Skip to main content

من الرباط إلى باريس.. حملة تجسس تستهدف صحافيين مغاربة وفرنسيين

الإثنين 19 يوليو 2021
طالت عمليات التجسّس عاملين في وسائل إعلام يمينية فرنسية إضافة إلى صحافيين محسوبين على مؤسسات يسارية أو مستقلة

كشفت منظمة "العفو الدولية"، في يونيو/ حزيران 2020، بأن جهازًا أمنيًا مغربيًا استخدم برنامج "بيغاسوس"، للتجسس على الهاتف الخلوي التابع للصحافي عمر الراضي، الذي يُحاكم في قضيتين، إحداهما تضم تهمتي "المسّ بسلامة الدولة" والتخابر مع "عملاء دولة أجنبية".

ومنذ تلك الواقعة، اشتبه صحافيون مغاربة مُستقلّون بإمكانية استهدافهم أيضًا من خلال برنامج القرصنة هذا، والذي تُسوّقه شركة "إن إس أو" الإسرائيلية.

وبالفعل، كشفت تحقيقات موسعة نشرتها مجموعة من 17 وسيلة إعلامية دولية، أمس الأحد، تحت عنوان "مشروع بيغاسوس" (The Pegasus project) أنّ جهازًا أمنيًا في المغرب استخدم البرنامج للتجسّس على صحافيين مغاربة، بالإضافة إلى نحو 30 صحافيًا ومسؤولًا في مؤسّسات إعلاميّة فرنسيّة.

صحافيون مغاربة مستقلّون

وأفاد التحقيق بأن الجهاز الأمني المغربي استخدم برنامج "بيغاسوس" (Pegasus) في "استهداف منهجي للصحافيين الذين ينتقدون الحكومة وقادة غرف التحرير الرئيسية في البلاد".

ووفقًا لصحيفة "لوموند، فقد تمّ إدراج قضية توفيق بوعشرين، مدير جريدة "أخبار اليوم" المغربية، الذي يقضي حاليًا عقوبة بالسجن لمدة خمسة عشر عامًا بتهمة الاغتصاب، في محاكمة اعتبرها أنصاره "سياسية بالكامل"، باعتباره هدفًا محتملًا في برامج التجسّس.

وبحسب "لوموند"، فمن بين الأهداف المحتملة لـ"بيغاسوس" أيضًا، ما لا يقلّ عن 5 من الأشخاص الذين شهدوا ضدّ بوعشرين.

ويبدو أن القضية تتخطّى الراضي وبوعشرين، لتشمل جميع رؤساء وسائل الإعلام المستقلين. ومن بين أهدافهم المحتملة، أحد مؤسّسي الموقع الإخباري المغربي الناطق بالفرنسية "لوديسك" علي عمار، ومؤسس موقع "بديل" حميد المهداوي، الذي حُكم عليه بالسجن 3 سنوات عام 2018، "لمشاركته" في حركة "الريف" الاحتجاجية.

كما استهدفت عملية التجسّس هاتفًا يمتلكه عمر بروكسي، المراسل السابق لوكالة الأنباء الفرنسية.

30 صحافيًا فرنسيًا

وذكرت صحيفة "لوموند" أنّ مسؤولين عن وسائل إعلام فرنسيّة وصحافيّين يعملون في غرف تحرير "لوموند"، و"لوكانار أنشينيه"، و"لوفيغارو"، ووكالة "فرانس برس"، ومجموعة قنوات التلفزيون الفرنسي، وكذلك مؤسس موقع "ميديابارت" إدوي بلينيل، والصحافية السابقة دومينيك سيمونو، وصحافيّة أخرى في "لوموند" فضّلت عدم كشف اسمها، كانوا من ضمن قائمة المستهدفين ببرنامج التجسس.

وأشارت "لوموند" إلى أن عملية التجسّس طالت وسائل الإعلام اليمينية، إضافة إلى الصحافيين العاملين المحسوبين على اليسار أو المستقلّين.

وفي بعض الحالات، فقد ظل هدف التجسّس غامضًا، إذ إن معظم الصحافيين الفرنسيين الذين تعرّضوا لذلك لا يرتبطون بشكل مباشر أو غير مباشر بملف مغاربي.

لكنّ الصحيفة رجّحت أن يكون الهدف من التجسّس على هواتفهم الوصول إلى سجلات الاتصال الخاصة بهم، وبالتالي الحصول على أرقام الأهداف الأخرى.

صدمة فرنسية

وعقب نشر تحقيقات "مشروع بيغاسوس"، ندّدت الحكومة الفرنسية اليوم الإثنين بما وصفته بـ"وقائع صادمة للغاية" غداة الكشف عن عملية التجسّس.

وقال الناطق باسم الحكومة غابريال أتال لإذاعة "فرانس إنفو": "إنها وقائع صادمة للغاية، وإذا ما ثبتت صحتها، فهي خطيرة للغاية".

وأضاف: "نحن ملتزمون بشدة بحريّة الصحافة، لذا فمن الخطير جدًا أن يكون هناك تلاعب وأساليب تهدف إلى تقويض حرية الصحافيين وحريتهم في الاستقصاء والإعلام".

من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية: إن استخدام برامج التجسس لاستهداف الصحافيين غير مقبول على الإطلاق.

وأضافت: "هذا الموضوع يخالف كل القواعد في الاتحاد الأوروبي".

المصادر:
العربي، لوموند
شارك القصة