Skip to main content

مفاوضات النووي الإيراني.. هل تُفتح الطريق أمام "الحل الوسط"؟

الإثنين 8 مارس 2021

لا تزال عقبات عديدة تلوح أمام العودة إلى التفاوض بخصوص الاتفاق النووي الإيراني، منها تمسك إيران برفع العقوبات ورفض واشنطن لشروط طهران.

ودخلت الصين على الخط، حيث طالبت الولايات المتحدة بالعودة إلى الاتفاق النووي في أسرع وقت ممكن، وحثّت واشنطن على إظهار "حسن النية" ورفع العقوبات، التي وصفتها بـ"غير المبرّرة". واعتبرت في الوقت نفسه أن على إيران الاحترام الكامل للاتفاق.

جاء ذلك تزامنًا مع زيارة لافتة لوزير الخارجية الإيرلندي سايمون كوفيني إلى طهران، جاءت في سياق دور بلاده في قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2231 الذي وضع الإطار القانوني للاتفاق المبرم بين إيران والقوى الست الكبرى بشأن البرنامج النووي.

واعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن "الطريقة الأفضل لحل المشاكل مع الشركاء الأوروبيين على مختلف المستويات الثنائية: الإقليمية، والدولية، هي إجراء محادثات على أساس الاحترام المتبادل بعيدًا عن لغة التهديد وممارسة الضغوط"، وفق بيان للرئاسة الإيرانية.

"رسالة" حملها وزير الخارجية الإيرلندي

ويرى الكاتب والباحث السياسي حسين رويوران أن كل الرسائل التي نُقِلت إلى إيران، حتى الآن، تطالب طهران بأن تقوم بالخطوة الأولى، وإيران ترفض ذلك.

ويرى رويوران، في حديث إلى "العربي"، أنّ إيران ترى أنها موجودة في الاتفاق النووي حتى وهي تجمّد بعض الالتزامات حسب المادة 36 و37 منه، وهي تعتبر أنّ الولايات المتحدة هي من خرجت من الاتفاق، ويجب عليها أن تعود إليه، ما يستلزم رفع العقوبات أولًا.

ولا يتصوّر رويوران أن تغييرًا ما حدث في الموقف الإيراني، لكنّه يلمّح في المقابل إلى إمكانية أن يكون الوزير الإيرلندي حمل رسالة ما حول تغيير في الموقف الأميركي في هذا الإطار.

ماذا تريد طهران من بايدن؟

ويعتبر الكاتب الإيراني أنّ التناقض قائم في الموقف الأميركي، مشيرًا إلى أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن أن فرض العقوبات القصوى ضد إيران كان خطأ، وبالتالي كان عليه أن يعود عن هذا الخطأ، لكنه ما يزال يتمسك به.

ويلفت رويوران إلى أنّ إيران تنتظر أن يكون الرئيس الأميركي جو بايدن "صادقًا مع نفسه" وأن يعود للاتفاق النووي، مذكّرًا بأن إيران مستعدة للعودة للاتفاق بشكل متزامن مع واشنطن، واصفًا ذلك بأنّه "الحلّ الوسط"، ومشدّدًا على أن إيران ترفض أي تفاوض جديد على الاتفاق النووي.

"توازن رعب" بين إيران وإسرائيل

وفيما يتعلق بالرسائل المتبادلة بين إيران وإسرائيل في الأيام الماضية، يتحدث رويوران عن معادلة ردع قائمة على توازن رعب بين الطرفين.

ويشدّد على أنّ القيام بأي عمل عسكري مستبعد بشكل كبير، لكنّه يلفت إلى أنّ "الكيان الصهيوني يعيش الآن مرحلة انتخابات والمزايدات السياسية بين المرشحين والأحزاب مسألة طبيعية".

وإذ يعرب عن اعتقاده بأنّ كل تصريحات الأيام الماضية "انتخابية" في المقام الأول، يشير إلى أن "إسرائيل تعلم علم اليقين أن أي خطوة عملية باتجاه ضرب أي هدف في إيران ستواجه كارثة كبيرة لا تحمد عقباها بسبب الرد الإيراني العنيف المحتمل".

المصادر:
العربي
شارك القصة