الخميس 18 أبريل / أبريل 2024

غربي البحر الأبيض المتوسط.. موجات الحر الشديدة تهدد النظام البيئي

غربي البحر الأبيض المتوسط.. موجات الحر الشديدة تهدد النظام البيئي

Changed

فقرة من "شبابيك" حول تأثير درجات الحرارة المرتفعة على النظام البيئي البحري غربي البحر المتوسط (الصورة: غيتي)
مرت على غرب البحر الأبيض المتوسط الصيف الأخير أسوأ موجة حر منذ 4 عقود، وتواصلت لأكثر من 70 يومًا، ويتوقع أن يشهد المتوسط موجة حر سنوية شديدة لعشرات السنين.

سجلت بلدان غرب البحر الأبيض المتوسط موجات حر شديدة خلال الصيف الماضي، في واحدة من أهم تداعيات التغير المناخي على المنطقة وعلى نظامها البيئي.

فعلى مر عقد من الزمن، اعتاد الصيادون في جزيرة قرقنة التونسية سحب شباكهم بعدد وفير من السمك والأخطبوط، ليبيعوه في السوق المحلية ويوفرون به دخلًا منتظمًا.

لكن منذ مدة، بات الصيادون يعانون من بلاء وافد جديد جاء من بحار ومحيطات بعيدة، فهو غريب عن هذه البيئة البحرية، حيث يقطع السلطعون الأزرق الذي غزا مياه المتوسط شباك الصيادين، ورغم شراسته فإنه عوض رزقًا اعتاد الظفر به الصياد والجزيرة من غلال البحر.

وخلال الفترة الأخيرة مرت على غرب البحر الأبيض المتوسط أسوأ موجة حر منذ 4 عقود، وتواصلت لأكثر من 70 يومًا، ويتوقع أن يشهد المتوسط موجة حر سنوية شديدة لعشرات السنين، وفق دراسة لمجلة كلايميت ديناميكس "climate dynamics".

واضطر الصيادون التونسيون إلى اللجوء إلى صيد السلطعون الأزرق، بعد أن فقدوا كثيرًا مما كان يجود به البحر عادة، وتمركز في الجزيرة مصنعان لتصدير السلطعون الأزرق.

وتعرف جزيرة قرقنة بصيد "الشرافي"، وهي طريقة تقليدية لصيد السمك بالجودة العالية، وتعد هذه التقنية موروثًا ثقافيًا ضاربًا في تاريخ الجزيرة، لكنها باتت مهددة بالاندثار كأنواع السمك الذي كان يعلق في شباكها، وتلك ضريبة أخرى يدفعها صيادو قرقنة جراء تداعيات التغير المناخي.

تأثير التغير المناخي

وفي هذا الإطار، أوضح المهندس والخبير البيئي حمدي حشاد، أن التغير المناخي أعاد صياغة البحر الأبيض المتوسط، حيث أثر على البيئة البحرية، وأدى إلى الظهور العديد من الكائنات الجديدة التي ترصد كل سنة، مشيرًا إلى أن البحارة يتعرفون كل فترة على أنواع جديدة لم يعتد أجدادهم على اصطيادها في السابق.

وأضاف في حديث لـ"العربي" من العاصمة تونس، أن المعضلة بدأت منذ افتتاح قناة السويس، وربط البحر الأحمر بالمتوسط، مشيرًا إلى أن ما يميز البحر الأحمر عن المتوسط هو ارتفاع درجات الحرارة فيه.

وتابع حشاد أن ارتفاع درجات الحرارة في البحر المتوسط أتاح مناطق جديدة للتكاثر، وظهور العديد من الأنواع التي باتت تعتبر أنواعًا غازية.

وأشار إلى ظهور السلطعون الذي يطلق عليه في البلاد اسم "داعش" لقدرته التدميرية الكبيرة، إذ يقوم بأكل الأسماك عندما يقع في الشباك، مشيرًا في الوقت نفسه إلى انتشار سمكة سامة تسمى الأرنب في وقت سابق، سجلت العديد من حالات الوفاة بسببها في قطاع غزة والسواحل اللبنانية ومصر وتونس.

ولفت إلى وجود انخفاض تدريجي في أعداد العديد من الكائنات البحرية النبيلة ذات القيمة الاقتصادية المرتفعة، الأمر الذي أثر على مدخول الصيادين.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close