الخميس 3 أكتوبر / October 2024

فيديو من داخل الطائرة وثق لحظة الكارثة.. النيبال: لا أمل بالعثور على ناجين

فيديو من داخل الطائرة وثق لحظة الكارثة.. النيبال: لا أمل بالعثور على ناجين

شارك القصة

نافذة إخبارية ترصد تحطّم طائرة في النيبال (الصورة: غيتي)
عثرت السلطات الباكستانية حتى الآن على 68 جثة وتواصل العمل بحثًا عن أربع جثث أخرى إثر الكارثة التي لا تزال اسبابها مجهولة حتى اللحظة.

أعلنت السلطات النيبالية أن الأمل بالعثور على ناجين في حادث تحطم طائرة بات "معدومًا"، معلنة يوم حداد وطني، جراء أسوأ كارثة جوية يشهدها البلد الواقع في جبال الهملايا منذ عام 1992.

ويواصل عناصر الإنقاذ النيباليون البحث عن الجثث في حطام الطائرة "آي تي آر 72" التابعة لشركة الطيران "ييتي"، والآتية من العاصمة كاتماندو، والتي كانت تقل 72 شخصًا هم 68 راكبًا وأربعة من أفراد الطاقم.

وسقطت الطائرة في واد عمقه 300 متر بين مطار بوخارا القديم الذي بني عام 1958 والمطار الدولي الجديد الذي افتُتح في الأول من يناير/ كانون الثاني الحالي، ويُشكّل مدخلًا لهواة النزهات الجبلية من العالم بأسره.

وأوضح تيك باهادور ك.س.، مسؤول منطقة تاكسي حيث تحطّمت الطائرة الأحد: "عثرنا حتى الآن على 68 جثة، ونبحث عن أربع جثث أخرى (..) نصلي لحدوث معجزة. لكن الأمل بالعثور على أحياء معدوم".

أسباب مجهولة

ولا يزال سبب الحادث مجهولًا، إلا أن مقطعًا مصوّرًا نُشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي، يُظهر الطائرة المجهّزة بمحركين تجنح فجأة يسارًا عند الاقتراب من مطار بوخارا مع سماع دوي انفجار قوي.

كما أظهر فيديو آخر من داخل الطائرة اللحظات الأولى قبل سقوطها في وادٍ يبلغ عمقه 300 متر.

واستخدم الجنود حبالًا لانتشال الجثث من قاع الوادي حتى وقت متقدم من ليل الأحد-الإثنين قبل أن يوقفوا عمليات البحث بسبب الضباب.

وقال لسودارشان بارتولا، المتحدث باسم خطوط ييتي الجوية، إن 15 أجنبيًا كانوا في الطائرة هم خمسة هنود وأربعة روس وكوريان جنوبيان، إضافة إلى أربعة ركاب من الأرجنتين وأستراليا وفرنسا وايرلندا. أما الركاب الآخرون فنيباليون.

من جهته، قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الإثنين: "وردتنا معلومات محزنة جدًا من النيبال بتحطم طائرة تنقل الكثير من الركاب".

بدورها، أشارت "شركة آي تي آر" المصنّعة للطائرة، في بيان، إلى أن الطائرة من طراز "آي تي آر 72-500"، مؤكدة أن اختصاصييها "ملتزمون تمامًا" دعم التحقيق لشركة "ييتي".

ونشر شاهد العيان أرون تامو على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلًا مصورًا مباشرًا للهيكل الذي اشتعلت فيه النيران، وقال: "كنت أسير عندما سمعت انفجارًا مدويًا وكأن قنبلة انفجرت".

وأضاف الجندي السابق البالغ 44 عامًا: "هرع عدد منا لمعرفة ما إذا كان بالإمكان إنقاذ أي شخص. رأيت أن امرأتين على الأقل تتنفّسان. شدة النيران أخذت تزداد وكان صعبًا علينا الاقتراب منها".

مشكلة في ضمان سلامة الطيران

وشهد قطاع الطيران في النيبال ازدهارًا في السنوات الماضية، وهو يعتبر حيويًا لنقل البضائع والأفراد إلى مناطق يصعب الوصول إليها، فضلًا عن أهميته للسياح ومتسلّقي الجبال الأجانب، غير أنه واجه مشكلة في ضمان سلامة الرحلات بسبب عدم كفاءة الطيارين والنقص في الصيانة.

ومنع الاتحاد الأوروبي كل شركات الطيران النيبالية من دخول مجاله الجوي لأسباب تتعلق بالسلامة.

ويضمّ هذا البلد بعضًا من أصعب المدرّجات، إذ تحيط بها قمم يشكّل الاقتراب منها تحديًا حتى بالنسبة إلى أكثر الطيارين خبرة.

ويقول مشغّلو الطائرات إن النيبال تفتقر إلى المنشآت التي تتيح توقّع الأحوال الجوية الدقيقة خصوصًا في المناطق الجبلية النائية.

كما يتغيّر الطقس بسرعة في الجبال، ما يجعل ظروف الطيران أكثر صعوبة.

وفي مايو/ أيار الماضي، أدى تحطم طائرة "توين أوتر" (Twin Otter) تابعة لشركة "تارا" النيبالية إلى مقتل 22 شخصًا بُعيد إقلاعها من بوخارا. وعُثر على الحطام بعد يوم، عند حافة جبل على ارتفاع 4400 متر.

على أثر هذه المأساة، شدّدت السلطات القوانين بحيث لم يعد يُسمح للطائرات بالتحليق، إلا بعد التأكد من أن الأحوال الجوية مؤاتية طوال الرحلة.

وعرفت النيبال أسوأ الكوارث الجوية بتاريخها في سبتمبر/ أيلول 1992، عندما قضى 167 شخصًا في تحطّم طائرة "إيرباص A300" تابعة للخطوط الجوية الدولية الباكستانية لدى اقترابها من كاتماندو.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close