Skip to main content

متقي يتهم واشنطن بـ"الإخلال" باتفاق الدوحة.. كيف يبدو المشهد الأفغاني؟

السبت 3 سبتمبر 2022

قال وزير الخارجية في الحكومة الأفغانية المؤقتة أمير خان متقي في مقابلة خاصة مع "العربي"، إنّ حكومة طالبان "أوفت" بكل بنود اتفاقية الدوحة خلال مدة 14 شهرًا التي حددت لخروج القوات الأميركية والمتحالفة معها، وفق قوله.

واتّهم متقي الولايات المتحدة بالإخلال بالتزاماتها وشن هجمات عديدة خلال الفترة الماضية وعدم إطلاق سراح سجناء طالبان، إلى جانب عدم شطب حركة طالبان من القوائم السوداء، حسب قوله.

وأضاف أنّ "طالبان تتطلع إلى أن يصل القادة الأميركيون إلى الاقتناع بأنّ خيار الضغط على الحركة عديم الفائدة وعليهم أن يقدموا خيارات التعاون".

واعتبر متقي أنّ طالبان تربطها علاقات ممتازة مع العديد من الدول و"هناك سفارات مفتوحة في كابل، كما زارها عدد كبير من الوفود والهيئات من القيادات العليا والمتوسطة من أكثر من 50 دولة في العالم"، وفق قوله.

كما ثمّن وزير الخارجية الأفغاني في مقابلته الخاصة مع "العربي" وساطة دولة قطر والتسهيلات التي وفرتها لإنجاح المفاوضات. وبخصوص المحادثات مع الجانب الأميركي لرفع التجميد عن الأصول والأموال الأفغانية، قال متقي إنّها تناولت جوانب مختلفة، لكن الطرفين "لم يتوصلا إلى نتيجة نهائية لأن الولايات المتحدة تعاملت ببرودة شديدة مع القضية".

تفجير دام جديد

إلى ذلك، أعلنت السلطات الأفغانية ارتفاع عدد ضحايا الانفجار الذي وقع خارج مسجد في مدينة هرات غربي البلاد. وشهدت الساحة الأفغانية تضاعف العمليات الإرهابية خلال الأشهر الأخيرة واستهدفت بشكل خاص قيادات من حركة طالبان، إلى جانب الأقليات الدينية في البلاد.

ويقول المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية إنّ من بين القتلى في هجوم المسجد رجل الدين البارز مجيب الرحمن الأنصاري والذي يعد من كبار الشخصيات المقربة من حركة طالبان في البلاد.

من جهتها، أكّدت الشرطة الأفغانية أنّ مجيب الرحمن استُهدف أثناء توجهه لأداء صلاة الجمعة وقُتل برفقة مجموعة من حراسه ومرافقيه.

ويعد هذا الهجوم التفجير الثالث الذي يستهدف مسجدًا في أفغانستان خلال أقل من شهرين. وفي العودة إلى التسلسل الزمني للأحداث الأخيرة، فقد قتل العشرات في تفجير استهدف مسجدًا في العاصمة كابل في أغسطس/ آب الماضي أودت بحياة رحيم الله حقاني أحد أبرز المرجعيات الدينية لحركة طالبان. وقبل ذلك بأيام، قتل شخص وأصيب 7 آخرون في هجوم استهدف مسجدًا آخر في ولاية قندوز شمالي شرق البلاد.

وتواجه حركة طالبان تحديات أمنية حيث احتفت الحركة قبل أيام بمرور عام على انسحاب القوات الأميركية في أفغانستان وسيطرتها على السلطة في البلاد. وتقول الحركة إنّها تسيطر على الأوضاع في مجمل البلاد غير أنّ سلسلة الهجمات المتواصلة التي تبنى عدد كبير منها تنظيم "الدولة" تطرح تساؤلات حول مستقبل بلاد لم تعرف الهدوء والاستقرار إلا نادرًا.

"قضايا ثنائية خلافية" بين طالبان وواشنطن

وتعليقًا على تصريحات وزير الخارجية الأفغاني لـ"العربي"، يرى رئيس المركز الأفغاني للإعلام والدراسات عبد الجبار بهير أنّ هناك بنودًا واضحة في اتفاقية الدوحة بين حركة طالبان والولايات المتحدة تنص على "تشكيل حكومة إسلامية والانسحاب الأميركي".

ويشير بهير في حديث إلى "العربي" من كابل، إلى أنّ هناك "قضايا ثنائية خلافية" ضمن اتفاق الدوحة لم يقع التوصل إلى حل بشأنها من بينها الحوار الداخلي الأفغاني وتصنيف حركة طالبان "إرهابية" ووضعها على القوائم السوداء الأميركية.

ويلفت إلى أنّ حركة طالبان استطاعت بعد عام من وصولها إلى الحكم أنّ "توفر الأمن للأفغان" على الرغم من القضايا الخلافية مع المجتمع الدولي.

أفغانستان "ليست قضية إستراتيجية"

وبشأن اتهام وزير الخارجية الأفغاني للولايات المتحدة بالتعامل مع الأوضاع في بلاده "حسب الضغوط الشعبية الأميركية"، يعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن نبيل ميخائيل أنّ واشنطن لا تتعامل مع أفغانستان على أنها "قضية إستراتيجية رئيسة".

ويوضح في حديث إلى "العربي" من واشنطن، أنّ التدخل الأميركي قد يكون غير مباشر في الملف الأفغاني، بمعنى أن أحد أهداف الولايات المتحدة في هذا الملف هو "منع إيران من مدّ نفوذها" في هذا البلد. ويلفت إلى أنّ أيّ تقارب بين طالبان وطهران سيُحدث "فجوة" في العلاقة بين الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية المؤقتة.

كما يشير إلى أنّ الولايات المتحدة تعمل على التدخل في الشأن الأفغاني من طريق باكستان حيث تسمح لها بإطلاق المسيّرات لتتبع تنظيمي "القاعدة" و"الدولة".

ويبيّن أستاذ العلوم السياسية أنّ أولى أولويات الولايات المتحدة في أفغانستان هو "احتواء إيران ووقف نفوذها"، مؤكدًا أنّ هناك خشية أميركية من طهران في الملف الأفغاني.

المصادر:
العربي
شارك القصة