتيجي تتضمن مجموعة من الملفات الجديدة، فعلى سبيل المثال هناك نقاشًا حقيقيًا في الجولة الخامسة حول قطاع الطاقة، والأزمة في أوكرانيا وتأثيراتها على العالم والمنطقة.

وفي هذه الدورة أيضًا، تمت متابعة ملفات أخرى سابقة جرى مناقشتها في جولات سابقة.

بناءً على ذلك، يرى آل إسحاق في حديث إلى "العربي" من الدوحة، أن جولات الحوار بين الولايات المتحدة وقطر أشبه بـ"جولات تراكمية" تبني على ما سبق، مع مناقشة ما هو جديد.

وأبرز ما وقّع اليوم بحسب الإعلامي، كان الاتفاقية بين قطر وأميركا المتعلقة بالتعاون على مستوى تنظيم كأس العالم 2026.

أهمية الحليف الإستراتيجي

بدوره، يتطرق المدير التنفيذي لمجلس الأعمال الأميركي القطري محمد بركات إلى أهمية هذه الجولة وتوقيتها، مشيرًا إلى أن من أهم إنجازات الحوار الإستراتيجي الخامس، هو أنه يتزامن مع فعاليات كأس العالم قطر 2022 بحيث شملت النقاشات تصدير الخبرة التي راكمتها قطر منذ 12 عامًا في تنظيم المونديال، إلى الولايات المتحدة الأميركية التي تستضيف البطولة عام 2026.

ويتابع في حديث إلى "العربي" من واشنطن: "أهمية دولة قطر في هذه المباحثات تجلّت في عدة مجالات، أبرزها إعلان دولة قطر حليفًا إستراتيجيًا خارج الناتو، حيث كانت زيارة بلينكن أخيرًا أول زيارة تشمل هذا الاتفاق".

كما تحدّث بركات عن أن هذه الأهمية شملت الاستثمارات القطرية في الولايات المتحدة، واتفاقيات الغاز الجديدة التي تم توقيعها لزيادة إنتاج الغاز القطري، ولا سيما وأن العديد من الشركات الأميركية في مجال النفط والغاز ستساهم بجزء كبير في زيادة هذا الإنتاج.

إلى جانب ذلك، لفت بركات في حديث مع "العربي" إلى الدور القطري المهم في الملف الأفغاني، خصوصًا مساعدات دولة قطر للولايات المتحدة الأميركية بأفغانستان المستمرة، وهذا ما أكّده وزير الخارجية الأميركي بنفسه.

ويردف المدير التنفيذي لمجلس الأعمال الأميركي القطري: "هذه العلاقات تطورت في السنتين السابقتين، حيث كان للحرب في أوكرانيا والاستثمارات القطرية فيما يلحق كوفيد تأثيرًا كبيرًا، وجعل من الحوار الخامس محطة مهمة في تاريخ الحوارات الإستراتيجية الأميركية القطرية، خصوصًا وأنها تتصادف مع ذكرى الـ 50 عامًا على العلاقات الثنائية الدبلوماسية بين البلدين".

تعاون بأبعاد مختلفة

ومن كاليفورنيا، يلحظ جورجيو كافييرو مدير مركز دراسات الخليج في واشنطن، أن حوار اليوم بين واشنطن والدوحة، يبني على سنوات طويلة من التعاون المثمر الذي ينمو بشكل مستمرّ في أبعاد مختلفة.

فيلفت في هذا السياق، إلى أنه بعد انعقاد الحوار الإستراتيجي الرابع اندلعت الحرب في أوكرانيا ما وضع تحديات كبيرة أمام الولايات المتحدة وبلدان أخرى كثيرة في العالم.

ويكمل لـ"العربي": "من المهم أن أشير إلى أن قطر أظهرت استعدادها لدعم الاستقرار ليس فقط في الشرق الأوسط، بل أيضًا في جنوب العالم، حيث فعلت الدوحة الكثير لمساعدة البلدان في التصدي لتحديات تتعلق بأمن الغذاء، والتضخم، ومشاكل أخرى تنبع من الصراع الأوكراني الروسي".

كذلك، عدّد كافييرو بعض القضايا التي "تراهما قطر وأميركا من منظور واحد"، وفي طليعتها بالوقت الحالي حدث كأس العالم التاريخي إذ أظهرت الولايات المتحدة دعمها الكبير للبلد المضيف في وقت يحاول البعض تصويب سهام الانتقادات لقطر، على حدّ قوله.

فيرى مدير مركز دراسات الخليج في واشنطن بالتالي، أن اجتماع بلينكن مع نظيره القطري "أمر مهم لإظهار دعم الولايات المتحدة للدوحة، والتأكيد على أن هذا الدعم سيظلّ قويًا".

المصادر:
العربي
شارك القصة