Skip to main content

فصل المناطق المسيحية عن الإسلامية.. ما وراء مقترح تقسيم بلدية بيروت؟

الأربعاء 20 يوليو 2022

مع اقتراب الانتخابات البلدية في لبنان، اقترح عدد من الأحزاب والشخصيات السياسية بطريقة مفاجئة، موضوع تقسيم العاصمة بيروت إلى بلديتين، مما أثار جدلًا واسعًا في الشارع.

والتقسيم المطروح سيكون على أساس طائفي يفصل المناطق المسيحية شرقي العاصمة عن الإسلامية في غربها، وإنشاء مجلس بلدي منفصل لكل جزء منهما.

وتقدم بالمشروع التيار الوطني الحر الذي يقوده جبران باسيل، ويرى نواب قوى التغيير المعارضون للفكرة أن الهدف اليوم هو توحيد اللبنانيين لا تقسيمهم.

وقال معدو المقترح، إنه لا دوافع طائفية تقف خلفه، معللين المشروع بفقدان التوازن في المشاريع الإنمائية في العاصمة.

ورأى مفتي الجمهورية اللبنانية، أن المقترح يعيد إلى الأذهان التقسيمات الطائفية التي كانت في بيروت إبان الحرب الأهلية، كما تؤكد قوى التغيير أن بيروت يجب أن تبقى رمز وحدة كافة اللبنانيين.

وأكدت مصادر نيابية لـ"العربي"، أن طرح تقسيم بلدية بيروت يأتي في ذروة الحديث عن تطوير النظام السياسي، تزامنًا مع تحضير القوى السياسية ملفاتها استعدادًا للنقاش فيه.

ويأتي ذلك في ظل دخول البلاد في فراغ مؤسساتي محتمل، مع الغياب المزمن للتسويات والتوافقات المحلية.

وفي هذا الإطار، قال الكاتب الصحافي علي حمادة، إن أسباب الحديث عن تقسيم بيروت ليس بجديد، وجرى إثارته عدة مرات في تاريخ لبنان الحديث.

كسب للشعبية

وأضاف في حديث لـ "العربي"، من بيروت، أن خلفية المقترح سياسية وتتعلق بمعركة تحصيل المكاسب السياسية، خاصة أن الذي طرح المشروع هو الفريق الذي يقوده رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل، لكن المسألة تتعلق بتحشيد شعبي لقوى شعبية داخل الوضع المسيحي بشكل عام.

وأشار حمادة، إلى أن بلدية بيروت تحتاج إلى إصلاح لكن ليس بالتقسيم وخاصة أن العاصمة صغيرة من حيث المساحة.

واعتبر الصحافي، أن الجدل يأتي من أن الجهة التي تطرحه هي التيار الذي خسر العديد من مواقعه الشعبية في الإطار المسيحي اللبناني من حيث نسب التصويت، فضلًا عن إشكالية إدارة بلدية بيروت التي هي بيد المكون المسلم بشكل عام.

وذهب حمادة إلى أن: "هذا المشروع لن يمر، وخاصة أن لبنان على مقربة من موعد انتهاء مهلة فترة ولاية الرئيس وانتخاب رئيس جديد، وبالتالي منذ سبتمبر/ أيلول المقبل سوف يصبح مجلس النواب في حالة انعقاد دائم، وتصبح بذلك مهمته الوحيدة هي انتخاب رئيس جمهورية جديد فقط لا غير".

واستدرك قائلًا: "هذا الأمر يأتي في خضم التموضع الشعبي والبناء على الغرائز الطائفية لتحصيل شعبية من هنا وهناك".

المصادر:
العربي
شارك القصة