الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

غضب رسمي وحزبي في المغرب.. أزمة دبلوماسية غير مسبوقة مع تونس

غضب رسمي وحزبي في المغرب.. أزمة دبلوماسية غير مسبوقة مع تونس

Changed

"الأخيرة" تتناول مستجدات الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وتونس (الصورة: غيتي)
استدعت كل من المغرب وتونس سفيرها نتيجة أزمة دبلوماسية بين البلدين على خلفية استقبال الرئيس التونسي لزعيم جبهة البوليساريو، حيث تصاعد الغضب الرسمي المغربي من هذه الخطوة.

عاد السفير المغربي لدى تونس حسن طارق إلى الرباط، فيما غادر نظيره التونسي محمد بن عياد المغرب، نتيجة أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين البلدين، بعد استقبال الرئيس التونسي قيس سعيّد لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي.

واعتبرت وزارة الخارجية المغربية هذه الخطوة عداء واضحًا للمصالح العليا للمملكة المغربية، وقررت إلغاء مشاركتها في قمة "ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا" (تيكاد) بنسختها الثامنة في تونس والتي دُعي إليها غالي.

وامتد الغضب الرسمي للأحزاب والهيئات المغربية فكان موقفها الشجب والرفض، أما المشاركون المغاربة في القمة فقد غادروا وعادوا إلى بلادهم.

ووصفت البرلمانية السابقة ورئيسة مجلس عمالة الصخيرات، اعتماد الزاهدي، في تصريح لـ "العربي"، ما أقدمت عليه تونس بـ"غير المقبول" "والشنيع".

ويعتبر محللون أن استقبال سعيّد لزعيم جبهة البوليساريو يتجاوز الخطوط الحمراء في العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، مؤكدين على أن تصعيد الرباط قد لا يقف عند استدعاء السفير للتشاور بل قد يصل إلى إجراءات أكثر تشددًا.

ويدور منذ انتهاء الاستعمار الإسباني للصحراء، نزاع حول مصيرها بين المغرب والبوليساريو، وتصنّف الأمم المتحدة الإقليم الصحراوي الشاسع من بين "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي".

ويقترح المغرب منح الصحراء التي يسيطر على نحو 80% من مساحتها حكمًا ذاتيًا تحت سيادته، فيما تسعى البوليساريو إلى جعلها دولة مستقلة.

"افتعال الأزمة"

ويأسف باحث الدكتوراه في جامعة منوبة، محمد ذويب، لما آلت إليه الأمور بين البلدين، مؤكدًا أن العلاقات المغربية التونسية تاريخية، مشيرًا إلى أن الوضع العالمي يقتضي وجود المزيد من التعاون والتقارب بين الدول الشقيقة والصديقة.

ويقول ذويب في حديث إلى "العربي" من مدينة مدنين التونسية، إن الخارجية التونسية استغربت القرار المغربي معتبرة أنه جرى "افتعال" هذه الأزمة، حيث ترى أن الرباط غادرت الاتحاد الإفريقي عندما اعترف بالبوليساريو في الثمانينيات ثم عادت إليه عام 2017 رغم وجوده، قائلًا: إنّ المغرب بذلك اعترف ضمنيًا بهذا الكيان.

ويتابع أن البوليساريو سبق أن حضرت قمة "تيكاد" بنسختيها السادسة والسابعة بمشاركة الرباط، مشددًا على أن الاتحاد الإفريقي هو مَن قام بدعوة غالي وليس تونس. ولفت ذويب إلى أن استقبال سعيّد لغالي جاء من باب استقبال جميع الضيوف على أرضه بشكل متساو.

"استفزاز"

من جهته، يوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، عباس الوردي، أن مشاركة البوليساريو في قمة "تيكاد" في الدورة السابقة التي جرت على أرض اليابان شهدت سجالًا، وقد عبّرت طوكيو عن امتعاضها من هذه المشاركة، قائلًا: إنّ "هذا الكيان الوهمي لا يرقى إلى مرتبة دولة".

ويصف الوردي في حديث إلى "العربي" من الرباط، استقبال سعيّد لغالي بـ "الاستفزاز"، مضيفًا: "لم نكن نتمنى أن تصل العلاقات المغربية التونسية إلى هذه الحال"، مؤكدًا أنه لا يستبعد تجاوز البلدين لهذه الأزمة قريبًا.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close