Skip to main content

مجازر مستمرة بغزة.. المقاومة تتصدى لقوات الاحتلال على أكثر من جبهة

الأربعاء 8 نوفمبر 2023
يستمر القصف الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ33 على التوالي - الأناضول

استمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ33 على التوالي، جوًا وبحرًا وبرًا، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى 10569 شهيدًا بينهم 4324 طفلًا، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الأربعاء.

ورغم الحديث عن هدن إنسانية، واصلت طائرات الاحتلال الإسرائيلي شن غارات كثيفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة.

فقد أفاد مراسل "العربي" أن 19 شخصًا استشهدوا في قصف على جباليا، وأيضًا 19 في بيت لاهيا فضلا عن عشرات الجرحى. كما قصف الاحتلال ثلاثة مساجد في خانيونس.

واستشهد تسعة فلسطينيين في قصف على مخيم النصيرات، بينما قصف الاحتلال حي الشجاعية، ومنطقة تل الهوى، ومخيم الشاطئ. 

كما قصف الطيران الإسرائيلي أحد أبراج مدينة الشيخ زايد بالقرب من الإندونيسي شمال مدينة غزة.

وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود، استشهاد أحد موظفيها في هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي على مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة.

وفي الضفة الغربية، أصيب 29 فلسطينيًا على الأقل منهم 6 بالرصاص الحي إحدى الإصابات وصفت بالخطيرة، و3 بالشظايا وآخرين بالاختناق، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة بيت لحم ومحاصرتها لأحد منازل المواطنين في منطقة المسلخ.

كتائب القسام تعلن عن تدمير آليات إسرائيلية

وقد تصدّت المقاومة الفلسطينية لقوات الاحتلال المتوغلة في القطاع. وأعلنت كتائب القسام اليوم الأربعاء، تدمير 8 آليات إسرائيلية بقذائف "الياسين 105" بقطاع غزة.

وأكدت القسام "أننا تمكنا منذ صباح اليوم من تدمير 16 آلية عسكرية إسرائيلية كليًا أو جزئيًا في مختلف محاور القتال".

وقالت: "نفذنا عمليات قنص ضد القوات المتوغلة بعشرات قذائف الهاون وأوقعنا فيها إصابات محققة". 

ودمّرت "القسام" 3 آليات عسكرية إسرائيلية بين دبابة وناقلة جند عند دوار التوام شمال غرب مدينة غزة.

كما أشار المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة إلى تدمير 136 آلية عسكرية للاحتلال وإخراجها عن الخدمة، مؤكدًا أن "المسار الوحيد لملف الأسرى هو صفقة تبادل شاملة أو جزئية"، لافتًا إلى أن "إسرائيل تواصل تعريض حياة أسراها لدى المقاومة للخطر ومنهم من لا يزال تحت الأنقاض". 

وكشف القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أن "ضابطًا إسرائيليًا برتبة كولونيل تم قتله خلال المعارك في غزة"، لافتًا في مؤتمر صحافي من بيروت إلى أن "حديث واشنطن عن الهدنة الإنسانية يهدف إلى منح إسرائيل وقتًا لارتكاب مزيد من المجازر". وحمّل حمدان "الولايات المتحدة المسؤولية عن المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة".

وأشارت "حماس" على لسان الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، إلى أن إدارة قطاع غزة شأن فلسطيني خاص، مؤكدة عدم نجاح أي قوة على الأرض في تغيير الواقع أو فرض إرادتها، وذلك ردًا على تصريحات للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي.

هجمات على مواقع أميركية

وخارج حدود غزة، أعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق"، في بيان مساء اليوم، الهجوم على قاعدة الشدادي في مدينة الحسكة السورية بواسطة طائرات مسيرة أصابت أهدافها بشكل مباشر.

وأفاد المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع بأن دفاعات الجماعة الجوية "أسقطت طائرة أميركية من طراز MQ9 فوق المياه الإقليمية اليمنية"، مشيرًا إلى أن "التحركات المعادية لن تثنينا عن الاستمرار في تنفيذ عمليات عسكرية ضد إسرائيل". 

وساد هدوء حذر على جبهة جنوب لبنان عقب ساعات من القصف المتبادل في قطاعات عدة، وفق ما أفاد مراسل "العربي". 

وكان حزب الله قد أعلن أن مقاتليه استهدفوا موقع بياض بليدا بالأسلحة المناسبة، إضافة إلى استهداف قوة مشاة إسرائيلية قرب ثكنة دوفيف، ردًا على العدوان الذي استهدف سيارة إسعاف تابعة لكشافة الرسالة ‏الإسلامية.

نفاد الوقود في القطاع

وعلى الصعيد الإنساني، يعيش قطاع غزة مأساة متفاقمة في ظل انهيار المنظومة الصحية جراء العدوان وشح الوقود.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي اليوم الأربعاء إن مستشفى القدس في غزة يشهد نقصًا حادًا في الوقود ومن المتوقع نفاده اليوم.

وأضاف: "إن المستشفى قلص أغلب عملياته في محاولة لترشيد استخدام الوقود وضمان استمرار الحد الأدنى من الخدمات على مدى الأيام القليلة المقبلة".

