Skip to main content

معظمها دمر أو نُهب.. شبان سوريون يصنعون مجسمات تحاكي مواقع أثرية

الخميس 3 فبراير 2022

يعمل محمد سعيد ورفاقه في مشغلهم الصغير وبأدواتهم البسيطة على تحويل قطع من الفلين إلى تحف فنية، عبر تشكيلها يدويًا وتحويلها إلى مجسمات تحاكي مواقع أثرية ومهمة في سوريا، منها ما دمر ومنها ما بقي صامدًا حتى الآن، في مشروع يُعد الأول من نوعه في شمال سوريا.

وتخضع المجسمات الأثرية لعمليات تعتيق وتلميع بهدف إعطائها جمالية، ولتقريبها من صورتها الحقيقية، فقد صنع محمد ورفاقه أكثر من 20 مجسمًا لمعالم في سوريا، منها قلعة حلب وجسر دير الزور المعلق، وقصر البنات في الرقة.

كما عمل الشبان على تصميم مجسمات من دول أخرى استعدادًا لعرضها في قادم الأيام، للمزج عبر الحضارات المختلفة في أعمال تشرح الفروقات بين الحضارات المتعاقبة.

وفي هذا الإطار، يوضح محمد سعيد وهو مشارك في مبادرة صناعة المجسمات، أن القطع الأثرية يتم صنعها من قطع بسيطة، مشيرًا إلى أن العمل يحتاج جهدًا ووقتًا.

وأضاف محمد أنهم يسعون من خلال المبادرة لإيصال صورة سوريا إلى العالم.

من جهته، يؤكد بسام قحفظان وهو أيضًا مشارك في المشروع، أن المبادرة تهدف للتعريف بآثار سوريا وخصوصًا للجيل الجديد الذي لا يعرف الكثير عن معالم بلده، وللسوريين في الخارج.

عمليات نهب وسرقة وتهريب الآثار "تنشط" في سوريا

ومنذ السنوات الأولى لبدء الثورة في سوريا، التي حوّلها النظام إلى حرب دموية، تنشط عمليات نهب وسرقة الآثار، في ظاهرة وُصِفت بـ"الكارثة الثقافية".

ومرّت على سوريا، كما العديد من الدول المجاورة، واستوطنت فيها حضارات عدّة، من الكنعانيين إلى الأمويين، مرورًا باليونانيين والرومان والبيزنطيين.

وتحمل سوريا في متاحفها وآثارها آلاف القصص من التاريخ خصوصًا حلب وإدلب ودير الزور ودمشق والرقة، وتدمر أو عروس البادية.

آلاف القطع "النادرة" سُرِقت

وبحسب التقارير الموثّقة، فقد ازدادت عمليات سرقة وبيع الآثار التاريخية في البلاد بشكل منظّم، بداية مع تنظيم الدولة وصولًا إلى الميليشيات الموالية لإيران.

وفي هذا السياق تمّت سرقة آلاف القطع الأثرية النادرة من كل المحافظات السورية، خصوصًا بعد سيطرة تنظيم الدولة عام 2014.

وتشير التقارير إلى أنّ مليون قطعة سُرِقت وعشرات الهكتارات جرفت خصوصًا في محافظة حمص.

وفي الآونة الأخيرة، بدأت الميليشيات الموالية لإيران في سوريا بسرقة مواقع أثرية بهدف جني الأموال.

أبرز المواقع المسروقة

وتُعَدّ آثار بقرص التي تقع في دير الزور من أبرز المواقع التي تعرّضت للنهب، علمًا أنّ هذه المنطقة شهدت تجمعات سكانية قبل تشكّل الإمبراطوريات الكبرى في العالم.

ومن المواقع المنهوبة أيضًا "تلة العشارة" التي تعود إلى العصر البابلي الأول، وآثار الصالحية في البوكمال.

كما تمّت سرقة محتويات تل طابوس في ريف دير الزور الغربي، ويعود هذا الموقع إلى العصر الفارسي الأول.

وبعث الحرس الثوري الإيراني منذ عامين عناصر له للتنقيب في آثار الصالحية ما أدّى إلى تخريب بعضها.

المصادر:
العربي
شارك القصة