Skip to main content

"لم تُعد بشكل جيد".. ليز تراس تقر بضعف خطة التخفيض الضريبي

الإثنين 3 أكتوبر 2022

اعترفت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس، اليوم الأحد، بأنه كان عليها "أن تعد بشكل أفضل" لخطة خفض الضرائب التي أثارت اضطرابات في السوق، قبل مواجهة حزبها الذي يتصاعد فيه الغضب في المؤتمر السنوي للمحافظين.

وتحدثت تراس بعد أقل من شهر على توليها رئاسة الحكومة لهيئة "بي بي سي" من برمنغهام في وسط إنكلترا مؤكدة أن خططها المثيرة للجدل ستعيد النمو الاقتصادي إلى بريطانيا التي تواجه تضخمًا غير مسبوق منذ عقود وركودًا وشيكًا.

وأشارت تراس إلى أنها تلتزم بالحزمة التي أعلنّا عنها، لكنها أقرّت بأنه كان ينبغي عليها الإعداد بشكل أفضل، مشيرة إلى أنها "تعلّمت" من هذه التجربة.

"خطط للتعامل مع أزمة الطاقة والتضخم"

وأضافت رئيسة الحكومة البريطانية الجديدة أن "لدينا خطة واضحة للمضي قدمًا للتعامل مع أزمة الطاقة والتضخم، ولكن أيضًا لتنمية الاقتصاد على أُسس جيدة على المدى الطويل".

وذُهل عدد من نواب حزب المحافظين، بمن فيهم أنصار ريشي سوناك - منافسها في الحملة من أجل رئاسة الحزب - بعد خطة التخفيض الضريبي الهائلة التي كشفتها الأسبوع الماضي رئيسة الوزراء ووزير المال في حكومتها كواسي كوارتينغ.

ونتج عن إعلان الخطة حالة ذعر في الأسواق وانخفض سعر صرف الجنيه إلى أدنى مستوى له وانتقد صندوق النقد الدولي المشروع بينما اضطر البنك المركزي إلى التدخل بشكل عاجل لتهدئة الأمور.

وبعد ظهور تراس على "بي بي سي"، وصف النائب المحافظ مايكل غوف مباشرة عبر المحطة نفسها الخطط بأنها خاطئة "لدرجة عميقة"، مشيرًا إلى أنه سيكون هناك حاجة لـ"تصحيح المسار".

"صمت تراس المحرج"

وبعد أيام من الصمت في مواجهة الموقف، تحدثت ليز تراس إلى عدد من المحطات المحلية الخميس بعدما أحدث صمتها المحرج ضجيجًا أكثر من محاولاتها العبثية للدفاع عن سياستها.

واعترفت الجمعة بحدوث "اضطرابات" لكنها استبعدت التراجع عن الخطة، مؤكدة في صحيفة "ذي صن" أنها تنوي معالجة قضية الدين العام "بقبضة من حديد".

وكررت تراس الأحد: "نحن بحاجة إلى خفض الاقتراض كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي على الأمد المتوسط، ولدي خطة للقيام بذلك".

وظهور تراس هذا على "بي بي سي" الأحد هو الأول في محطة تغطي كل البلاد، منذ كشف كواسي كوارتينغ عن "ميزانيته المصغرة" في 23 سبتمبر/ أيلول.

وأفاد استطلاع آخر للرأي نشرت نتائجه الجمعة بأن أكثر من نصف البريطانيين (51 بالمئة) يعتبرون أن رئيسة الوزراء يجب أن تستقيل.

مظاهرة ضد سياسة الحكومة

وتراجع حزب المحافظين في استطلاعات الرأي مع تقدم المعارضة العمالية بفارق 33 نقطة حاليًا، حسب دراسة نشرها معهد "يوغوف" الخميس، في سابقة لم تسجل منذ تسعينيات القرن الماضي وعهد توني بلير رئيس الوزراء العمالي السابق.

في هذه الأجواء القاتمة، يرجح أن يعقد المحافظون مؤتمرهم السنوي مفككين. فلن يتوجه ريشي سوناك ولا رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون إلى برمنغهام لحضور الاجتماع.

وتجمع المئات الأحد في برمنغهام احتجاجًا على سياسة الحكومة. وهاجمت لافتات رفعت حزب المحافظين فيما هتف آخرون: "افرضوا ضرائب على الأغنياء وليس على الفقراء".

وقال المتظاهر ميكاليس لاي (31 عامًا): "إنها تخفض الضرائب على الأثرياء وتمولها من جيوب الفقراء. هذا غير أخلاقي".

وبعد التظاهرات في برمنغهام ومناطق أخرى في البلاد نهاية الاسبوع، سيلقي كواسي كوارتينغ كلمة في المؤتمر الإثنين، بينما يختتم التجمع الأربعاء بكلمة لتراس.

وكشفت وسائل الإعلام البريطانية أن رسائل التحدي تتدفق بالفعل ضد رئيسة الحكومة الجديدة التي جعلت جزءًا من أعضاء الحزب يندمون على عهد جونسون.

وبالعكس، يعتقد آخرون أنه يجب توحيد الصفوف لتجنب انتخابات تشريعية مبكرة بأي ثمن لأن من شأنها أن تشهد انهيار حزب المحافظين.

المصادر:
العربي - أ ف ب
شارك القصة