بعد يومين من حملة إخلاء قامت بها الشرطة الهندية في ولاية آسام شمال شرقي البلاد، استهدفت مسلمين تتهمهم السلطات بالاعتداء على الأراضي الحكومية، والتي أسفرت عن مقتل شخصين على الأقل ووقوع عدة جرحى؛ أشارت مديرة الشرطة في دارانغ، سوشانتا بيسوا سارما، إلى أن القتيلين هما شاب يبلغ من العمر 33 عامًا (انتشر فيديو إطلاق النار عليه يوم الخميس)، وطفل عمره 12 عامًا، وكلاهما من منطقة في سيباخار.
ولدى سؤالها عن سبب وفاة الطفل، قالت سارما إنه لا يمكنها التعليق، واكتفت بالإشارة إلى انتظار التحقيق.
من جهته، ادعى رئيس الوزراء هيمانتا بيسوا سارما في حديث لوسائل إعلام محلية، اليوم الجمعة أن "عشرة آلاف شخص خرجوا بالعصي والحراب وهاجموا الشرطة"، في رده على ممارسات الشرطة.
وأدان بيسوا سارما مشاركة مصور صحافي في الاعتداء (داس على الشاب البالغ من العمر 33 عامًا)، لكنه أضاف في ما يشبه التبرير: "هذه 30 ثانية فقط من الحلقة بأكملها".
في المقابل، يصر أهالي المنطقة على أنهم نظموا "مظاهرة سلمية".
وتقول عائلات عدة إنها اشترت أرضًا في الولاية، على الرغم من أن العديد من المعاملات حدثت بدون مستندات، ما جعل صلاحيتها القانونية ضعيفة، حسب صحيفة "إنديان إكسبرس".
ويقول خالق علي، وهو أحد سكان المنطقة للصحيفة ذاتها: "لا يهم ما إذا كان لديهم أوراق أم لا. كل ما في الأمر أننا مياس (مسلمون يتحدثون البنغالية)، ويعتقدون أننا بنغلادشيون".
"اعتداء وحشي"
وكانت منصات التواصل الاجتماعي تداولت مقطع فيديو تظهر فيه قوات الشرطة الهندية وهي تطلق النار باتجاه أحد الفلاحين واسمه معين حق، ثم قامت بضربه عند سقوطه على الأرض.
وشارك في الاعتداء مصور صحافي داس على جسد الرجل المرمي على الأرض.
In the name of Eviction people are killed in #Assam. Horrific Visuals. We want strong action against that cameraman.@assampolice @BBCWorld @UNHumanRights @HRC pic.twitter.com/gIiFsVpagE
— Mr.J ● (@thenameis_Mr__J) September 23, 2021
وكان منزل معين، الذي يتشاركه مع والديه وزوجته وأطفاله الثلاثة (الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و9 و13 عامًا)، من بين المنازل التي تم هدمها يوم الخميس.
من جهتها، تقول عائلة معين: إنهم "لم يروا مقطع الفيديو، ولم يروا جثته حتى الآن. لا يوجد هاتف لدينا، ولم تخبرنا الشرطة بأي شيء".
وطبقاً لما ذكرته الأسرة، فقد سمع معين، أثناء تفكيك منزله، أن التسوية قد تمت مع السلطات. وتقول والدته: "ذهب ليكتشف المزيد.. الشيء التالي الذي سمعناه هو أنه مات".
وتضيف: "كان معين المعيل الوحيد في عائلتنا. زوجي كبير في السن.. والآن كيف سنكسب لقمة العيش؟".
من جهتها، تقول عائلة الشيخ فريد (12 عامًا) وهو طالب في الصف السابع، إنه غادر المنزل بعد ظهر يوم الخميس متوجهًا إلى مكتب البريد، لكنه عاد إلى المنزل ميتًا على عربة يجرها حصان.
ناشطون ينددون بالحادثة
وانتشر فيديو الاعتداء على معين حق على نطاق واسع؛ ما أثار استنكارًا على المستوى الشعبي، كما ندد به ناشطون وحقوقيون على منصات التواصل الاجتماعي.
Same! Cartoon done for subscribers. Here's the Patreon link https://t.co/I9eJU1a0mJ pic.twitter.com/GKNijS7Tza
— Satish Acharya (@satishacharya) September 24, 2021
‘Terror Force’ of fascist, communal & bigoted Govt. shooting at its own citizens. Also, who is the person with camera? Someone from our ‘Great Media’ orgs? The appeal of these villagers, against eviction, is pending in the High Court. Couldn’t the Govt wait till court order? pic.twitter.com/XI5N0FSjJd
— Ashraful Hussain (@AshrafulMLA) September 23, 2021
Jackboots!#brutalkilling #innocentkilling #assamese #criminalmedia #policebrutality https://t.co/FMwNORgGWR pic.twitter.com/aIs3Pfg0GU
— Mir Suhail (@mirsuhail) September 23, 2021
التحقيق في الحادثة
بدوره، قال المدير العام لشرطة آسام: إنه يقيّم الوضع على الأرض. وأعلن أن "المصور الذي شوهد وهو يعتدي على رجل مصاب في الفيديو قد اعتقل".
وأضاف في تغريدة عبر تويتر أنه "أوعز إلى إدارة البحث الجنائي بالتحقيق في الأمر بناء على تعليمات رئيس وزراء ولاية آسام".
Currently in Sipajhar, taking stock of the ground situation. The cameraman who was seen attacking an injured man in a viral video has been arrested. As per wish of Hon. CM @himantabiswa I have asked CID to investigate the matter. Cameraman Bijoy Bonia is in @AssamCid 's custody.
— DGP Assam (@DGPAssamPolice) September 23, 2021
استهداف متكرر
وتأتي عمليات الإخلاء في الولاية بعد زيارة قام بها هيمانتا بيسوا سارما، رئيس وزراء آسام، إلى المنطقة في يونيو/ حزيران الماضي.
وكان أحد وعود حكومة حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي الحاكم قبل وصوله إلى السلطة لولاية ثانية في مايو/ آيار، "تحرير الأراضي الحكومية من المتعدين"، وتخصيصها لـ"السكان الأصليين الذين لا يملكون أرضًا" في الدولة.
وبعد "حملة التطهير" في ولاية آسام، كتب سارما على تويتر أنه "سعيد". وأثنى على إدارة المقاطعة والشرطة لـ"طرد 800 أسرة، وهدم 4 مبانٍ دينية غير قانونية ومجمع خاص في سيباخار".
وكان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان اتهم الهند أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي، بـ"نشر الإرهاب" بحق المسلمين.
وقال خان في خطابه الذي ألقاه عبر الفيديو: إنّ "أسوأ أشكال الإسلاموفوبيا وأكثرها انتشارًا تسود حاليًا في الهند"، وهي تطال قرابة 200 مليون مسلم يعيشون في هذا البلد.
كما اتهم رئيس الوزراء الباكستاني نظيره الهندي ناريندرا مودي بأنه يريد "القضاء على مسلمي الهند".