فيديو قديم لترمب وزيلينسكي يعاود الانتشار من جديد.. ما قصته؟

انتشر خلال الساعات الماضية، فيديو قديم على تويتر يظهر فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وهو يبدو منزعجًا "ومشمئزًا"، من اقتراح الرئيس السابق دونالد ترمب آنذاك بأن يجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحل "مشكلتهما".

ووفق موقع "إنسايدر"، تم التقاط الفيديو خلال اجتماع يوم 25 سبتمبر/ أيلول 2019، بين زيلينسكي وترمب الذي كان رئيسًا للولايات المتحدة، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. 

في ذلك الوقت، تصدر الاجتماع الأخبار لسبب آخر على وجه التحديد، وهو تسريب مذكرة مروعة توثق مكالمة بينهما حصلت يوم 25 يوليو/ تموز سعى خلالها ترمب للضغط على نظيره، وطلب "خدمة" منه، وهي المشاركة في تحقيق عن المرشح الرئاسي الديمقراطي آنذاك جو بايدن وعائلته، وتحديدًا ابنه هانتر بايدن مقابل الحصول على مساعدات.

وكان زيلينسكي يسأل وقتها عن المساعدة العسكرية الأميركية المقررة لأوكرانيا، والتي جمدها ترمب قبل أيام من المكالمة، فطلب الرئيس الجمهوري السابق من الرئيس الأوكراني التعاون مع المدعي العام الأميركي وليام بار في تحقيق يتعلق بـ"الفساد".

وكان الصحافي آرون روبار قد نشر الفيديو في البداية عام 2019، قبل أن يعاد تغريده من قبل المؤرخة هيذر كوكس ريتشاردسون، الأستاذة في كلية بوسطن، يوم أمس الثلاثاء.

ترمب يقايض على أمن كييف

أما السبب خلف هذه الضجة التي أحدثها الفيديو القديم، فهو أن البيت الأبيض بعهد ترمب أوقف ما يقرب من 400 مليون دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، والتي كانت مخصصة لحماية كييف ضد أي عمل عسكري روسي وهو الأمر الذي تعاني منه أوكرانيا اليوم.

ومضى ترمب خلال اجتماعه مع زيلينسكي في إلقاء اللوم على سلفه الرئيس باراك أوباما في ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 والقتال الذي حصل شرق البلاد بين أوكرانيا والانفصاليين المدعومين من روسيا.

يذكر أن مجلس النواب الذي كان يهيمن عليه الديمقراطيون حينها عزل ترمب بعد التحقيق في الواقعة بتهمة حجبه المساعدات العسكرية عن البلاد "لمصالح شخصية"، لكن عاد وبرأه مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون. 

أسلوب العصابات

ووقتها أكد رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي النائب الديمقراطي آدم شيف أن المكالمة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تبدو شبيهة بأسلوب ابتزاز العصابات، وذلك بعد أن نشر البيت الأبيض النص الرسمي للمكالمة في محاولة لتبرئة الرئيس.

وأظهر مضمون المكالمة الهاتفية التي نشرها البيت الأبيض أن ترمب طلب فعلًا التحقيق في شأن خصمه جو بايدن، واقترح على نظيره الأوكراني أن يتعاون في هذا السياق مع محاميه رودي جولياني ووزير العدل الأميركي بيل بار.

وحينها كشف مراسل "العربي" رافد جبوري من واشنطن أن التحقيق مع ترمب بهذه المسألة من قبل البرلمان أتى بتهمة مخالفته للقانون وخيانة مبادئ الرئاسة والقسم الرئاسي، إذ يعدّ هذا الضغط الذي مارسه على زيلينسكي "تقويضًا للأمن القومي الأميركي وانتهاكًا للدستور"، بحسب ما أكّدت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي.