Skip to main content

مشهد متأزم في لبنان.. حرب كلامية وتبادل للاتهامات وغضب شعبي

الخميس 4 فبراير 2021

يومًا بعد يوم، يتأزّم المشهد السياسيّ في لبنان أكثر، في ظلّ استمرار المراوحة على خطّ تأليف الحكومة منذ أشهر، وسط حربٍ كلاميّة وتبادل للاتهامات بالتعطيل بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري. 

لكن، في مقابل هذا الثبات الظاهر، سُجّل في الآونة الأخيرة أكثر من تحرك سياسي وموقف دولي قد يؤشر لقرب انفراجة في رأي البعض، لا سيّما بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن زيارةٍ جديدةٍ مرتقبة له إلى لبنان في المرحلة المقبلة.

في غضون ذلك، يتصاعد الغضب الشعبيّ في لبنان، على وقع الأزمات الاقتصادية والمعيشية المتفاقمة، وفي ظلّ انتقادات دولية لعدم التوصل إلى الحقيقة في انفجار مرفأ بيروت، الذي لا تزال التحقيقات على خطّه "مجمَّدة" منذ ما قبل نهاية العام الماضي.

الرئيس مؤتمن على الدستور

ويرى عضو المجلس السياسي في "التيار الوطني الحر" (المحسوب على رئيس الجمهورية) وليد الأشقر أنّ المشكلة التي تحول دون تأليف الحكومة تتمثّل في غياب المعايير الموحّدة في مقاربة رئيس الحكومة الملف.

ويعتبر، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّه كان على الحريري أن يعتمد مع عون نفس المعايير مع الثنائي الشيعي ومع الدروز ومع فريقه السياسي أي تيار المستقبل، مشدّدًا على أنّ الحريري يرفض اعتماده حتى اليوم مع ممثلي الطوائف المسيحية في مجلس النواب.

ويلفت إلى أنّ تمسك رئيس الجمهورية بموقفه هو من منطلق الحفاظ على الدستور الذي أقسم عليه، وهو الوحيد في الجمهورية الذي يقسم على الدستور وهو مؤتمن الحفاظ على المناصفة.

"كرمى لعيون الصهر"

في المقابل، يشدّد عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" (الذي يرأسه الحريري) فادي سعد أنّ لا أحد يعطل تشكيل الحكومة في لبنان سوى رئيس الجمهورية "كرمى لعيون صهره" (رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل) الذي يريد توريثه الحكم.

ويشير سعد، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إلى أنّه يصرّ على تسمية ستة وزراء لصالحه إضافة إلى الوزير الأرمني للحصول على الثلث المعطل، معتبرًا "أننا لسنا في مرحلة تشكيل حكومة، ولكن في مرحلة توريث الحكم للصهر المدلل جبران باسيل".

ويذكّر سعد بأنّ هناك مبادرة تقدمت بها فرنسا مشكورة لمساعدة لبنان لكن هناك من لا يكترث لوجع اللبنانيين، مضيفًا: "لسنا في الهاوية بل في قعرها ونحلم بالخروج منها من خلال حكومة تتطابق مع مفهوم المبادرة الفرنسية وتطلعات الجماهير اللبنانية التي خرجت في 17 تشرين الأول".

"سلطة عاجزة مجرمة"

وبين هذا وذاك، يستهجن الأستاذ الجامعي والناشط السياسي ميشال الدويهي تصرف القوى السياسية وكأنّ "لا ثورة كانت ولا من يحزنون".

ويذكّر، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، بأنّ ثورة سياسية اجتماعية اقتصادية حصلت في البلد، لافتًا إلى أنّ مؤسسات الدولة تدمّرت "ونحن أمام انهيار اقتصادي وسياسي ومالي واجتماعي".

ويلفت إلى أنّ المشكلة الكبرى تبقى في تشبث أحزاب السلطة بالسلطة، مشدّدًا على أنّ "الثورة طالبت بسلسلة من الخطوات السياسية التي تنقذ البلد"، لكنّ السلطة لم تتجاوب معها.

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة