يعد "قصور القلب" مرضًا غير قابل للشفاء، وهو يتمثل بتراجع قدرة القلب على ضخ الدم إلى أعضاء الجسم المختلفة، حسبما عرفت به مؤسسة القلب الألمانية.
وأوضحت المؤسسة أن قصور القلب له أسباب عدة، تتمثل في ارتفاع ضغط الدم، الذي لم يتم علاجه بشكل كاف، وأمراض القلب، مثل وجود عيب خلقي أو التهاب في عضلة القلب بالإضافة إلى أمراض القلب التاجية.
وأضافت أن أعراض الإصابة بقصور القلب تشمل ضيقًا في التنفس وآلامًا في منطقة الصدر بالإضافة إلى عدم انتظام ضربات القلب.
وأكدت مؤسسة القلب الألمانية أن من بين الأعراض أيضًا احتباس الماء في الساقين وتراجع القدرة على بذل المجهود والتعب السريع والسعال الليلي.
واعتبرت أن فقدان الشهية والوزن بشكل مفاجئ ونوبات الدوار وزيادة معدلات التبول، كلها علامات على الإصابة بقصور القلب.
وشددت المؤسسة على ضرورة استشارة الطبيب فور ملاحظة هذه الأعراض، وحذرت من أن قصور القلب في المراحل المتقدمة قد يهدد حياة المريض.
مرض "قصور القلب"
وفي هذا الإطار، يشرح الأخصائي في جراحة القلب والصدر عامر شيخوني أن القلب يعتبر المضخة الأساسية التي تقوم بتدوير الدم في الجسم، وعندما لا تقوم هذه المضخة بعملها كما يجب لأسباب كثيرة، تتأثر الدورة الدموية الضرورية لحيوية ونشاط ووظائف جميع الأعضاء وخلايا الجسم.
ويضيف في حديث إلى "العربي" بأن أداء جسم الإنسان يضعف في حال فشل القلب، مشيرًا إلى أن قصور القلب هو حالة نهائية لأمراض عديدة، كالخلقية منها وبعض أمراض صمامات القلب، وأمراض شرايين وعضلة القلب، إذ لم تعالج جيدًا وتم إهمالها.
ويوضح الشيخوني أن القلب من الناحية الميكانيكية هو عبارة عن مضختين موصولتين تواليًا، وهما البطين الأيمن والأيسر، مشيرًا إلى أن البطين الأيمن يضخ الدم في الدورة الدموية الصغرى عبر الرئتين، أما الأيسر فهو أضخم وأقوى ويضخ الدم من الشريان الأبهر إلى كافة أنحاء الجسم ثم يعود الدم إلى البطين الأيمن.
ويلفت إلى أنه من النادر أن يصاب الشباب في أعمار مبكرة بقصور القلب، إلا إذا كان هناك بعض المشكلات الخلقية كثقب في القلب أو ضيق الصمام الولادي، وأمراض الغدة الدرقية، مشيرًا إلى أن هذا المرض يصيب كبار السن أكثر على اعتبار أنه مرحلة نهائية.
هل يسبب الملح أضرارا لمرضى قصور القلب؟ دراسة جديدة تأتي بنتائج مختلفة عن الشائع 👇#صباح_جديد pic.twitter.com/GKz4ewXWTP
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 20, 2022
تشخيص قصور القلب
ويشير الشيخوني إلى أن الطبيب يمكن أن يلاحظ أن المريض يعاني من قصور القلب عن طريق الفحص السريري من خلال وجود احتقان أو تجمع في السوائل، إما على الجهة اليمنى أو في الرئتين عندما يصيب القصور الجانب الأيسر، ويمكن كشف المرض من خلال التصوير الشعاعي.
ويتابع أن هناك علاجات كثيرة لقصور القلب، تبدأ بتناول حمية قليلة الملح، وممارسة المشي، وتناول الطعام الصحي، وتجنب التدخين، والحصول على الأدوية المساعدة كالمدرات البولية وأدوية تنظيم دقات القلب وأدوية تساعد على تحسين الحمل الموجود على القلب.
ويردف أنه في حال لم تكف الحمية والرياضة والأدوية، فيلجأ الأطباء إلى الإجراءات الأكثر صعوبة، كتركيب البطاريات التي تنسق عمل عضلة القلب عن طريق جراحة بسيطة، لتحسين أداء القلب كمضخة، مشيرًا إلى وجود خيارات أخرى كالإصلاح الجراحي للمرض الذي تسبب بضعف القلب، كمشاكل الصمام، أو وجود ثقب في القلب.
ويلفت الشيخوني إلى وجود أدوية تعطى للحالات الشديدة عن طريق الوريد، وتركيب مضخات ميكانيكية تساعد القلب الأيسر أو الأيمن أو القلب كله، مشيرًا إلى أنه في أصعب الحالات فالحل يكمن في زراعة القلب.
ويشدد الأخصائي في جراحة القلب والصدر عامر على ضرورة التشخيص والعلاج المبكر قبل الوصول إلى المرحلة المتأخرة من المرض.