Skip to main content

متقي لـ"العربي": طالبان التزمت بتعهداتها والضغط الأميركي لم ينفع

الجمعة 2 سبتمبر 2022

أكد أمير خان متقي، وزير الخارجية الأفغاني، أن حكومة "طالبان" لا تريد أن تكون أفغانستان ميدان صراع مع الدول، بل تسعى إلى بناء علاقات إيجابية وبنّاءة مع كل دول العالم.

وثمّن متقي، في حديث خاص إلى "العربي"، موقف دولة قطر والوساطة التي قامت بها، والتسهيلات التي وفّرتها لإدارة الملف الأفغاني، مضيفًا أن الحركة التزمت بتعهّداتها في اتفاق الدوحة، لكن الطرف الآخر هو من أخلّ بها.

وشدّد على أن "طالبان" لم تقم بأي هجوم خلال 14 شهرًا من المدة المحدّدة لانسحاب القوات الأميركية، "بينما لم تفِ واشنطن بتعهّداتها بإزالة قيادات الحركة من القوائم السوداء للإرهاب، وبعدم التدخّل في بلادنا، وبالإفراج عن سجنائنا، ما دفعنا إلى إطلاق سراحهم بأنفسنا".

"خيارات الضغط الأميركية لم تنفع"

وأكد أن "خيارات الضغط الأميركية لم تُجد نفعًا في أفغانستان، وعلينا الآن أن نمضي قدمًا، عبر التفاوض والتعاون وتقبّل الآخر لمصلحة الطرفين من أجل تفادي تكرار التجارب الفاشلة خلال السنوات الـ20 الماضية".

واعتبر أن واشنطن تقوم بخطوات ليست في مصلحتها، وهو ما يعكس الضعف الواضح في سياستها الخارجية.

متقي أوضح أن العقوبات الأميركية على أفغانستان وتجميد الأصول الأفغانية، والعقوبات على المصارف الأفغانية، وضعت الولايات المتحدة تحت الضغط.

إلى أين وصل ملف تجميد الأصول الأفغانية؟

وأشار إلى أن أفغانستان والولايات المتحدة لم يصلا إلى نتيجة نهائية في ملف تجميد الأصول، "لأن الإدارة الأميركية تتعامل ببرودة شديدة مع هذا الملف، ولا تحرّكه إلا عندما تقع تحت الضغط الشعبي".

ومع مرور عام على تولي الحركة السلطة، أكد متقي أنه "رغم الحساسيات التي تبديها بعض الدول التي كانت لأكثر من 20 سنة تحارب تحت قيادة الولايات المتحدة والناتو في أفغانستان، تمضي الحكومة الأفغانية قدمًا بشكل جيد في علاقاتها مع دول العالم، بدليل أن هناك سفارات عديدة مفتوحة في كابل.

متقي الذي أكد أن السفارات الأفغانية تنشط في مناطق مختلفة من العالم، تحدث عن "زيارات تقوم بها وفود وهيئات من القيادات العليا من أكثر من خمسين دولة في العالم".

تحديات كبرى

وإذ أشار إلى أن السلطة السابقة أوت مقاتلي تنظيم "الدولة"، وأطلقت سراحهم قبل سيطرة الحركة على الحكم، أكد متقي أن الحالة الأمنية في أفغانستان جيدة، وهذا أمر مثالي في بلد عانى من الحروب لمدة 20 عامًا.

 وشدّد على أن الحركة تسعى إلى بناء جيش وقوات أمنية وشرطة بكفاءة عالية يعملون من أجل مصلحة الوطن لا الأجانب، مشيرًا إلى انضمام الكثير من الضباط السابقين في صفوف الجيش الأفغاني، وأن الحركة تستفيد من وجودهم، مؤكدًا أن قرارات الحركة ستكون طبقًا للشريعة الإسلامية.

ولفت متقي إلى أن أكبر التحديات التي تواجه الحركة، هي أنها أمام بلد مزّقته حروب أربعين عامًا، وشهد تراجعًا على كل المستويات، ويعاني من اقتصاد ممزّق ومنهار، مشددًا على أن الحكومة تجتهد لإخراج البلاد من أيدي الفاسدين.

المصادر:
العربي
شارك القصة