Skip to main content

قنبلة موقوتة تهدد العالم.. ما أهمية الإسراع في محاربة تغيّر المناخ؟

الجمعة 24 مارس 2023

حذّر أحدث تقرير صادر عن اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ من "قنبلة مناخية موقوتة"، مشيرًا إلى أن السياسة الحالية المطبقّة للحد من الانبعاثات غير كافية لتحقيق الأهداف المحددة في اتفاقية باريس للمناخ، وأن درجة حرارة الكرة الأرضية ارتفعت بمقدار 1.1 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.

وبينما أكد التقرير توافر خيارات متعدّدة ومجدية وفعالة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، عرضت شبكة "سي أن بي سي" الأميركية ثمانية رسوم بيانية تُظهر أن العمل الجماعي غير كافٍ لتحديد أهداف اتفاقية باريس، وأهمية فكرة محاربة "تغيّر المناخ" في وقتنا الحالي.

  • الجهود الحالية للحد من غازات الدفيئة غير كافية

رسم بياني يكشف ارتفاع مستويات الغازات الدفيئة حول العالم- تقرير التقييم السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ

وحذّر العلماء من أن السياسات التي تمّ تنفيذها للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري غير كافية للحفاظ على الاحترار العالمي ضمن الأهداف التي حدّدتها اتفاقية باريس للمناخ، داعين إلى القيام بالمزيد وبسرعة، من أجل الوصول إلى هذه الأهداف.

  • تأثيرات على حياة الإنسان ورفاهه

رسم بياني عن تداعيات تغيّر المناخ على الإنسان والحيوان والتنوّع البيولوجي والنظم البيئية

وأوضح التقرير أن تغيّر المناخ أدى بالفعل إلى تداعيات واسعة النطاق على كوكب الأرض، والبشر والحيوانات، وأن ما بين 3.3 مليارات و3.6 مليارات شخص "معرضون بشدة لتغيّر المناخ".

وأكدت الناشطة في مجال البيئة والتغير المناخي هلا مراد، في حديث سابق إلى "العربي"، وجود "خطر يُحدق بالعالم في حال عدم تعامل الدول بجدية مع الأمر"، مشيرة إلى أن "لا جدية في تعامل الدول الكبرى مع ملف المناخ"، ومؤكدة ضرورة العمل بشكل عاجل ومستدام لدرء الخطر.

  • كيفية معالجة تغيّر المناخ تحدد كيفية تأثر الأجيال المقبلة

رسم بياني عن تداعيات تغيّر المناخ على الأجيال المقبلة

وحذّر التقرير من أن أسوأ تداعيات تغيّر المناخ سنلمسها في حياة أصغر البشر.

ووجدت دراسة استقصائية نشرتها مجلة "لانسيت" عام 2021، شملت 10 آلاف شاب تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عامًا في عشرة بلدان (أستراليا، والبرازيل، وفنلندا، وفرنسا، والهند، ونيجيريا، والفلبين، والبرتغال، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة) أن 59% من الشباب كانوا "قلقين للغاية من تغيّر المناخ، وأن 84% منهم يشعرون بقلق متوسط".

  • تغيّر المناخ ليس ثنائيًا، لأن كل جزء صغير من الاحتباس الحراري يجعل الأمور أكثر خطورة

رسم بياني عن التغيّرات المتوقّعة في درجة الحرارة ورطوبة التربة وهطول الأمطار عند مستويات الاحترار العالمي البالغة 1.5

على سبيل المثال، في العصر الجليدي الأخير منذ حوالي 20 ألف عام، كانت درجات الحرارة أبرد بـ 5 إلى 6 درجات مئوية من عصر ما قبل الصناعة. وكانت هناك صفائح جليدية ضخمة في أميركا الشمالية وأوروبا، وكان مستوى سطح البحر أقلّ بنحو 400 قدم مما هو عليه الآن بسبب ظروف التجميد، وسار الماموث الصوفي في المناظر الطبيعية للتندرا.

أما الآن، يُشير التقرير إلى أنّ درجة حرارة الكرة الأرضية ارتفعت بمقدار 1.1 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. وعلى الرغم من أن عُشر الدرجة قد لا يبدو كثيرًا عند التفكير في درجة الحرارة في غرفة المعيشة الخاصة بالانسان، إلا أنّ لهذا التغيير تأثير هائل على الكوكب.

