تختلف أنواع الجوع التي يشعر بها الإنسان، فمنها الجوع الجسدي الطبيعي ومنها الجوع العاطفي الذي يرتبط بحالة الإنسان النفسية، ولكنه يؤثر على الوزن.
ويُقصَد بالجوع العاطفي ذلك الناتج عن مشاعر معينة كالغضب والفرح والملل. يظن المرء أنّه جائع لكنّ الجسد لا يشعر بالجوع في واقع الأمر. وينتح عن الطعام بعد الإحساس بالجوع العاطفي زيادة الوزن.
وتشرح المدربة على إدارة الانفعالات روزا ماريا كلاس أن الجوع العاطفي يبعثر نظام الإنسان الغذائي ويجعله يأكل بإفراط دون الالتزام بوقت محدد للوجبات.
وتوضح أن عامل الوقت مهم للتفريق بين الجوع الطبيعي والجوع العاطفي. وتقول في حديث إلى "العربي" من بيروت: "نميّز الجوع العاطفي عن الجوع الذي يأتي فجأة في أوقات مختلفة أثناء اجتماع عمل أو مشاهدة التلفاز". وتضيف: "الجوع الطبيعي الجسدي يأتي بشكل تدريجي فالجسد يحتاج إلى وقت ليهضم الطعام".
كما تربط كلاس الجوع العاطفي بالاشتهاء. فعندما يخطر ببال أحد أنه يريد أن يتناول وجبة معينة من مكان محدّد، "فهذا جوع عاطفي لأنه مرتبط بفكرة".
ما الذي يجعل تناول الطعام مرتبطًا بالعاطفة؟
تعتبر كلاس أن عدم التعبير عن المشاعر العاطفية لأسباب تتنوّع بين الاجتماعية والعائلية، أو لعدم إدراك آلية التعبير عن المشاعر أو العجز عن مواجهة العواطف، تدفع المرء إلى اللجوء إلى الطعام.
وتنشأ حلقة زيادة الوزن عن الجوع العاطفي؛ فالجوع العاطفي يولّد السمنة والسمنة تولّد الغضب الذي يولّد الجوع العاطفي، بحسب كلاس. وتقول: "يجب استدراك هذا الوضع عبر تقدير الوقت المتوقع للشعور بالجوع بين الوجبات".
كيف نحدّ من الجوع العاطفي؟
من جهة أخرى، ترى كلاس أن الرابط بين الجوع العاطفي وسوء إدارة الانفعالات وثيق.
وتتعدد تقنيات إدارة المشاعر. وتعتمد إحداها مقولة: "الجواب الكافي هو الدواء الشافي"، بحسب كلاس. فعند الشعور بالجوع المفاجئ يجب أن يحاول الفرد إيجاد السبب العاطفي، فإذا كان السبب هو الحزن فالفرح هو الحل، وإذا كان الملل فالتسلية هي الحل، وإذا كان الغضب فالسكينة هي الحل.
وبحسب كلاس، لا يجب أن يكون تناول الطعام الطريقة التي نبتعد بها عن المشاعر السلبية. كما يمكن محاربة الجوع العاطفي عبر تناول الطعام ببطء.
ومن جهة أخرى، تؤكد كلاس أن محاولة تجنب الشعور بالجوع، أو إسكات الجوع الجسدي عبر الأنظمة الغذائية القاسية يؤدي إلى نتائج سلبية أيضًا. وتقول: "الجوع شعور صحي، وخسارة الوزن تحدث عند الشعور بالجوع".