كما أعلنت سلطة الطاقة الفلسطينية في غزة، أن 70% من شبكات نقل وتوزيع الكهرباء بالقطاع دمرت بفعل الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع.

ومن جهته، أكد مدير المستشفى الكويتي في غزة الدكتور صهيب الهمص اليوم الأربعاء أن النقص الحاد في مادة الوقود يهدد بتحويل المستشفيات في القطاع إلى مقابر.

وقال في تصريح لـ"العربي" من غزة، إنّ أكثر من نصف المستشفيات في القطاع توقفت عن العمل تمامًا، مضيفًا أن "عدد المستشفيات التي مازالت تعمل في القطاع لا يتجاوز 10".

وكانت الحكومة العراقية، قد أعلنت مساء الثلاثاء، تبرعها بـ 10 ملايين لتر من الوقود اللازم لتوليد الطاقة بمستشفيات قطاع غزة. 

دخول مساعدات إنسانية 

كما أعلن البيت الأبيض الأربعاء أن "أكثر من 80 شاحنة مساعدات إنسانية دخلت غزة خلال الـ24 ساعة المنصرمة، وإن ما بين 500 و600 أميركي لم يخرجوا بعد من القطاع الفلسطيني"، فيما كشفت وزارة الصحة في قطاع غزة أنه خرج 172 جريحًا ومرافقًا فلسطينيًا من القطاع، عبر معبر رفح البري للعلاج خارج غزة، منذ مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

وقال المقرر الأممي المعني بالحق في السكن اللائق بالاكريشنان راجاغوبال، إن مطالبة أكثر من مليون شخص من سكان غزة بالنزوح من الشمال إلى الجنوب، يعد انتهاكًا للقانون الدولي.

ومن جهتها، رأت فرنسا أن الجميع لهم "مصلحة" في تحسن الوضع الإنساني في غزة "بمن فيهم إسرائيل"، وذلك عشية مؤتمر تنظمه باريس حول هذا الموضوع.

هدنات وممرات إنسانية

وفيما يتواصل العدوان على القطاع المحاصر، يتصاعد الحديث عن هدن إنسانية. فقد أكد وزراء خارجية دول مجموعة السبع اليوم الأربعاء دعمهم "هدنات وممرات إنسانية" في قطاع غزة، دون الدعوة إلى وقف إطلاق النار. 

كما أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو للصحافيين اليوم الأربعاء أن "كندا تدعو إلى هدنة إنسانية كبيرة في قطاع غزة للسماح بالإفراج عن جميع الأسرى".

ومن جانبه، أشار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم الأربعاء أن الدول الأعضاء في الحلف يؤيدون هُدَن للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وبحث عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، خلال اتصال هاتفي، ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، و"فرض هدنة إنسانية". واعتبر الجانبان أن "على المجتمع الدولي الضغط لضمان إيصال الغذاء والدواء والمياه والوقود إلى غزة دون انقطاع".

وشدّد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على أن "حركة حماس فكرة لا تنتهي، ومن يريد وضعًا مغايرًا عليه تلبية حاجات وحقوق الشعب الفلسطيني".

فرصة لتحقيق أهداف إسرائيل

وفي هذا السياق، أكد تيسير محيسن الناطق باسم المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة اليوم الأربعاء أن الترويج للهدن الإنسانية يهدف إلى إعطاء إسرائيل الوقت لتحقيق أهدافها في القطاع المحاصر.

وقال محيسن في تصريح لـ"العربي"، إنّ القوات الإسرائيلية المتوغلة في شمال غزة تواصل شن عمليات القصف، مضيفًا أن "الاحتلال يريد تحقيق إنجازات على حساب دماء المواطنين الأبرياء". 

وفي المقابل، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مجددًا الأربعاء أي "وقف لإطلاق النار" في قطاع غزة من دون الإفراج عن الأسرى في غزة.

وعلى هامش منتدى "بلومبرغ للاقتصاد الجديد" في سنغافورة، أعلن وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح اليوم الأربعاء أن المملكة ستستضيف قمتين للدول العربية والإسلامية خلال الأيام المقبلة لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

مصير غزة بعد العدوان

وذهب قادة غربيون لمناقشة ما يصفونه بـ"مصير غزة بعد العدوان". فقد شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الأربعاء على ضرورة ألا تعاود إسرائيل احتلال قطاع غزة بعد نهاية الحرب التي تخوضها حاليًا ضد القطاع.

ومن جهته، قال جيمس كليفرلي وزير خارجية بريطانيا التي تدعم بقوة حكومة الاحتلال في حربها على قطاع غزة، إنّ "النتيجة المرغوبة من الحرب هي التحرك صوب وجود قيادة فلسطينية محبة للسلام"، حسب قوله.

كما أفادت وكالة "رويترز" بأن وزراء خارجية مجموعة السبع ناقشوا كيفية تنشيط جهود السلام في الشرق الأوسط و"اليوم التالي" في قطاع غزة بمجرد انحسار الحرب هناك أثناء اجتماعهم في قمة تستمر يومين في طوكيو. 

المصادر:
العربي
شارك القصة