وفي هذا الإطار، قال جافين شميدت من معهد "جودارد لدراسات الفضاء" التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، لشبكة "سي أن بي سي"، إن كوكب الأرض الآن مختلف جدًا. فعندما نقول إن درجة حرارة الكوكب زادت عن درجة مئوية واحدة في الأعوام المئة الماضية، فهذا يُمثّل خُمس الفرق بين ذلك الوقت والعصر الجليدي".

  • تغيّر المناخ يختلف بين بلد وآخر وإنسان وآخر

رسم بياني يرصد تأثير تغيّر المناخ على الحيوانات والنبات، والإنسان، وإنتاج الغذاء على مستويات مختلفة من الاحتباس الحراري

يتعرّض الناس والحيوانات في بعض المواقع لمخاطر أكبر بكثير من غيرها. كما سيؤثر تغيير طفيف في متوسط ​​التغير في درجة حرارة الأرض، على مجموعات سكانية مختلفة وبشكل مختلف. والسكان الذين ساهموا بأقل قدر في الاحتباس الحراري هم الأكثر تضررًا.

وأشار التقرير إلى أن حوالي نصف سكان العالم يعيشون في مناطق معرّضة بشدة لتغيّر المناخ. وخلال العقد الماضي، كانت الوفيات الناجمة عن الفيضانات والجفاف والعواصف أعلى بـ 15 مرة في المناطق المعرضة بشدة للخطر.

  • الحاجة إلى تغيير أكبر الصناعات في العالم

يسلط هذا الرسم البياني الضوء على التأثير المناخي النسبي للاستجابات والتكيفات المختلفة

تحتاج أكبر الصناعات في العالم، بما في ذلك إنتاج الطاقة والغذاء، إلى التغيير.

وقال الأمين العالم للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس: "لأن جهود التخفيف من آثار تغير المناخ غير كافية، فان البشرية تعيش على جليد رقيق، وهذا الجليد يذوب بسرعة"، لكنّه في الوقت نفسه، أوضح أن الوصول إلى الهدف المنشود من اتفاق باريس "لا يزال قابلًا للتحقيق".

وأضاف: "لم نكن أبدًا مجهّزين بشكل أفضل لإيجاد حل للتحديات المناخية، لكن يجب أن نتحرك الآن بسرعة".

  • هذا العقد حاسم. وسيحدّ المزيد من التكيّف الاستباقي من الأضرار

يرصد الرسم البياني مخاطر الطقس المتطرف، وارتفاع مستوى سطح البحر والعديد من التأثيرات الأخرى

وأكد التقرير أن الإسراع في إيجاد الحلول أمر حتمي، لأن العقد المقبل حاسم. فإجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يمكن تحقيقها في هذا العقد، تُحدّد إلى حد كبير ما إذا كان الاحترار يمكن أن يقتصر على 1.5 درجة مئوية أو درجتين مئويتين".

وأضاف التقرير أن بعض التأثيرات لا يمكن تجنبها و/ أو لا رجعة فيها، ولكن هذه الآثار يمكن أن تكون محدودة من خلال خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمي العميق والسريع والمستدام"، مشيرًا إلى أن "بعض خيارات التكيّف الممكنة الآن ستُصبح مقيّدة وأقلّ فاعلية مع زيادة الاحتباس الحراري".

ولذلك، يجب أن تكون كل دولة جزءًا من الحل.

  • نافذة محدودة لبناء مستقبل مستدام

يوضح هذا الرسم النافذة المحدودة للتخفيف من تغيّر المناخ بما يكفي لتمكين مستقبل مستدام.

وقال التقرير: "هناك فرصة تُغلق بسرعة لتأمين مستقبل صالح للعيش ومستدام للجميع. ستؤثر الانبعاثات المستمرة بشكل أكبر على جميع مكونات نظام المناخ الرئيسية، وستكون العديد من التغييرات لا رجعة فيها في النطاقات الزمنية من المئوية إلى الألفية، وستصبح أكبر مع زيادة الاحترار العالمي".

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة