Skip to main content

مساعدات ضئيلة ومتأخرة.. الشمال السوري منكوب وعاتب على الأمم المتحدة

الثلاثاء 14 فبراير 2023

مع تضاؤل فرص النجاة وانخفاض درجات الحرارة، يكثف عمال الإنقاذ في المناطق المنكوبة في سوريا وتركيا عملياتهم للوصول إلى ناجين محتملين قبيل الاستعداد لإطفاء محركات أعمالهم والإعلان عن نهاية مرحلة الإنقاذ بعد مرور أكثر من 200 ساعة على الكارثة.

وفيما لم يتم إحصاء حجم الدمار بدقة، تصف المنظمات الدولية المشهد على الأرض بأنه أسوأ كارثة طبيعية تصيب المنطقة منذ قرن.

وفي هذا الوقت، تستقبل عشرات العائلات عوامل الطقس القاسية في العراء وسط درجات حرارة شديدة البرودة وثلوج وأمطار.

هذه الظروف المعقدة يصاحبها نقص حاد في إمدادات ومعدات الطوارئ بما في ذلك المياه والغذاء والدواء وأكياس الجثث والرافعات.

ووسط هذه الكارثة، يستعد الجميع لأكبر عملية إغاثة منذ عقود في المناطق التركية أو في الشمال الغربي السوري، وهدفها الأهم تأمين الخيام والمأوى والطعام للمتضررين.

ففي تركيا وحدها فقد أكثر من مليون شخص منازلهم وهم يعيشون في خيام وملاجئ مؤقتة. أما في الشمال السوري فالعدد يتضاعف إلى أكثر من 5 ملايين كلهم بلا مأوى وعلى رأسهم مئات آلاف الأطفال الذين يواجهون نقص الطعام والأوبئة.

يحدث ذلك في وقت شجب فيه نشطاء وفرق الإغاثة في شمال غربي سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة رد فعل الأمم المتحدة "البطيء" على الزلزال.

ويقول هؤلاء إن المنظمة انتظرت موافقة النظام من أجل تمرير المساعدات من معابر ليست تحت سيطرته أصلًا.

دوجاريك: الأمم المتحدة تحركت بأسرع ما يمكنها

وفي هذا الإطار، أوضح ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش يركز بشكل كبير على إيصال المساعدات لمن يحتاجونها في شمال غربي سوريا بعد الزلزال.

وأشار في حديث إلى "العربي" من نيويورك إلى أن المنظمة تمكنت من توزيع مساعدات في الشمال السوري من خلال 84 شاحنة تحمل الغذاء والخيام والأدوية عبرت معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.

وشرح أن 11 شاحنة إضافية عبرت اليوم عبر معبر باب السلامة إلى المنطقة ذاتها، مؤكدًا أن الأمم المتحدة تحركت بأسرع ما يمكنها في ظل صعوبات طالت خطوط الإمداد بعد الزلزال.

وأكد دوجاريك عزم الأمم المتحدة على إيصال أكبر عدد ممكن من المساعدات بأسرع وقت ممكن إلى المناطق المتضررة.

وردًا على سؤال حول الشكر الذي وجهه الأمين العام للأمم المتحدة إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد على فتح معابر ليست تحت سيطرته أصلًا، قال دوجاريك: "بطبيعة منظمتنا لا بد أن نحترم القانون الدولي، وما زلنا نحاول إيصال المساعدات من مناطق سيطرة الحكومة إلى مناطق سيطرة المعارضة".

وحول النداء الذي أطلقته المنظمة الأممية لجمع نحو 400 مليون دولار للمساعدات في سوريا، أكد دوجاريك أن الأمم المتحدة بحاجة إلى المساعدات المالية لإكمال مهامها، مشددًا على ضرورة وصول آليات ثقيلة وفرق إنقاذ إلى الشمال السوري.

"شعب محاصر في شمال غربي سوريا"

بدوره، دعا مدير موقع حلب التابع لمنظمة تكافل الشام عبد القادر خوجة المجتمع الدولي إلى عدم التفريق بين المتضررين جراء الزلزال أكان بين الموجودين في شمال غربي سوريا أو في الجنوب التركي.

وأشار في حديث إلى "العربي" من ريف حلب الشمالي إلى أن مساعدات ضخمة وفرق إنقاذ كبيرة وصلت إلى الجنوب التركي، إلا أنهم وإذا أرادوا الدخول إلى الشمال السوري فإنهم ينتظرون إذن رئيس النظام بشار الأسد.

خوجة الذي رفض الحديث عن تفويض في ظل الكارثة، دعا إلى فتح جميع المعابر لفرق الإنقاذ وأمام المعدات الثقيلة وأدوات الكشف عن الناجين تحت الأنقاض، وقال: "البنية التحتية مدمرة أصلًا وجاء الزلزال ليجهز على الشعب السوري".

وأكد أن الشعب السوري محاصر في شمال غربي سوريا تحت رحمة اعتبارات سياسية، بحيث لا يصل إليهم الدواء إلا بإذن ولا تصل لهم المساعدات إلا بعد التصويت وبتفويض أممي.

وتحدث عن مشاهد مؤلمة على الطرقات حيث الناس في العراء في ظل درجات حرارة منخفضة وفقدان المياه النظيفة للشرب.

الأمم المتحدة "ضحية لعبة التوازنات السياسية"

أستاذ العلاقات الدولية بجامعة اسطنبول سمير صالحة رأى أن الأمم المتحدة وجدت نفسها ضحية لعبة التوازنات السياسية المحلية والإقليمية في التعامل مع ملف السوري.

واعتبر في حديث إلى "العربي" من اسطنبول أن التأخر في إيصال المساعدات هو نتيجة المساومات التي جرت في الأيام الأخيرة قبل فتح المعابر.

صالحة قال إنه كان بمقدور الأمم المتحدة أن تعقد اجتماعًا طارئًا على مستوى مجلس الأمن وتفعل البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة وتتصرف بإرادة أممية حقيقية نظرًا إلى أن الأمر يتعلق بأزمة إنسانية.

وأسف لأن الأمم المتحدة لم تلجأ إلى هذا السيناريو، مؤكدًا أنها "تركت القوى المؤثرة في هذا الملف تتلاعب به".

المصادر:
العربي
شارك القصة