الأربعاء 8 مايو / مايو 2024

مشروع بيئي متطور.. كيف نجحت زيورخ بالتخلي عن الغاز الروسي؟

مشروع بيئي متطور.. كيف نجحت زيورخ بالتخلي عن الغاز الروسي؟

Changed

تقرير يرصد فشل أوروبا في الاستغناء عن الغاز الروسي (الصورة: موقع مدينة زيوريخ)
يبدو أن هناك دعمًا واسعًا لخطة زيورخ مع اتهام روسيا بتحويل الغاز الروسي إلى سلاح في يد الكرملين للضغط على الدول الأوروبية.

بينما يناقش المسؤولون الأوروبيون فكرة الاستغناء عن واردات الغاز الطبيعي من روسيا، اتخذت مدينة زيورخ السويسرية خطوات طموحة للتخلص من تبعيتها لموسكو في مجال الطاقة.

وذكرت الإذاعة الوطنية العامة في الولايات المتحدة أن خطة زيورخ لتوفير المال ومكافحة تغير المناخ، أثارت جدلًا عند انطلاقها قبل عقد من الزمن.

لكن اليوم، ومع قيام سكان المدينة بتركيب بدائل تسخين لا تستخدم الغاز، يبدو أن هناك دعمًا واسعًا لزيورخ في هذا الإطار بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، خاصة مع تحوّل الغاز الروسي سلاحًا في يد الكرملين للضغط على الدول الأوروبية.

وتستورد سويسرا حوالي نصف إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا.

وقال المتحدث باسم شركة الغاز المملوكة لمدينة زيورخ "Energie 360°" راينر شون للإذاعة: "لقد تغيّرت المواقف بشكل كبير؛ اليوم، الناس يريدون الابتعاد عن الغاز الأحفوري".

نظام بسيط

تحركت زيورخ، مدفوعة جزئيًا بالتأثيرات الاقتصادية، للتخلّي عن الغاز، حيث أرادت توسيع نظام "تدفئة المنطقة" الذي يستخدم الحرارة الزائدة من محرقة النفايات الموجودة على أطراف المدينة، وهو مصنع حديث مجهّز بأحدث تقنيات التحكّم في التلوث، ولا يتطلب مصادر تمويل كبيرة جدًا مقارنة بالغاز المستورد من روسيا.

ويعمل هذا النظام ببساطة، حيث يتمّ حرق النفايات والأخشاب لتسخين المياه، ثم تدور تلك المياه الساخنة عبر الأنابيب تحت الأرض، لتصل إلى المنازل والشركات التي تستخدمها مصدرًا للحرارة.

وبالرغم من أن الآلية النظيفة التي تستخدمها الآن تفي بالطلب على التدفئة محليًا، لم تغلق زيورخ حتى الآن البنية التحتية للغاز الطبيعي.

وقالت مفوضة الطاقة في زيورخ سيلفيا بانفي فروست للصحيفة إنه ليس من المنطقي بالنسبة للمدينة أن تحافظ على أنابيب الماء الساخن والغاز جنبًا إلى جنب، لكن الأمر الآن محل دراسة، في إشارة إلى سعي المدينة للاستغناء الكلي عن الغاز الروسي.

عام 2011، أعلن مسؤولو المدينة أنهم سيبدؤون بإغلاق خدمة الغاز في غضون خمس سنوات في جزء واحد من المدينة تتمّ خدمته جيدًا عن طريق تدفئة المنطقة. لكن الخطوة، قُوبلت برفض السكان المتخوّفين من عدم قدرة النظام الجديد على  تلبية احتياجات المدينة خلال فصل الشتاء البارد. وهذه المنطقة، التي كانت تهيمن عليها الصناعة والمباني السكنية تاريخيًا، هي موطن لـ 93000 شخص.

مفيد للبيئة

ولذلك، تراجع المسؤولون، ووعدوا بتعويض الأشخاص الذين اضطروا إلى استبدال أفران الغاز التي كان عمرها أقلّ من 20 عامًا. وأخّرت زيورخ أيضًا بدء إيقاف تشغيل الغاز حتى عام 2021، إلا أن المشروع (التخلّي الكلي عن الغاز) أصبح الآن قيد التنفيذ.

قام إرنست دانر، وهو عضو في برلمان مدينة زيورخ من حزب الشعب الإنجيلي الوسطي، بتركيب مضخّة حرارية كهربائية تستمدّ الدفء من المياه الجارية عبر الأنابيب الموجودة تحت الأرض. وهذه الآلية، كلّفته ما يزيد قليلًا عن 40 ألف دولار بعد الإعفاءات الضريبية وإعانات المدينة، لكنها خفّضت فاتورة التدفئة إلى النصف.

وقال دانر في حديث للإذاعة الأميركية: "النظام يعمل على مدار العام، وهو مفيد للبيئة بشكل أكبر"، مضيفًا أن العديد من جيرانه قاموا بتركيب مضخات حرارية أقل تكلفة من "مصدر الهواء" والتي تسحب الحرارة من الهواء الخارجي، وجميعهم سعداء جدًا بمضخّاتهم الحرارية، إنها جيدة جدًا".

عام بعد عام، تخطط زيورخ لتوسيع نظام تدفئة المناطق وإغلاق خدمة الغاز في أحياء إضافية. في غضون 20 عامًا، ووفقًا للخطة طويلة المدى، سينتهي حرق ما يسميه مسؤولو المدينة "الغاز الأحفوري".

وقالت فروست: إن خطوط أنابيب الغاز قد تبقى في وسط المدينة التاريخي، لكنها تتوقع أنها ستحمل الغاز الحيوي المأخوذ من روث الحيوانات أو مصادر مماثلة.

من جهته، قال راينر شون من "Energie 360°": "هناك إجماع واسع في زيورخ على أن (الغاز) ليس المستقبل ولا يمكن أن يكون كذلك".

وعزّز الهجوم الروسي على أوكرانيا هذه الآراء. وقال دانر: "أعتقد أننا يجب أن نتوقّف عن شراء الغاز من روسيا. ستكون لدينا مشكلة في الإمداد، لكن يمكننا أن نعيش بدونها".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close