Skip to main content

كان خائفًا من الخروج.. إنقاذ طفل أوكراني قبع 87 يومًا في قبو

الإثنين 23 مايو 2022

أجلى الجيش الأوكراني آخر طفل كان يقبع في قبو قرية كوتوزيفكا شرقي أوكرانيا حيث أمضى وعائلته 87 يومًا منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي.

وذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية أن الطفل تيموفي سيدوف (8 سنوات) لم يكن يرغب في الخروج من القبو، خوفًا من النيران الروسية؛ إلى أن أقنعته والدته ريتا سوتنيكوفا وامرأة أخرى بالمغادرة.

وقالت الوالدة للصحيفة: "عندما أخرجنا تيموفي من الملجأ، ظلّ يمسك بيدي؛ ويقول أمي دعينا نعود إلى الداخل ونختبئ".

وذكرت الصحيفة أن الجيش الأوكراني وفّر ممرًا آمنًا لإجلاء عائلة الطفل بعد أن كتبت عن محنتهم، ليُجري أحد القرّاء الذي يملك صلة مع منظمة "أوكرانيا الآن" غير الربحية، اتصالات لتقديم المساعدة اللوجستية.

ولم يرغب القارئ في الكشف عن هويته، لكنه قال إنه يأمل أن يتبرّع الآخرون بأموال لمساعدة تيموفي وعائلته، داعيًا إلى بذل جهد سياسي أكبر في الغرب "لمنع معاناة الملايين بسبب جنون البعض".

أمان نسبي ومستقبل مجهول

وكانت كوتوزيفكا، التي تبعد حوالي 18 كيلومترًا شرقي خاركيف، على خط المواجهة في الحرب منذ 24 فبراير/ شباط الماضي. وتمّت استعادتها من القوات الروسية قبل ثلاثة أسابيع، لكن تحريرها جاء بثمن باهظ بعد أن دمّرت المدينة وباتت أنقاضًا.

وقُصفت القرية طوال الوقت، وبقي حوالي 50 شخصًا من أصل 1500 كانوا يعيشون هناك؛ معظمهم كانوا يعيشون جنبًا إلى جنب مع تيموفي في قبو مظلم ومغبر، حيث قضى الصبي الصغير معظم وقته في رسم صور للوحوش والدبابات.

والآن، يتجه تيموفي إلى الأمان النسبي في غرب أوكرانيا تمهيدًا للاستقرار في زيورخ السويسرية، حيث وصل أكثر من 40 ألف لاجئ أوكراني منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا.

ولا يزال مستقبل العائلة مجهولًا على الرغم من نجاح عملية الإجلاء، حيث يتطلّعون إلى إعادة توطينهم في بلد غريب من دون مال أو القدرة على التحدّث باللغات المحلية. ومع ذلك، قالت ريتا إن الأسرة لم يكن لديها خيار سوى الفرار من القتال.

تداعيات على صحة الطفل

وقالت ريتا: "في البداية، لم يرغب تيموفي في مغادرة كوتوزيفكا. لقد كان منزعجًا جدًا عندما أخبرناه أننا سنغادر. أعتقد أنه خائف الآن من السفر. كان خائفًا من القصف المدفعي عندما نُقلنا من كوتوزيفكا إلى خاركيف".

أقام الطفل في قبو مظلم مع 23 شخصًا آخر - الغارديان

وأوضحت أن صحة طفلها بدأت في التراجع بعد الإقامة في قبو مظلم مع 23 شخصًا آخر في مساحة 40 × 5 أمتار تحت أنقاض روضة أطفال ومركز طبي من طابقين.

وقالت الوالدة: "فحص طبيب تيموفي، وشخّص إصابته بحساسية من غبار القبو الذي كان يتنفّسه طوال الوقت".

وأضافت ريتا أن اتخاذ قرار مغادرة كوتوزيفكا كان صعبًا، على الرغم من تأكيدها أنها الخطوة الصحيحة، مع خروجهم من الطابق السفلي لرؤية الحجم الكامل للضرر الذي لحق بقريتها.

وقالت: "عندما كنا نحزم أمتعتنا، كانت أمي تبكي طوال الوقت. بكت طوال الطريق من كوتوزيفكا إلى محطة سكة حديد خاركيف، بعد أن شاهدنا الدمار الذي أصاب قريتنا".

وأملت ريتا أن تتمكن في المستقبل في مساعدة الآخرين على الفرار، قائلة: "إذا كان بإمكاني، سأساعد الناس أيضًا، سأصطحبهم إلى أماكن آمنة، وسوف أساعدهم على الاستقرار. فبعد أن عانينا من كل هذا الرعب في كوتوزيفكا، أدركت مدى أهمية الإخلاء للأشخاص من الأماكن الخطرة".

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة