Skip to main content

مباراة من ذاكرة "اليورو".. حين صاح الديوك آخر المساء في نهائي 2000

الجمعة 18 يونيو 2021
لاعبو منتخب فرنسا يحتفلون ببطولة أوروبا عام 2000

لا تزال المباراة النهائية في كأس أمم أوروبا عام 2000 راسخة في ذاكرة عشاق لعبة كرة القدم ومشجعي المنتخبين الفرنسي والإيطالي على امتداد الكرة الأرضية؛ إذ حملت المباراة أكثر من تحول دراماتيكي، قادته مجموعة من نجوم اللعبة آنذاك على رأسهم زين الدين زيدان

فرنسا زيزو

فحين أطلق الحكم المغربي الراحل سعيد بلقولة صافرة نهاية المباراة النهائية لكأس العالم 1998 في فرنسا، أصبح لاعبو منتخب فرنسا نجومًا فوق العادة في العالم كله، بعد أن هزموا البرازيل بثلاثية نظيفة، وتُوجوا أبطالًا للمرة الأولى في تاريخ المسابقة. فتهافتت الفرق الكبيرة للتعاقد معهم وانتشرت صورهم ومقابلاتهم على شاشات التلفزة.

ولم تكن فرنسا قد اعتلت قبل ذلك اللقب منصة التتويج، سوى حين تمكّن "ساحرها" ميشال بلاتيني من انتزاع لقب كأس أوروبا عام 1984، بعد أن قاد منتخب الديوك وسجل 9 أهداف خلال المسابقة منها 2 "هاتريك".

ووضعت فرنسا، بطلة العالم 1998، مسابقة الـ "يورو" نصب عينيها بقيادة زيزو "العبقري"، الذي منحها اللقب العالمي، وخلفه 18 لاعبًا من المنتخب، بإشراف المدرب روجيه لومير.

وكان أبرز لاعبي المنتخب الفرنسي في المسابقة: باتريك فييرا، لوران بلان، ديشامب "المدرب الحالي"، مارسيل ديسايي، تييري هنري، تورام، وتيريزيغه.

واستطاع منتخب الديوك اجتياز دور المجموعات رغم الانتكاسة التي تعرض لها أمام المنتخب الهولندي، الذي تفوق عليه 3-2.

وقاد "زيزو" فرنسا للإطاحة بإسبانيا في ربع النهائي ثم البرتغال في نصف النهائي بنفس النتيجة "2-1".

ثأر لم يبرد

بالمقابل لم تنس إيطاليا جرح كأس العالم 1998؛ فالمنتخب الذي وصل لقمة النضوج بتشكيلة مثالية في مونديال فرنسا، كاد يطيح بفريق "الديوك" على أرضه في مباراة لا تنسى خلال دور ربع النهائي من كأس العالم. وكان المنتخب الإيطالي يضم "سحرة" التسعينيات" ونواة جيل 2006 الذين حققوا له انتصاره الرابع في كأس العالم.

واستطاعت فرنسا أن تهزم إيطاليا في ربع نهائي المونديال عبر ضربات الترجيح بعد تعادل سلبي، وصمود الأزوري في باريس. 

إيطاليا في اليورو

ودخلت إيطاليا يورو 2000 بأحلام عريضة يتقدم منتخبها نجوم من طينة توتي، والأسطوري باولو مالديني مع ألبرتيني وكانافارو في الدفاع إلى جانب أنطونيو كونتي، ودي بياجيو، ونيستا وساحر الجماهير الإيطالية حينها ديل بييرو.

واستطاعت إيطاليا بقيادة المدرب دينو زوف أن تحرز العلامة الكاملة في دور المجموعات، وتتأهل لربع النهائي لتقصي رومانيا بهدفين نظيفين، ثم تخوض مباراة كبيرة مع هولندا على أرض الأخيرة في نصف النهائي، وتحسمها بضربات الترجيح 3-1 بعد التعادل السلبي.

وكانت إيطاليا تخشى في تلك المباراة أن تتلقى هدف الوقت الضائع بسبب نظام " الهدف الذهبي"، الذي ينهي المباراة بحال سجل أحد الفريقين خلال الوقت الإضافي. 

الليلة الكبيرة 

وفي ختام يورو 2000، التي استضافت فعاليتها كل من بلجيكا وهولندا، وعلى ملعب "فينورد ستاديوم" الهولندي، التقى الفريقان مجددًا بعد سنتين من مباراتهما الأخيرة في فرنسا.

ودخلت إيطاليا بدفاع نموذجي كالعادة، حيث لم تهتز شباكها إلا في مناسبتين من أصل 5، بالمقابل كانت الشباك الفرنسية قد اهتزت 6 مرات في المسابقة.

ولم يبد الإيطاليون تحفظًا في بداية المباراة، بل تقدموا لممارسة خطتهم المفضلة القاضية بتسجيل هدف الأسبقية وبناء جدار دفاعي بوجه مهاجمي فرنسا.

وبعد شوط أول مميز للفريقين، كان لإيطاليا ما أرادت بعد 9 دقائق من الشوط الثاني، حين قام النجم الكبير توتي بتمريرة من كعب قدمه لتاسوتي، الذي حولها عرضية للمهاجم ديل فيكيو، الذي ترجمها بدوره هدفًا داخل شباك فرنسا.

حينها، تراجعت إيطاليا لتقفل منطقتها تمامًا أمام "الديوك"، خاصة أن الفريق الأزرق يملك مهاجمين من طينة تيري هنري؛ لكن الوقت كان يلعب لصالح إيطاليا.

وقبل نهاية المباراة بدقائق، لعب المدرب الفرنسي آخر أوراقه؛ فأخرج دوغاري ودجوركاييف، وأقحم الشاب حينها تريزيغيه وسيلفان ويلتورد.

مرّ الوقت الأصلي للمباراة، ليمنح الحكم 4 دقائق بدلًا عن ضائع. تأهب لاعبو منتخب إيطاليا على مقاعد الاحتياط للاحتفال.

لكن اللحظات الأخيرة جاءت صعبة على إيطاليا. ففي آخر ثواني المباراة، أخطأ الدفاع الإيطالي في تشتيت الكرة لتصل إلى ويلتورد البديل، الذي توغل وسدد الكرة في شباك "الأزوري".

وأعاد هذا الهدف خلط أوراق المباراة، وسط "هيستريا" حقيقية في المدرجات.

تنفس "الديوك" الصعداء، ودخلت المباراة وقتها الإضافي. ومع بداية الشوط الأول، بدا واضحًا ضياع لاعبي إيطاليا بسبب إحباطهم من الهدف الذي تلقوه.

استغل الفرنسيون هذا العامل؛ وبعد 10 دقائق من بداية الشوط الإضافي الأول، وصلت الكرة عند البديل تريزيغيه، الذي سجّل هدفًا من لمسة واحدة في الشباك الإيطالية، لتنتهي المباراة "المجنونة" وفق نظام الهدف الذهبي، وتفوز فرنسا باللقب الثاني أوروبيًا.

المصادر:
العربي
شارك القصة