الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

فرض استخدام أدوات قابلة للتدوير بالمطاعم الفرنسية.. خطوة بيئية أم أبعد؟

فرض استخدام أدوات قابلة للتدوير بالمطاعم الفرنسية.. خطوة بيئية أم أبعد؟

Changed

فقرة من برنامج "صباح جديد" حول فرض فرنسا استخدام أدوات قابلة للتدوير في المطاعم بدءًا من بداية العام المقبل (الصورة: غيتي)
ستفرض السلطات الفرنسية بدءًا من يناير المقبل على مطاعم الوجبات السريعة استخدام الأطباق والأكواب وأدوات المائدة القابلة لإعادة التدوير.

تقدم المطاعم الفرنسية أكثر من 6 مليارات وجبة سريعة سنويًا، وتنتج ما يقدر بنحو 180 ألف طن من النفايات، حسب دراسات فرنسية عدة.

ولهذا السبب، تعمل السلطات الفرنسية على الحد من استخدام البلاستيك لمرة واحدة في مطاعم الوجبات السريعة.

وانطلاقًا من هذا الواقع، ستفرض السلطات على هذه المطاعم اعتبارًا من بداية يناير/ كانون الثاني استخدام الأطباق والأكواب وأدوات المائدة القابلة لإعادة التدوير، وهو إجراء اتخذته الدولة لتقليص كميات النفايات بهدف الحفاظ على البيئة وعلى صحة الإنسان.

يجب على مطاعم الوجبات السريعة في فرنسا استخدام أطباق قابلة لإعادة الاستخدام اعتبارًا من يناير
يجب على مطاعم الوجبات السريعة في فرنسا استخدام أطباق قابلة لإعادة الاستخدام اعتبارًا من يناير - غيتي

وسيلاحظ كل من يقصد مطاعم الوجبات السريعة في السنة الجديدة، تغييرًا في أدوات التقديم، فالأكواب وعلب البطاطس الكرتونية ستُستبدل بأدوات يمكن إعادة تدويرها بدلًا من رميها في مكب النفايات وستوضع في آلة غسيل للأواني لإعادة استخدامها، على ما أوضحت ماريا فاريلا وهي مديرة أحد المطاعم للوجبات السريعة.

ويحاول أصحاب المطاعم مع المسؤولين إيجاد طريقة للحد من استخدام الطاقة والمياه عند إعادة تنظيم الأدوات.

وجبة بأطباق قابلة لإعادة الاستخدام في أحد مطاعم الوجبات السريعة في فرنسا
وجبة بأطباق قابلة لإعادة الاستخدام في أحد مطاعم الوجبات السريعة في فرنسا - غيتي

يذكر أن البالغين يتناولون ما معدله 39 ألفًا إلى 52 ألف جزيء من البلاستيك الدقيق سنويًا، ويحدث ذلك إما بسبب أغلفة الطعام أو الوجبات السريعة البلاستيكية في الأسواق، وفقًا لإحدى الدراسات الحديثة المنشورة في مجلة "ناشيونال جيوغرافيك".

ما الهدف من إعادة تدوير أدوات المطاعم؟

وفي هذا الإطار، يشير الصحافي المختص في البيئة عبد اللطيف شريف إلى أن الداعمين لفكرة تدوير الأدوات يرون فيها أمرًا جيدًا لصحة المستهلك، فيما يسأل المعارضون عن نوع المواد التي ستصنع منها هذه الأدوات، وكيف سيتم غسلها، وهل سيتم ذلك كما يجب، وهل ستعقم الأدوات بحيث يتم التأكد من أنها لا تحتوي على جراثيم من قبل من استخدمها.

وفي حديث إلى "العربي" من العاصمة الفرنسية باريس، يوضح شريف أن ما يجلب الشباب تجاه الوجبات السريعة هو ثمنها الرخيص مقارنة بالوجبات التقليدية، متسائلًا ما إذا كانت كلفة تدوير الأدوات ستؤثر على ثمن الوجبات.

ويلفت إلى أن إنهاء العمل بكل ما هو ورقي وكرتوني، سيطبق أيضًا على المطاعم التقليدية التي تحتوي قاعاتها على أكثر من 20 مقعدًا، متسائلًا أيضًا عن إمكانية تحقيق هذه المطاعم أرباحًا بعد تطبيق القرار، أو سيمثل لهم خسارة.

ويشير شريف إلى أن الهدف المعلن من هذه المبادرة هو الحفاظ على صحة الفرنسيين، لكن الغرض المخفي هو التقليل من الإنفاق، ولا سيما الداعمين لهذه الخطوة يؤكدون أن كل المواد المستعملة من الكرتون وغيرها، تأتي من خارج فرنسا، فضلًا عن كلفتها المالية، كما أنها تسبب انبعاثات غاز الاحتباس الحراري.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close