Skip to main content

كورونا سرّع الخطى.. لقاحات السرطان وأمراض القلب ستتوفر بحلول 2030

السبت 8 أبريل 2023

توقّع علماء أن تكون لقاحات السرطان، وأمراض القلب، والأوعية الدموية، وأمراض المناعة الذاتية، جاهزة بحلول عام 2030، بعدما نجحت الأبحاث العلمية السريعة في التوصّل إلى لقاح لفيروس كوفيد 19 خلال أشهر من انتشاره.

وباستخدام نفس مسار البحث العلمي لفيروس كورونا، يأمل علماء أن يكونوا قادرين على إنقاذ ملايين الأرواح من خلال مجموعة رائدة من اللقاحات الجديدة للأمراض المستعصية.

وذكرت صحيفة "الغارديان" أن شركات الأدوية كثفت من أبحاثها وتجاربها لتطوير لقاحات لهذه الأمراض في السنوات المقبلة.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قال العالمان التركيان أوغور شاهين وأوزليم توريتشي، اللذان طوّرا لقاح "فايزر -بيونتك" المضاد لفيروس كورونا، إنّ عملهما مكّنهما من تطوير أبحاثهما لتطوير لقاح ضد السرطان عبر تمكين جهاز المناعة من التعرّف على الخلايا السرطانية والقضاء عليها.

بدوره، أعرب بول بيرتون، كبير المسؤولين الطبيين في شركة الأدوية "موديرنا"، أن الشركة ستكون قادرة على تطوير لقاحات للكثير من الأمراض في أقلّ من خمس سنوات.

وتعمل الشركة، التي نجحت في تطوير لقاح كورونا، على تطوير لقاحات للسرطان تستهدف أنواعًا مختلفة من الأورام.

وأكد بيرتون للصحيفة أنّ لقاحات السرطان ضد أنواع مختلفة من الأورام ستكون فعّالة وستُنقذ الملايين من الأرواح، كما أنه قد يكون من الممكن علاج التهابات الجهاز التنفّسي المتعدّدة بحقنة واحدة، مما يسمح بحماية الأشخاص المعرّضين للخطر من فيروس كوفيد والإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي (RSV).

وأعرب عن اعتقاده بأنّ السنوات المقبلة ستشهد توافر علاجات تعتمد على الحمض النووي الريبي للأمراض النادرة التي لم تكن قابلة للعلاج في السابق، مضيفًا أنه بعد 10 سنوات من الآن، سيكون من الممكن تحديد السبب الجيني للمرض، وعلاجه عبر تقنية تعتمد على الحمض النووي الريبي المرسال "mRNA"، وهي نفس التقنية التي اعتمدت في التوصل إلى لقاح كوفيد.

كيف يعمل اللقاح المستقبلي للسرطان؟

ومن شأن لقاح السرطان القائم على الحمض النووي الريبي أن ينبّه الجهاز المناعي إلى السرطان الذي ينمو بالفعل في جسم المريض، حتى يتمكّن من مهاجمته والقضاء عليه، دون تدمير الخلايا السليمة.

ويتضمّن ذلك تحديد أجزاء البروتين على سطح الخلايا السرطانية غير الموجودة في الخلايا السليمة، وسيقوم الحمض النووي الريبي بتوجيه الجسم إلى كيفية إنتاجها.

وفي هذا الإطار، يقوم الأطباء بفحص خزعة من ورم المريض لتحديد تسلسل مادته الوراثية، ومن ثم تحديد الطفرات غير المتواجدة في الخلايا السليمة. ثم تُحدّد خوارزمية التعلّم الآلي (نوع من أنواع الذكاء الاصطناعي) أيًا من هذه الطفرات مسؤولة عن نمو السرطان، واعتمادًا على ذلك سيتم تصنيع اللقاح.

وأكد بيرتون أنّ الأبحاث في مجال لقاحات كوفيد، أثبتت أن الحمض النووي الريبي يُمكن استعماله لعلاج أمراض السرطان، وليس فقط ضد الأمراض المعدية.

لقاحات واعدة

وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت "موديرنا" تطوير حقنة تعتمد تقنية "أم آر أن آي" الحمض النووي الريبي المرسال توضع مباشرة في قلوب مرضى النوبات القلبية وقصور القلب.

وفي فبراير/ شباط الماضي، منحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية "FDA" تصنيف "علاج واعد" للقاح السرطان من شركة "موديرنا"، بناء على النتائج الأخيرة لدى المرضى الذين يعانون من سرطان الجلد الميلانيني. ولا يعد التصنيف موافقة نهائية، بل إقرارًا بأن الفوائد تفوق الأضرار ويسمح بتسريع الأبحاث والتجارب لتوفير الدواء للعامة.

من جهتها، بدأت شركة "فايزر" بالتعاون مع شركة "بايونتيك" الاستعداد لإجراء المرحلة الأخيرة من التجارب السريرية للقاح الإنفلونزا القائم إلى الحمض الريبي، وتضع نصب أعينها الأمراض المعدية الأخرى، بما في ذلك القوباء المنطقية.

ورغم هذا التسارع العلمي الكبير في السنوات الأخيرة، إلا أن العلماء يحذّرون من أن ذلك يُمكن أن يتوقف أو يتباطأ في حال انخفض الاستثمار والتمويل.

وفي هذا الإطار، قال البروفيسور أندرو بولارد، مدير مجموعة "أكسفورد" للقاحات ورئيس اللجنة البريطانية المشتركة للتطعيم والتحصين (JCVI)، إنّ "الأوبئة تُشكّل تهديدًا أكبر من التهديد العسكري. لكنّ الحكومات لا تستثمر حتى المبلغ الذي يُكلّفه بناء غواصة نووية واحدة".

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة